30 يونيو، 2025 11:24 ص

رؤية إسرائيلية .. التطبيع مع السودان سيقوض “محور المقاومة” التابع لإيران !

رؤية إسرائيلية .. التطبيع مع السودان سيقوض “محور المقاومة” التابع لإيران !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يعكس اللقاء السري الأخير؛ بين رئيس المجلس السيادي للسودان، “عبدالفتاح البرهان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، مدى حراك المشهد العام بشأن ما يجري من وراء الكواليس، سواء في العالم العربي والإسلامي أو في القارة الإفريقية. بحسب المحلل الإسرائيلي، “عومر دوستري”.

فرصة تاريخية للتغيير الجذري !

يرى “دوستري”؛ أن اجتماع “نتانياهو”، برئيس المجلس السيادي لـ”السودان”، الأسبوع الماضي، في “أوغندا”؛ يتيح فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري وتاريخي في المنطقة.

فـ”السودان” في الواقع يمثل رمز المقاومة لـ”إسرائيل”، فهو الدولة العربية التي أرسلت قوات عسكرية لمحاربة “إسرائيل”، خلال حرب عام 1948، وكذلك خلال حرب الأيام الستة، عام 1967. وفي العاصمة السودانية، “الخرطوم”، صُدر قرار “اللاءات الثلاثة” الشهير، (لا للسلام مع إسرائيل، ولا للإعتراف بإسرائيل، ولا للتفاوض مع إسرائيل).

بالإضافة إلى ذلك؛ فقد كان “السودان”، قبل حوالي أربع سنوات، يُعد أقرب حليف لـ”إيران”، وكان مرتعًا لنشاط “حركة حماس”. إذ سبق لـ”إسرائيل” أن شنت غارات على “السودان” عدة مرات، واستهدفت قوافل حاولت تهريب شحنات أسلحة إيرانية إلى مُقاتلي “حركة حماس”.

يعكس ما يجري خلف الكواليس !

يوضح المحلل الإسرائيلي؛ أن اللقاء الثنائي الهام، الذي جرى بين “نتانياهو” و”البرهان”؛ يعكس المشهد الأكبر والأشمل لما يجري من خلف الكواليس، سواء داخل العالم العربي والإسلامي، أو داخل القارة الإفريقية.

ففي السنوات الأخيرة؛ تزايدت أعداد الدول العربية والإسلامية التي سعت للتقارب مع “إسرائيل”، وأصبح زعماء الدول العربية والإسلامية أقل خوفًا وحرجًا من الحديث علانية عن فوائد التطبيع مع “إسرائيل”.

اتصالات سرية بين العرب وإسرائيل..

إن نماذج التقارب مع “إسرائيل”، من جانب الدول العربية والإسلامية كثيرة للغاية. وقبل أسبوع واحد، حضر دبلوماسيون من “البحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان”؛ لسماع كلمتي “نتانياهو” و”ترامب” في “البيت الأبيض”، وللإعراب عن تأييدهم لـ”صفقة القرن”. وبحضور هؤلاء الدبلوماسيين العرب يتكشف المزيد عما يجري من اتصالات سرية بين “إسرائيل” والدول العربية، التي تنتمي إلى الإسلام المعتدل؛ بقيادة “المملكة العربية السعودية”.

“نتانياهو” يُعمق النفوذ في القارة السمراء !

يُشير “دوستري” إلى أن “نتانياهو” قد إتخذ: “قرارًا إستراتيجيًا باستعادة وتعميق نفوذ إسرائيل وتدخلها في القارة السمراء، اقتصاديًا وتكنولوجيًا وسياسيًا وأمنيًا. وهو يهدف في المقام الأول إلى تغيير الموقف العدائي لإسرائيل من جانب البلدان الإفريقية في المحافل الدولية، والرد على تدخل إيران في إفريقيا. ومنذ إتخاذ ذلك القرار الإستراتيجي، قام نتانياهو بزيارة إفريقيا خمس مرات، وكان هو أول زعيم غير إفريقي يتحدث في مؤتمر دول غرب إفريقيا، التي ثُلثُها دول إسلامية”.

وفي تموز/يوليو عام 2016، تم استئناف العلاقات الإسرائيلية مع “غينيا”. ثم بعد عام واحد، وتحديدًا في حزيران/يونيو 2017، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، بالرئيس المالي، “إبراهيم أبوبكر كيتا” – وهي دولة إسلامية لا تربطها علاقات دبلوماسية بـ”إسرائيل” – على هامش “مؤتمر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”، وتم الاتفاق على تعزيز العلاقات بين البلدين.

ثم في كانون ثان/يناير 2019، أعلنت “إسرائيل” و”تشاد” – وهي أيضًا دولة إسلامية سُنية – إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

لماذا العلاقات مع إسرائيل ؟

إن استعداد “السودان” المفاجيء لإقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” له عدة أسباب. أولاً؛ تحاول “الخرطوم” التقارب من “واشنطن”، ومن ثم يكون في الإمكان رفع العقوبات الاقتصادية التي تخنق “السودان”.

وتعلم القيادة السودانية أن “إسرائيل” يمكنها تقديم المساعدة في هذا الصدد؛ باعتبارها الطرف المؤثر والحليف الوثيق لـ”الولايات المتحدة”.

وثانيًا؛ فإن الإطاحة بالطاغية المناهض للغرب ومجرم الحرب، “عمر البشير”، في نيسان/إبريل 2019، قد أدى إلى تبني خطاب أكثر انفتاحًا، سعيًا لإقامة نظام ديمقراطي في البلاد.

وثالثًا؛ فإن استئناف علاقات “إسرائيل” مع بعض الدول الإفريقية وبدء التطبيع الجزئي مع الدول العربية، قد أثبت أن إقامة علاقات مع “إسرائيل” لم تُعد جريمة.

ورابعًا؛ فإن قوة “إسرائيل” الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية تجذب اهتمام الدولة الفقيرة والضعيفة.

أهمية التطبيع بالنسبة لإسرائيل..

ختامًا، يوضح “دوستري” أن العلاقات بين البلدين مهمة في العديد من المجالات لدولة “إسرائيل”. فـ”السودان” يحتل موقعًا جيو-إستراتيجيًا على ساحل “البحر الأحمر”. وبذلك، سيُمكن لـ”إسرائيل” أن تتمتع بنفوذ أكبر في تلك المنطقة، وسيُمكنها إحباط محاولات “إيران” لتهريب الأسلحة عبر “البحر الأحمر”.

فإذا قامت العلاقات بين “الخرطوم” و”تل أبيب”، ستخسر “إيران” بلدًا آخرى كانت ضمن المحور الشيعي. بالإضافة إلى ذلك، فإذا أقام “السودان” و”إسرائيل” علاقات دبلوماسية بينهما، سيُمكن لـ”إسرائيل” التوصل إلى اتفاق طوعي مشترك مع “الخرطوم” بشأن إعادة عشرات الآلاف – من المتسللين الذين قدموا إلى “إسرائيل” بشكل غير شرعي – إلى الأراضي السودانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة