26 أبريل، 2024 8:15 ص
Search
Close this search box.

رؤية أنثوية بإنتاج “إسباني-أميركي” .. حينما تتجسد معاناة الإيزيديات في “سنجار” أمام الجمهور الغربي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

صارت “سنجار” اسمًا لفيلم سينمائي من إنتاج “إسباني-أميركي”، يتناول قصص العديد من حكايا الحياة الواقعية ويصطحبنا داخل الصراع من خلال تجارب نساء تعرضن للاغتصاب والاستعباد الجنسي والاعتداء، بحسب ما تروي مجلة (فارايتي) الأميركية؛ المتخصصة بأخبار الفن والترفيه.

وكانت “سنجار”؛ مسرحًا لمذبحة داعشية بحق الإيزيديين، في العام 2014، ووصفت من جانب منظمات حقوق الإنسان بأنها إبادة جماعية.

فيلم عالمي يحكي مأساة “سنجار”..

وذكرت (فارايتي)؛ أن المدينة أعطت اسمها لأحدث فيلم، للمخرجة الإسبانية، “آنا م. بوفارول”؛ التي كتبت أيضًا الفيلم الروائي، وشاركت في إنتاجه أيضًا شركة “كابوغا” الإسبانية وشركة “غينيس آت لارغ” الأميركية، أما شركة “فيلماكس”؛ التي تتخذ من “برشلونة” مقرًا لها، فقد حصلت على الحقوق الدولية للفيلم الذي تُطلقه “إسبانيا”، وجرى تصوير أجزاء منه في “إقليم كُردستان العراق”، بمشاركة الممثلات: “نورا نافاس” و”حليمة التر”، بالإضافة إلى: “إيمان عيدو”، وهي امراة إيزيدية احتجزتها (داعش) رهينة عدة سنوات.

وأجرت المجلة الأميركية مقابلة مع المخرجة الإسبانية، “آنا بوفارول”، حول الفيلم، والقصص الواقعية التي نجح في تصويرها..

تحدي إظهار شخصية واقعية من رحم معاناة..

“فارايتي” : “إيمان عيدو”؛ امراة إيزيدية شابة اعتقلت كرهينة لمدة أربعة أعوام من جانب (داعش).. كيف نجت من كل ذلك ؟.. وكيف أثرت هذه التجربة من الحياة الحقيقية على الفيلم ؟

“آنا بوفارول” : وقعت “إيمان” في الأسر؛ عندما كان عمرها (09 سنوات)، وبيعت على الفور لأحد مناصري (داعش)؛ وتم تزويجها منه. تغيرت حياتها تمامًا بعد ذلك. انفصلت عن عائلتها، وانتهت طفولتها فجاة وأصبحت زوجة تتعرض لسوء المعاملة. تم بيعها مرة أخرى فيما بعد؛ وجرى تزويجها مرة أخرى، ولم تُعتبر أكثر من مجرد شيء.

تمكنت من الفرار عندما كانت تبلغ من العمر (13 عامًا)، حيث كانت مراهقة قوية مستعدة للقتال من أجل حياة جديدة.

تم تصوير فيلم (سنجار)؛ عندما كانت “إيمان”؛ تبلغ من العمر (15 عامًا)، وكانت تعيش في مخيم للاجئين. كانت كل تجاربها السابقة في نظرتها؛ في حركاتها؛ وأردت أن أضيف ذلك على شخصية، “أرجين”، لان هذا كان شيئًا فريدًا. لكن في الوقت نفسه، كان العمل معها تحديًا، حيث لم تكن تتمتع بمهارات التمثيل؛ وكنا نعمل بمشاعر وتجارب حقيقية.

أردت إظهار حياة الإيزيديات أمام الجمهور الغربي..

“فارايتي” : قررتِ إظهار بعض أهوال (داعش) وحروبها من منظور عدة من النساء.. ما رأيك في وجهات نظرهن وخبراتهن، وكيف يختلف هذا (الفيلم) عن الأفلام الأخرى حول هذا الموضوع ؟

” آنا بوفارول” : أردت أن أكتشف كيف يمكن أن تتغير الحياة اليومية من خلال أهوال لا سيطرة لك عليها. كنت أرغب في أن أقرب حياة النساء الإيزيديات من الشاشة؛ وأظهر للجمهور الغربي أن النساء اللواتي يعشن في الشرق الأوسط يُعانين مثل أي امرأة أخرى وأنهن غير قادرات على ذلك نهائيًا.

