تفاجأ مشاركون في مجلس عزاء شاب عراقي متطوع لقتال تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من ابناء مدينة البصرة الجنوبية ذهب ضحية انفجار عبودة ناسفة زرعها عناصر التنظيم بزملاء الفقيد العائدين توا من ساحة المعركة في عامرية الفلوجة بمحافظة الانبار وهم يرفعون سبعة رؤوس مقطوعة لتلك العناصر التي زرعت العبوة وسط تأييد واستهجان لهذا الفعل.
وتفاجأ مشاركون في مجلس عزاء الشاب المتطوع في لواء حركة مجاهدي الاهوار بشير شعلان المقام في منطقة التميمية وسط البصرة ( 550 كم جنوب بغداد) حين علت أصوات أصحاب العزاء بهتافات تختلف عن اصوات الحزن التي تطلق في العزاءات بعد أن أخرج زملاء الضحية الذين وصلوا توا من ساحة المعركة أكياسا تحمل رؤوسا مقطوعة لسبعة من عناصر تنظيم “داعش” .
وحمل أصدقاء الفقيد الرؤوس المقطوعة لتلك العناصر موضحين أنها المسؤولةعن تنفيذ العملية التي إستشهد فيها بشير حيث وضعوا عبوة ناسفة تسببت بمقتل بشير في قاطع عامرية الفلوجة بمحافظة الانبار (110 كم غرب بغداد).
ويقول زميل الضحية النقيب حيدر مطشر الفريداوي “بعد استشهاد بشير بالقرب من جسر عامرية الفلوجة بعبوة ناسفة قبل يومين قررنا اخذ ثأره لذويه على وجه السرعة وإحضار رؤوس المتسببين بمقتله ورفعها في مجلس عزائه أمام الجميع ” . وأضاف “وضعنا خطة ذلك الثأر ورصدنا عناصر داعش بمسافة تبعد نحو 600 متر عن احد الجسور في المنطقة وتقدمنا نحوهم زحفاً وبشكل التفاف واستغرق منا ذلك فترة الليل كله ثم باغتناهم بشكل سريع وفتحنا النار عليهم وقضينا عليهم وكانوا سبعة بضمنهم ثلاثة قياديين في تنظيم داعش أبرزهم يدعى أبو حذيفة اليماني ” كما نقل عنه راديو المربد البصري.
وأشار النقيب الفريداوي إلى أن ” هذه العملية جاءت رداً على أفعال الدواعش الغادرة كما ان رؤوسهم التي رفعناها في مجلس العزاء كانت فداء لزميلنا الشهيد الشاب ودليل قاطع لثأر دمه الذي أريق من أجل الوطن ” . وأكد قائلا ان “دمائنا ليست رخيصة كما يعتقد الدواعش حيث أخذنا ثأر الشهيد بشير بسبعة منهم وهكذا سنثأر لضحايا سبايكر والصقلاوية” في اشارة الى مئات الشبان الذين اعدمهم تنظيم الدولة الاسلامية مؤخرا بغرب البلاد.
أما زميل مطشر الآخر الملازم اول علي عبود وادي فيقول ان “مجموعتنا المسلحة التي هاجمنا بها الدواعش اشترك فيها عدد من عناصر الفصائل الجهادية وكانت عملية نوعية وسريعة قصدنا بها التخفيف من وطأة حزن والدة الشهيد وذوية برفع رؤوس الإرهابيين القتلة بعد ان وضعناهن في أكياس ونقلناها بسياراتنا بحماس من ساحات المعارك وحتى البصرة حيث لم تنم عيوننا منذ استشهاد بشير الذي وعدنا أهله وذويه بالقصاص العاجل”.
ومن جانبه اعتبر شقيق الضحية عباس شعلان ماقام به زملاء بشير “وقفة مشرفة أدخلت السرور الى قلب والدته وعائلته وجميع أصحاب العزاء وخففت الكثير من وطأة فراق الشهيد”. وأضاف ان “الشهادة وسام خاص لأوفياء ومحبي الوطن ممن لبى نداء المرجعية في الجهاد الكفائي حيث كان من المقرر ان يلتحق هو لساحات الجهاد بدلاً من شقيقه الذي أنهى عزاء العاشر من محرم وتطوع للقتال في عامرية الفلوجة ضمن لواء حركة مجاهدي الاهوار”.
اما عم الفقيد صلاح مشكور فقال ان “هذه العائلة ليست بجديدة عن الشهادة حيث استشهد والد بشير سابقاً في مقارعة النظام السابق واليوم يسير على خطاه في مقارعة الدواعش”. وأوضح أن “رفع رؤوس قيادات الدواعش في مجلس العزاء دليل قاطع على قدرتنا في نيل النصر في ساحات الجهاد فضلاً عن تأثير ذلك إيجاباً في نفوس المجاهدين وذوي الشهيد”.
وقد تباينت آراء المتابعين لصفحة المربد على شبكة التواصل الاجتاعي “فيسبوك” بين مؤيد ورافض ومتحفظ على ما شهده عزاء بشير حيث عبر المؤيديون ومنهم عمار المولى قائلا “إن تنظيم داعش يجب مقابلته بنفس فعله ولا يمكننا ان نراعي فيهم الأخلاق المتبعة مع البشر” .. كما اشار آخرون الى “أن رفع رأس القاتل في عزاء المقتول سنة عن المختار الثقفي الذي أخذ بثار ألامام الحسين”.
لكن بعض المعلقين اعترضوا على رفع رؤوس القتلى من عناصر داعش ومنهم مكرم السعيد الذي قال أن “ما حدث هو تمثيل بالجثث نهانا الإسلام عنه” .. فيما أضاف معارض آخر “أن هذه الأفعال هي أفعال داعش ويجب ان نترفع عنهم بأخلاقنا لا أن نشيع ثقافتهم”.
ويوم السبت الماضي بثت وزارة الدفاع العراقية مقطع فيديو يظهر فيه قيام عناصر الجيش بتطهير منطقة الرفوش في طريقها إلى عامرية الفلوجة. وقالت الوزارة في المقطع الذي بثته على موقع يوتيوب : “تمكنت قوة مشتركة من قيادة عمليات بغداد وقيادة فرقة المشاة الرابعة عشر والفرقة السادسة وبالتعاون مع قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وبإسناد مباشر من قبل صقور القوة الجوية الابطال من تطهير منطقة الرفوش ودويليبة وقرية شنيتر عبر عملية عسكرية كبيرة شنتها القطعات العسكرية وتمكنت خلالها من عبور قناة الثرثار ولازالت قواتنا في تقدم مستمر باتجاه عامرية الفلوجة.”
وعامرية الفلوجة تقع في محافظة الأنبار على بعد حوالي 40 كيلومترا غرب العاصمة بغداد و30 كيلومترا جنوب مدينة الفلوجة ويبلغ إجمالي عدد سكانها حوالي 160 الف نسمة. وتطل العامرية على نهر الفرات مقابلة لمدينة الفلوجة وتمتد إلى عمق الصحراء مسافة قدرها تسعة كيلومترات.