خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تحليل صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة أنباء (أسوشیتدپرس)؛ الخميس الماضي، يوحي بأن “إيران” ربما تقوم باختبار صاروخي في قاعدة (الخميني) الجوية، وهو ما يعكس سعي “طهران” للمحافظة على برنامجها التسليحي. بحسّب مزاعم تقرير أعده ونشره موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
ولم تؤكد “إيران” رسميًا إجراء الاختبارات؛ مع هذا ادعى نائب برلماني اختبار “طهران” صاروخي باليستي عابر للقارات، لكن دون تقديم وثائق تؤكد صحة هذه الادعاءات.
واستنتجت (أسوشیتدپرس) أن يكون الاختبار قد تم من فوق منصة دائرية هي موقع ‘طلاق البرنامج الفضائي المدني الإيراني، وهو ما يوحي بأن “طهران” ربما تعمل على رفع مديات صواريخها؛ لا سيّما مع تصاعد وتيرة التوترات بعد استئناف العمل بعقوبات “الأمم المتحدة” في إطار “آلية الزناد”.
وفي هذا الصدّد يزعم؛ “بهنام طالبلو”، المحلل بـ (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية)، بـ”واشنطن”: “نجاح إسرائيل في حرب الـ (12) يومًا، ضاعفت من أهمية تطوير مديات الصواريخ الباليستية والنسخ الأفضل. وهذا جزء من جهود طهران لإعادة البناء بشكل أفضل في أسرع وقت ممكن”.
آثار الاحتراق على منصة الإطلاق..
نشر النشطاء الإيرانيون على شبكات التواصل الاجتماعي، صور من “سماء سمنان”؛ حيث ظهر شيء أشبه بمرور صاروخ أثناء غروب الشمس.
ولم يُعلق المسؤولون الإيرانيون على الموضوع، ولم تقدم وسائل الإعلام الحكومية تقريرًا عن الحادث. والصور التي التقطها أقمار (پلنت لبز پي. بي. سي)، للمنصة الدائرية بقاعدة (الخميني) الفضائية، تكشف تلوين المنصة بخطوط حمراء وبيضاء وخضراء تمثل ألوان العلم الإيراني.
لكن يبدو من خلال صور الأقمار الصناعية؛ يوم الجمعة 19 أيلول/سبتمبر، أن ألوان المنصة تغيرت، ووجود آثار احتراق واضحة تشبه الاحتراقات التي ظهرت على المنصة في عمليات إطلاق سابقة.
وحين تُطلق الصواريخ يترك اشتعال المحرك آثار احتراق على منصة الإطلاق. يقول “فابيان هينز”؛ الباحث في (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية) المعني بدراسة الصواريخ: “يُشير مقياس الاحتراق إلى أن إيران قد أطلقت صاروخًا يعمل بالوقود الصلب، لأن جزيئات (أكسيد الألومنيوم) أثناء احتراقها تُسبب مثل هذه الآثار. كما تُشير الآثار التي تمتد من الشمال إلى الجنوب، إلى استخدام مبدَّد الانفجار أيضًا لتوجيه اللهب”.
ادعاء إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات..
في مداخلة مع التليفزيون الرسمي؛ قال “محسن زنگنه”، عضو البرلمان الإيراني: “أطلقت الجمهورية الإيرانية، يوم الخميس، صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات. قمنا باختبار أحد أكثر الصواريخ تقدمًا في البلاد الذي لم يتم اختباره من قبل، وكان الاختبار ناجحًا”.
وهو ما اعتبره دليلًا على قوة “إيران” في مواجهة تحديات “إسرائيل” والغرب. وأضاف: “لم نتوقف عن تخصيب (الوقود النووي)، ولم نُعطِ العدو اليورانيوم، ولم نتنازل عن مواقفنا الصاروخية.. ما أعنيه هو أننا حتى في هذه الظروف، نحن بصدد إجراء اختبار أمني لصاروخ عابر للقارات”.
ولم يقدم “زنگنه” تفاصيل إضافية عن مصدر معلوماته؛ ولا أي دليل يؤكد صحة هذه الادعاءات. وفي العادة يزيد مدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عن: (5500) كيلومتر. وهذا المدى يتجاوز بكثير المدى الذي أعلن عنه المرشد آية الله “علي خامنئي”، والذي يبلغ: (2000) كيلومتر، وهو مدى يشمل معظم مناطق الشرق الأوسط، بما في ذلك “إسرائيل” والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
بينما تغطي صواريخ عابرة للقارات على الأقل جميع أنحاء “أوروبا” وما بعدها. ولم تصدر القيادة المركزية للجيش الأميركي؛ التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، أي تعليق بشأن هذا الموضوع.
أسئلة حول عمليات الإطلاق..
يُضيف “طالب لو”: “إذا صح الإدعاء بأن الاختبار كان يتعلق بإطلاق قاذفة فضائية، فإن ذلك يعكس رغبة طهران في تهديد أهداف خارج منطقة الشرق الأوسط، مثل قارة أوروبا وحتى الأراضي الأميركية.. ومثل هذه الصواريخ يمكن أن تحمل أسلحة نووية، لكن إيران تعتبر برنامجها النووي سلميًا”.
وبالنظر إلى أن “طهران” لم تؤكد رسميًا إطلاق الصاروخ، فإن احتمال فشل الإطلاق يبقى قائمًا. كما لم تؤكد الجهات الفضائية الأميركية إطلاق “إيران” للأقمار الصناعية الجديدة، يوم 28 أيلول/سبتمبر. ومن الممكن أن “إيران” أرادت إيصال رسالة للغرب، بشأن الاستمرار في برنامجها الصاروخي رغم العقوبات والضغوط.
يقول “هينز”: “المشكلة أن الكثير من الأشياء تحدث بشأن إيران. من الصعب تحديد ما هو حادث عارض وما هو نمط متكرر”.