وفي الوقت نفسه؛ كيف يمكن للحروب الخارجية أن تخترق واقع المرأة الأوروبية؛ (مثل تجربة كارلوتا، المرأة التي تعيش في برشلونة، والتي تلعب دورها: نورا نافاس؛ في الفيلم).

أردت أن أكتشف كيف تحتاج المرأة، في هذه المواقف؛ للتكيف وكيف تحتاج إلى البقاء على قيد الحياة. أنه ليس يومًا واحدًا أو أسبوعًا واحدًا من الرعب، بل هي شهور طويلة؛ وحتى سنوات بالنسبة للبعض منهن. وقد فوجئت كيف استطاعت الإيزيديات المستعبدات جنسيًا تحت حكم (داعش)، أن يبقين أحياء يومًا تلو الآخر، والعديد منهن كُن مع أطفالهن. هذا الروتين هو شيء لم أجده في أفلام أخرى تُصور الحياة في ظل (داعش).

المعايشة مع حياة اللاجئين بالخيام..

“فارايتي” : لماذا قررت إنتاج هذا الفيلم ؟.. كيف توصلت إلى هذه القصة.. وكيف تواصلت مع هؤلاء النساء ؟

“آنا بوفارول” : بدأت في اكتشاف الكثير من التفاصيل حول حياة النساء الإيزيديات تحت حكم (داعش)؛ بعد غزو منطقة “سنجار”، وكيف تحولن إلى عبيد جنس. لقد صدمت بالفعل. لم أستطع في تلك الفترة أن أدرك كيف يمكن أن يحدث هذا، في مكان آخر في العالم.

وسافرت إلى “كُردستان العراق”، وأجريت مقابلات مع العديد من النساء والأطفال في مخيمات اللاجئين الذين تمكنوا من الفرار من أراضي (داعش) وتأثرت بتجربتهم كثيرًا، وإلتزمت بأن أروي تجاربهم، وكيف حاولت النساء البقاء على قيد الحياة لحماية أطفالهن، وكيف خسرت الفتيات الصغيرات كل شيء وقررن محاربة (داعش) حتى النهاية.

واكتشفت أيضًا كيف فقدت الأمهات الغربيات أطفالهن لـ (داعش)، حيث هربوا للإنضمام إلى: “الخلافة”.

لا تهديد الآن ولكن “سنجار” غير آمنة..

“فارايتي” : هل تشعرين بالتهديد من جانب (داعش)؛ بسبب تعاملك مع هذا الموضوع ؟.. هل هؤلاء النساء معرضات للتهديد ؟

“آنا بوفارول” : لا أشعر بالتهديد الآن، حيث أن (داعش) خسر قوته وأرضه؛ قبل أن نبدأ تصوير المشاهد. لكن صحيح أن هذا المشروع أثار خوف بعض المنتجين في البداية ورفضوا المشاركة؛ خوفًا من عواقب محتملة.

معظم النساء الإيزيديات لا يتعرضن للتهديد في الوقت الحالي، برغم أن العديد منهن يعشن في مخيمات للاجئين، حيث دُمرت منازلهن، وما زالت منطقة “سنجار” غير آمنة؛ وهدفًا لقصف الجيش التركي. لا يزال بعض النساء والأطفال الإيزيديين في عداد المفقودين، وربما يعيشون مع أنصار (داعش) السابقين.

تلقينا دعمًا كبيرًا من الإيزيديين والأكراد..

“فارايتي” : كم استغرق تصوير الفيلم ؟.. متى وأين ؟.. وما هي التحديات ؟

“آنا بوفارول” : قمنا بالتصوير لمدة ستة أسابيع في “كُردستان العراق”، بالقرب من منطقة “سنجار”، في مواقع حقيقية ومع العديد من الممثلين الحقيقيين.

وتلقينا الدعم من المجتمع الإيزيدي المحلي والقوات الكُردية – (البيشمركة) -، الذين أظهروا إلتزامًا بالفيلم وقدموا الكثير من المساعدة.

ثم فجاة بدأ وباء (كورونا)، حيث علق طاقم “إسباني-ألماني” نسائي فقط في “العراق”. وبعد الإنتهاء من التصوير، تم حجر جميع أفراد الطاقم داخل منزل، وهو المنزل الذي لا تزال فيه إحدى الشخصيات مستعبدة.

تمكن الجيش الإسباني من أعادتنا إلى الوطن، وتمكنا من إنهاء التصوير في “برشلونة”، في تشرين ثان/نوفمبر، مع تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية من (كورونا).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب