قال مكتب رئيس الجمهورية جلال طالباني ان هناك بعض الجهات تحاول استغلال كل حادث من أجل تشويه الصورة وتعميق الأزمات وإثارة النعرات في وقت حرج وبظروف تتطلب التنبه والتحوط لكل إرادات السوء التي تدفع باتجاه التأزيم وتمزيق الصف.
وذكر المكتب في بيان صحفي”اننا نؤكد ماجاء في بياننا من إدانتنا وشعورنا بالأسف والحزن الشديدين للحادث الذي ذهب ضحيته الصحفي والأكاديمي الدكتور محمد بديوي الذي كان دائماً موضع تقديرنا واحترامنا وتعاوننا بما ييسر عمله الصحفي،مبينا ان المكتب تابع بألم بعض ردود الأفعال التي جاءت من جهات إعلامية وأشخاص مختلفين في أعقاب حادث مصرع الفقيد”.
واضاف”انه حال وقوع الحادث تابع كبار المسؤولين في المكتب وكبار ضباط اللواء الرئاسي بكل حرص ومسؤولية العمل من أجل تأمين إحضار الجاني وتسليمه إلى الجهات المختصة لتأخذ العدالة مجراها في التحقيق، وهو ما تم وذلك بأبلاغ القيادات السياسية والأمنية به في حينه، وقد أكدنا ذلك في أول بيان لنا، وفعلاً تم الوصول إلى الجاني من قبل قوة مشتركة من اللواء الرئاسي وقوات عمليات بغداد وذلك في منطقة المنصور ببغداد وتم إحضاره من المنصور وتسليمه إلى الجهات المختصة في المنطقة الرئاسية،مشيرا الى ان ذلك يفند كل الادعاءات التي أوحت أو صرحت علناً وبعضها ما زال يصرح بأن العمل كان يجري من أجل تهريب الجاني الذي كنا قبل سوانا حريصين على أن يسّلم للقضاء الذي نأمل منه ونتوقع أن يتعامل مع الحادث بمهنية واستقلال وبما يحفظ الحقوق ويكرس العدالة”.
واوضح”ان من الجهل الفاضح أو من دوافع القصد السيئ المسبق أن يجري تكرار مقولة أن اللواء الرئاسي هو من البيشمركة، فهو لواء تابع لوزارة الدفاع ومرتبط برئاسة الجمهورية ورئاسة أركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة، كما أن جنود وضباط اللواء لا يقتصرون على قومية محددة ففيه العرب والكرد والتركمان والمسلمون والمسيحيون بمختلف طوائفهم والصابئة والإيزيديون، وقد تم تعيين معظم عناصره خلال السنوات الأخيرة من جميع المحافظات وبمعايير مهنية دقيقة يكون معها الولاء للوطن والدولة وليس لأي شخص يكون بمنصب رئيس الجمهورية”.
وبين”ان هنالك من روج ولاغراض مريضة بأن وجود اللواء الرئاسي كان عبئاً على المواطنين من سكان منطقة الجادرية، وهذا يخالف كل الحقائق لان اللواء نجح بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، وبما حال دون وقوع أية جريمة إرهابية أو جنائية وحتى سرقة في المنطقة التي باتت مكانا آمنا ليس للمواطنين من ساكنيها وإنما لعشرات الشركات والمؤسسات والجهات الإعلامية والنواب والمسؤولين الحكوميين، وكل ذلك بفعل دقة الاجراءات الأمنية وبفضل التعاون الكبير الذي أبداه المواطنون في الجادرية في تقبل وتفهم تلك الاجراءات ودواعيها،مضيفا انه بأمكان الإعلام المنصف والمهني التحري عن صحة هذه الحقائق من خلال استطلاع آراء السكان بهذا الخصوص برغم معرفتنا الأكيدة بأن جميع مواطنينا في بغداد هم على بينّة من ذلك، لكون المنطقة هي واحدة من أكثر الأماكن راحة وأمانا واطمئنانا لهم ولراحة عائلاتهم الكريمة”.
وتابع” إن مكتب الرئيس واللواء الرئاسي عملا بكل مسؤولية وبتقدير كبير لطبيعة الحادث، ومن المؤسف بأن المكتب واللواء لم يمنحا الوقت ولا الفرصة اللازمة للعمل بهدوء، ومع هذا نجحت جهودنا، وبحمد الله، في تطويق حادث أريد لتداعياته أن تأخذ بعداً سيئاً تاركين للعدالة أن تأخذ مجراها وللمنصفين تقويم كل ما جرى، وهي مبادئ أساسية بقي عملنا ملتزماً بها دائما بموجب توجيهات وأوامر رئيس الجمهورية جلال طالباني وذلك من أجل سيادة القانون والعدل وحفظ الحقوق”.
وكان ضابط في قوة تابعة لفوج حماية رئيس الجمهورية ، اطلق النار امس الاول، على الصحفي محمد بديوي الذي يشغل منصب مدير مكتب اذاعة العراق الحر ، لدى توجهه الى عمله في منطقة الكرادة ، اثر مشادة كلامية ، ما ادى اى استشهاده في الحال .
ولاقى الحادث استنكارا رسميا واعلاميا واسعا، فيما احتجبت الصحف المحلية عن الصدور امس الاحد ، احتجاجاً على الحادث.