“راديو الغد” الأميركي يرصد .. سدود “الحرس الثوري” في “مستنقعات الحرب” بالمنطقة !

“راديو الغد” الأميركي يرصد .. سدود “الحرس الثوري” في “مستنقعات الحرب” بالمنطقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بلغت الحرب في “أفغانستان” ذروتها، وبعكس الإدعاءات التي تُذعن بالفرق بين (طالبان)، الأمس واليوم، تستمر الحركة في التقدم الدامي.

وكان “مايك بومبيو”، أثناء تصديه لمنصب وزير الخارجية الأميركي؛ قد أعلن: “تحول إيران إلى قاعدة جديدة لـ (القاعدة) الإرهابية، وأن الكثير من أفراد التنظيم يعيشون إلى الآن في أفغانستان، إلا أن القيادات تقيم في طهران”. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

علاقة “طهران” بـ”طالبان”..

وفي الفترة ذاتها؛ كشف تقرير “الخزانة الأميركية” عن تعاظم قوة تنظيم (القاعدة)، تحت غطاء (طالبان)، وأنهما يتعاونان لتشكيل شبكة مشتركة من العناصر الميليشياوية.

وتعليقًا على التقرير؛ كتبت صحيفة (فایننشال تایمز) الأميركية: “هذه المعلومات قد تُزيد من صعوبة التفاوض مع إيران، بالنسبة لإدارة جو بايدن”.

لكن وكالة أنباء (رويترز)، التي كانت تتبى موقفًا معارضًا لسياسات، “دونالد ترامب”، في الشرق الأوسط، كتبت: “وزير الخارجية الأميركي؛ قال دون دليل قوي إن (القاعدة) أنشأت قواعد جديدة في إيران”.

والحقيقة أن تصريحات، “بومبيو”، كانت أكبر من مجرد صراع ذو أهداف سياسية وحزبية. إذ قدمت المؤسسات الأمنية الأميركية، في العام 2010م، حين كان، “بايدن”، يشغل منصب نائب الرئيس الأسبق، “باراك أوباما”، بخصوص علاقات “طهران” و(طالبان)، وأكد حصول التنظيم على ألف دولار من “إيران”؛ لقاء قتل أي جندي أميركي في “أفغانستان”، ما تسبب في مقتل عشرات الجنود الأميركيين، في “أفغانستان”، بواسطة (طالبان) و(القاعدة).

وخلال السنوات الأخيرة؛ شهدت علاقات “الجمهورية الإيرانية”، مع (طالبان)، طفرة، بحيث أصدرت (طالبان) بيان رسمي يُعزي المسؤولين الإيرانيين في وفاة، “محسن فخري زاده”، وقال أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، في لقاء مع أعضاء (طالبان): “رأيت عزم قيادات (طالبان) على مكافحة الولايات المتحدة”.

كما وصف “أحمد نادري”، النائب بـ”البرلمان الإيراني”، حركة (طالبان): بـ”الأصيلة في المنطقة”. وكذلك تأكيد، “مجتبي ذو النوري”، عضو “لجنة الأمن القومي” بالبرلمان الإيراني؛ على ضرورة فصل (طالبان) عن (داعش) و(القاعدة).

“الحرس الثوري” يمنحها السلاح قبل الانقلاب عليها..

وفي إطار المواجهات الدامية الأخيرة، في “أفغانستان”، أكد “عبدالستار حسيني”، النائب في “البرلمان الأفغاني”، حصول (طالبان) على أسلحة من (الحرس الثوري)، وقال: “الأحداث الراهنة، في أفغانستان، ليست حرب (طالبان)، وإنما المخابرات الباكستانية و(الحرس الثوري) الإيراني”.

في الوقت نفسه شكلت تيارات أخرى، محسوبة على “الجمهورية الإيرانية”؛ وحدات خاصة لمكافحة (طالبان)؛ بالتنسيق مع (فيلق القدس).

وتفيد التقارير بتشكيل ميليشيا جديدة، في “كابل”، باسم: (الحشد الشيعي)، وإعلان الحرب ضد (طالبان).

وقد كان للسيد “حسن الحيدري”، قائد (الحشد الشيعي)، سوابق حربية في “العراق”. وتؤكد التحقيقات إنضمام جزء من (جيش فاطميون)، الجناح الأفغاني لـ (فيلق القدس)، إلى ميليشيا (الحشد الشيعي).

يُذكر أن “إيران” كانت قد شكلت، قبل أشهر من اندلاع المواجهات الحالية في “أفغانستان”، ميليشيات تُشبه (الحشد الشعبي) العراقي. وفي الوقت نفسه أعلنت “طهران” دعم الحكومة القانونية والقوات الوطنية الأفغانية.

والميدان الذي تتصارع فيه عدة تيارات؛ هو: “مستنقع الحرب”، وتقوم سياسة “الجمهورية الإيرانية”، في هذا الميدان، على: “اختبار القوة/وإرخاء الحبل للاستيلاء” بهدف التعرف على: “نبض الحرب”، والاستفادة منه كورقة ابتزاز ومفاوضات.

وتتضح هذه الرؤية في موقف بعض الأطراف داخل “طهران”، والذين يقولون: “إن (طالبان) تقاتل ضد الولايات المتحدة، وعدو عدونا هو صديقنا”.

في حين يرفض البعض الآخر هذا المبدأ. و”الجمهورية الإيرانية” تُصارع بمسميات مختلفة تحت راية: “المقاومة”، من “العراق” و”سوريا” وحتى “اليمن”، في: “مستنقع الحرب”؛ وتستخدم كل الإمكانيات للصمود خلف عناصرها.

وتعترف “إيران” بهذا النموذج الذي يقوم على أساس الفكر الشيعي في جغرافية المقاومة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة