خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يبدو فيما يخص السياسة الخارجية الإيرانية، أن العام الشمسي الحالي انتهى برسالة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، إلى المرشد الإيراني؛ آية الله “علي خامنئي”. وبينما وصلت الرسالة إلى “طهران”، علق عليها المرشد؛ (حتى قبل فتحها)، في جمع من الطلبة المؤيدين للنظام، وهو رد فعل متوقع بالنسبة للكثيرين؛ حيث قال: “الدعوة للتفاوض هو (خداع للرأي العام)؛ ودار الحديث مرة أخرى عن تعامل (ترمب) مع البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة، وانسحابه في فترته الرئاسية الأولى من الاتفاق النووي”. بحسّب “محمد ضرغامي”؛ في تقريره المنشور على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
و”إيران”؛ التي اختبرت في العام الشمسي الحالي سقوط مروحية؛ “إبراهيم رئيسي”، وانتخاب حكومة؛ “مسعود بزشكيان”، المعتدلة، واغتيال “إسماعيل هنية”؛ القائد السياسي لحركة (حماس)، والمواجهة مع “تل أبيب”، وتلوث الهواء، ونقص الطاقة، والتضخم المروع، وارتفاع سعر صرف الدولار إلى: (90) ألف طومان، وغيرها من الأحداث الكبيرة والصغيرة، تستقبل العام الشمسي الجديد بهذه الرسالة، ورد فعل المسؤولين الإيرانيين عليها.
وقد ناقشنا في برنامج (الفقرة الأولى)؛ لهذا الأسبوع، مع السادة: “محمد صاد جوادي حصار”، عضو اللجنة المركزية بحزب (الثقة الوطنية)؛ في “إيران”، و”بهنام طالب لو”؛ الباحث البارز بمؤسسة (الدفاع عن الديمقراطية)، الآفاق الإيرانية للعام الجديد في ضوء سياسات “خامنئي” و”ترمب” على النحو التالي:
ثمة إمكانية للتفاوض..
يعتقد “جوادي حصار”؛ أن المرشد موافق؛ (على مفاوضات مثمرة تضمن تنفيذ الاتفاقيات)، وقال: “يُعارض المرشد المفاوضات التي ابتدأها (ترمب) بالتهديد ثم تدمير الماضي، ويوافق على ما هو غير ذلك”.
ويعتقد أن المرشد يتمتع بالذكاء ودقة النظر؛ بحيث يعرف أعداد الإيرانيين المستائين من حالة البلاد، وأعداد من يتضامنون مع المعارضين.
لكن المخاطب برسالته؛ (عشرين مليونًا مازالوا يؤيدون الجمهورية الإيرانية)، على أقل تقدير.
سياسة إضعاف دورة “ضغوط الحد الأقصى”..
أشار “طالب لو”؛ إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي، بشأن عدم قبول “الولايات المتحدة” مطلقًا امتلاك “إيران” سلاح نووي، واعتبر أن رسالة “ترمب” للمرشد الإيراني، والمناقشات الراهنة في “واشنطن”، تجعل من العام الشمسي الجديد مصيري بالنسبة للنظام الإيراني الحاكم، ويقول: “حين يقول الجمهورية و(ترمب) كل الخيارات مطروحة، فهذا يعني أن المسألة رهن بموقف الطرف الآخر”.
ونوه إلى تأثير سياسة “ضغوط الحد الأقصى” وإمداد “إسرائيل” بالسلاح، والدبلوماسية الأميركية الفعالة حيال المنافسين التقليدين؛ مثل “روسيا”، وحتى الدبلوماسية المزدوجة إزاء أعداء “أميركا” التقليدين مثل (حماس)، على وضع “الجمهورية الإيرانية”، وأضاف: “بالنظر إلى أولوية ما سبق، فإن أي حدث غير متوقع قد يكون ممكنًا”.
ونفى التصريحات المنتشرة حول اشتراط إدارة “ترمب” نزع سلاح “إيران”، وقال: “هناك مطلب من معهد (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات)، والمنظمات غير الحكومية الأخرى، بوضع (هدف للمفاوضات) ونزع السلاح الصاروخي والنووي الإيراني، لكن جهاز الدبلوماسية الأميركية لم يشترط ذلك”.
وهم “الاتفاق النووي”..
يستخلص “محمد صادق جوادي حصار”؛ من تعليق؛ “بهنام طالب لو”، أنه حتى حال التوقيع على “الاتفاق النووي”، فلن يُلبّي احتياجات “الجمهورية الإيرانية”.
واتهم “الولايات المتحدة” بنقض تعهداتها مع “الجمهورية الإيرانية”؛ منذ مفاوضات “الجزائر” بشأن موضوع “العراق”، وسأل: إذا كان من المقرر تعطيل العلاقات الدولية كل أربع سنوات مع كل انتخابات رئاسية أميركية، فهل ستسقر العلاقات العالمية على حالها ؟ وأجاب “طالب لو” بقوله: “الموضوع ليس هذا الرئيس أو ذاك، وإنما يتعلق بالمصالح الوطنية الأميركية، وكيفية ارتباطها بالقوانين الدولية. ومجلس الشيوخ الأميركي لم يصدق على البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة كاتفاقية. وقد سخر المسؤولون الإيرانيون مثل (محمد جواد ظريف) من هذا الموضوع، والآن يتجرعون تداعيات هذا الأمر… وعدم فهم الاتفاق النووي، وتاريخه بشكل صحيح، يعتبر خداعًا للذات”.