“راديو الغد” الأميركي يرصد .. احتفاء بفيلم “المقهى” كأحدث إنتاجات السينما السرية الإيرانية !

“راديو الغد” الأميركي يرصد .. احتفاء بفيلم “المقهى” كأحدث إنتاجات السينما السرية الإيرانية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

انتهت هذا الأسبوع أعمال الدورة (64) من مهرجان فيلم (تسالونيكي)؛ أحد أهم المهرجانات السينمائية في “اليونان”. ومن الأفلام المشاركة في هذا الحدث، (المقهى)، من إخراج “نوید میهن‌دوست”؛ والذي كان معتقلًا في السجون الإيرانية.

ويُعتبر هذا الفيلم أحدث ممثل عن تيار السينما الإيرانية السرية غير المرخصة. هذا التيار الذي نشأ في أعقاب الاحتجاجات العامة خريف العام 2022م، ورفض تمثيل السينما الحكومية في المهرجانات العالمية. بحسب تقرير “بابك غفوري آذر”؛ المنشور على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

تم اعتقاله مرارًا..

وفيلم (المقهى)؛ هو ثاني فيلم طويل للمخرج “نويد”، والذي اُعتقل عام 2019م، على خلفية إخراج فيلم وثائقي في العام 2018م؛ عن “مسیح علي ‌نژاد”؛ الصحافي المعارض للحكومة الإيرانية. ثم حكم عليه بالحبس التعزيري مدة ثلاث سنوات ونصف بتهمة؛ “الدعاية ضد النظام الإيراني” و”تهديد الأمن القومي”، وتم تأييد الحكم في الشعبة (36) من “محكمة استئناف طهران”. واعتقل مرة أخرى في العام 2023م بموجب المادة (134) من قانون العقوبات الإيراني.

دون تصريح..

أخرج “نويد” فيلم (المقهى) دون تصريح “وزارة الإرشاد” قبل تنفيذ حكم السجن. وتدور أحداث الفيلم عن شخص باسم: “سهراب سݒهري”، الذي قرر افتتاح “مقهى”؛ في “طهران”، بعد فصله من العمل، وتطالبه زوجته بالهجرة من “إيران” لكن يرفض رغم صعوبة الأوضاع المعيشية في “إيران”. لكن يتغير مجرى الأحداث بعد دخول إحدى الطالبات للمقهى وتطلب القيام بتقديم عرض فني.

وقصة الفيلم مستوحاة بوضوح عن بعض أحداث وقعت بالفعل لصانع الفيلم، وتعكس أوضاع الكثير من الفنانين المعارضين للحكومة.

يأس طبقة المثقفين..

وقد أشار “نويد” في رواية القصة إلى الضغوط الحكومية من خلال مشهد للحوار بين صانع الفيلم مع من يستجوبه بمقر “وزارة المخابرات”؛ حيث ينص على ضرورة تعاون صانع الفيلم مع الأجهزة الأمنية من خلال تقديم تقارير عن المحطين به.

وبالتالي يقدم الفيلم مثل نهج الأعمال الاجتماعية والسياسية في السينما الإيرانية غير الرسّمية خلال السنوات الأخيرة، صورة مريرة عن المجتمع الذي يُعاني القمع، ويأس طبقة المثقفين.

رسالة للمهرجان من داخل “أيفين”..

عُرض الفيلم في مهرجان (تسالونكي)؛ بحضور “ندا میهن‌دوست” شقيقة المخرج، نيابة عن شقيقها، والتي أكدت أن الترحيب بالفيلم كان أكبر من المتوقع.

وقد أكد “نويد”؛ في رسالة إلى المهرجان من داخل محبسه في (أيفين)، أن الفيلم لم يحصل على التراخيص، وطلب إلى المجتمع الفني العالمي إبداء رد فعل على ضغوط “الجمهورية الإيرانية” ضد الفنانين، وفيها:

“أنا (نويد میهن‌دوست) كاتب ومخرج فيلم (المقهى)؛ وهذا صوتي الذي تسمعونه من داخل معتقل (أيفين) في العاصمة طهران؛ حيث ألقتني الحكومة التي ماتزال تحكم بلادي، في السجن بسبب إنتاج بعض الأفلام. وقد كنت محظوظًا إلى حدٍ ما حيث لا أزال على قيد الحياة؛ وقد توفي قبل عامين شاعر وصانع أفلام اسمه (بكتاش آبتين) متأثرًا بوباء (كورونا) في نفس هذا السجن بسبب الإهمال الطبي. مع هذا لا يعتبر هذا القتل الفظيع وتورط النظام قبل 25 عامًا في ذبح عدد من أعضاء نقابة الكتاب الإيرانيين بواسطة قيادات رفيعة المستوى في وزارة المخابرات، وفشل جهود قتل بعض الآخرين المحظوظين، مثار خجل أو عار”.

متابعًا: “مع هذا أتوقع من المجتمع الفني العالمي القيام برد فعل على ضغوط الجمهورية الإيرانية على الفنانين، وهو توقع لم أعد أنتظره من المسؤولين السياسيين في العالم، لأني أعلم أن مسألة حقوق الإنسان في الدول الأخرى بالنسبة لهم مجرد ذريعة للحصول على امتيازات اقتصادية للدولة الموالية لهم وليس استجابة خيرة وإنسانية. وقد صنعت هذا الفيلم دون ترخيص من المسؤولين في إيران؛ حيث أعتقد أن للسينما والفن عالم خاص، عالم يتجاوز الحصول على تراخيص مؤقتة من الحكام. قد تستطيع الحكومات السيطرة والرقابة على السينما، لكن لا تستطيع مطلقًا إخماد صوت السينمائيين المستقلين، لأنه لو كان الجدار جدارًا فلن يسقط ! وفي الختام أتقدم بالشكر لكل المسؤولين عن مهرجان (تسالونيكي) على استضافة العرض الأول من فيلمي، وآمل أن تنبت بذور الديمقراطية التي غُرست للمرة الأولى في اليونان، شجرة ضخمة تثمر في بلدي إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة