خاص : ترجمة – محمد بناية :
رؤية “مرشد الثورة” الخاصة حيال “القضية الفلسطينية” و”بيت المقدس”؛ مأخوذة عن الاستراتيجية التي رسمها سماحته للشطرنج السياسي والجغرافي للأمة الإسلامية.
لقد وضعت “الجمهورية الإيرانية”، قبل 40 عامًا، “القدس”، على رأس أولوياتها وأقامت محور سياساتها الخارجية على أساس دعم ومعارضة دول العالم.
وفي هذا الصدد قال سماحة المرشد، خلال لقاءه وفد حركة المقاومة الفلسطينية، “حماس”: “الجمهورية الإيرانية لا تجامل أي دول في العالم على حساب فلسطين”، و”القضية الفلسطينية سوف تنتهي بالتأكيد لصالح الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي”.
وهذه التصريحات الواضحة والصريحة، وغيرها من مثل: “لن يكون للكيان الصهيوني وجود خلال الـ 25 عامًا المقبلة”، إنما تعكس الدعم الحاسم والمؤشرات المؤكدة على رفع “الجمهورية الإيرانية” راية “فلسطين”. بحسب “حسن هاني زاده”؛ في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (حمايت) الإيرانية الأصولية.
وفيما يلي نطرح عدد من الشواهد الأكيدة التي لا يمكن إنكارها بشأن إنتهاء “القضية الفلسطينية” لصالح العالم الإسلامي والفلسطينيين :
استمرار المقاومة..
1 – تأكيد حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على المقاومة؛ رغم تصاعد وتيرة الضغوط الاقتصادية والدولية، هي أهم مكونات تحقيق هذا الوعد.
فالمقاومة الفلسطينية لا تتعرض فقط للضغوط من جانب “الولايات المتحدة” والغرب، ولكن تتعرض كذلك لحصار غير مسبوق من جانب الدول الرجعية في المنطقة؛ بغرض إثناءها عن المقاومة واللعب في إطار “صفقة القرن”.
فقد تم تدمير البنية التحتية في “قطاع غزة”، وقد يتحول مستقبلاً؛ بحسب إعترافات “الأمم المتحدة” إلى قطاع للأشباح. ولن يستمر حرمان الغزويين من المواد الأساسية للحياة، مثل مياه الشرب والخدمات الطبيعية والصحية، على النحو الذي يدفع بإتجاه وضعهم في مواجهة ضد المقاومة. حيث نتابع كيف دشن الفلسطينيون، مع المقاومة، مبادرة منقطعة النظير مثل “مسيرات العودة”، والتي استمرت لأكثر من عام وقوضت أمان الصهاينة.
وبهذه التدابير الاستراتيجية لفتت الحركات الجهادية إنتباه العالم لمطالب الغزويين بشأن العودة إلى أرض أجدادهم؛ أضفت بهذه التدابير المزيد من الإتساق على شرعية المقاومة.
خيانة العرب..
2 – فقدت المقاومة الأمل في الدول العربية، التي كانت تدعي عروبة “القضية الفلسطينية”. ويمكننا لمس بلوغ الخيانة العربية ذروتها في عمق سعادة مسؤولي “الكيان الصهيوني” المزيف، قاتل الأطفال، بفتح أبواب الدبلوماسية مع هذه الدول.
وتؤكد بعض التقارير أن بعض الدول العربية كانت تغازل “الكيان الصهيوني” في الخفاء طوال سنوات. من ثم فالأضرار التي تسببت بها “السعودية” وربائبها لـ”القدس”، وإن لم تكن أكبر من الاحتلال؛ فليست بالتأكيد أقل، ولذلك ترى حركات المقاومة في المنطقة ومن بينها المقاومة الفلسطينية في “الجمهورية الإيرانية”؛ بيتًا لها، بعد أن فقدت الأمل في العرب.
بل إن القائد العام بحركة “حماس” انتقد في رسالة إلى سماحة المرشد، عام 2017، تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع “تل أبيب”، التي تقودهم بذكاء لمعادة “إيران” وتحفيز العصبية “الشيعية-السُنية” بغرض تحريف بوصلة الأمة الإسلامية.
صفقة القرن..
3 – كان “اللوبي الصهيوني” يأمل، بعد وصول “دونالد ترامب” إلى منصب رئيس “الولايات المتحدة الأميركية”، إلى إنهاء المباحثات الإسرائيلية مع “فلسطين” عن طريق “صفقة القرن”.
ولم تفلح حزمة المحفزات المالية المغرية؛ لتجاهل عودة اللاجئين إلى بلادهم وإضفاء الصبغة الصهيونية على “القدس” المحتلة، في جذب الشعب والمقاومة الفلسطينية، (رغم الحرمان والأزمات المالية الشديدة)، نحو الغرب ووعوده.
لقد سعت “الولايات المتحدة”، منذ سنوات، إلى إقناع الفلسطينيين بالإمتثال لمطالب “الكيان الصهيوني” عبر عدد من التحالفات المهينة، لكن المقاومة لم تكن على استعداد للسقوط في مؤامرة أخرى باسم، “صفقة القرن”، لعلهما أن دخول “البيت الأبيض” على مسار “القضية الفلسطينية” إنما يهدف بالأساس إلى توفير الأمان الدائم لـ”إسرائيل” وتهميش مطالب المقاومة بمجموعة من الوعود الفارغة.
هزيمة الكيان الصهيوني..
4 – نتيجة للإصرار على عدم الثقة في الجبهة الغربية، نجحت “حماس” في فتح قمم النصر إعتمادًا على إمكانياتها المحلية. لقد ترك “الكيان الصهيوني” الميدان، منذ العام 2012، بعد تكرار الهزيمة في الحروب الأربعة ضد المقاومة.
لقد فشل كيان الاحتلال، الذي انتصر عام 1967، على عدد 5 دول عربية في تحقيق النصر على الشعب المحاصر داخل “قطاع غزة” وفصائل المقاومة !.. وكان المرشد قد قال، في لقاء وفد “حماس” عام 2018: “كان الفلسطينيون يقاتلون بالحجارة حتى وقت قريب، لكنهم الآن مزودون بصواريخ دقيقة، وهذا يعني الشعور بالتقدم”.
واليوم أصبح بمقدور “حماس”، في ظرف ساعات، إطلاق مئات الصواريخ على أبعد نقطة في الأراضي المحتلة وأن تخضع الكيان، الذي يمتلك طائرات (إف-35) والقبة المعروفة باسم “الحديدية”.
أخيرًا؛ فإن تصريحات ربان الثورة مع تفعيل آمال أمين عام سكرتير “حزب الله” اللبناني؛ والصلاة في “المسجد الأقصى”، ينم عن تناغم محور “فلسطين” مع “دمشق” و”بيروت” و”طهران” بغرض تحرير “القدس الشريف”، وهو ما يزيد من ثقل ووزن المقاومة وهو ما سيقود سريعًا بوصلة تطورات غرب آسيا بإتجاه التحرير الكامل للقبلة الإسلامية الأولى.