أثارت ذكريات سردها الرئيس الأمريكي جو بايدن حول وجوده بالقرب من مناطق شهدت إطلاق النار في العراق تأويلات جديدة حول نوايا بايدن لما تبقى من القوات الأمريكية في البلاد، فقد سرد بايدن قصة غير مؤكدة حول تعرضه لإطلاق نيران بشكل عرضي عندما زار العراق في سنة 2007، وقال بايدن لمجموعة من موظفي وزارة الخارجية الأمريكية : لقد كنت مع بعض منكم عندما تم إطلاق النار علينا. لقد كنت مع بعض منكم عندما كنا هناك “.
والحقيقة أنه لا يمكن التحقق بشكل مستقل مما إذا تم إطلاق النار على بايدن في العراق أو أنه قال هذه القصة ليروج فكرة سرعة إنسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ولكن من الموثق جيدًا أنه سافر إلى مناطق الاضطرابات ومناطق متعددة حول العالم كانت تشهد اضطرابات وحروب، كما أن هناك قصة مؤكدة تذكر أنه قد سقطت رصاصة خارج المبنى الذي كان يقيم فيه هو وأعضاء آخرون في مجلس الشيوخ. قال أيضا إن السيارة التي كان يستقلها في اليوم السابق ربما أصيبت هي الأخرى . أيضا في يوليو 2010 ، ضربت قذائف الهاون المنطقة الخضراء عندما كان بايدن في زيارة للاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي مع القوات الأمريكية ولقاء القادة السياسيين العراقيين حسبما ذكرت شبكة سي إن إن. ولم تقع اصابات او اضرار بالمبنى. وبعد هذا الحادث قال بايدن للقادة العراقيين في حفل استقبال بالسفارة الأمريكية: “سيتعين على الجميع أن يلعبوا دورًا ذا مغزى في هذه الحكومة الجديدة من أجل أن تعمل. أناشدكم هو إنهاء ما بدأتم به”.
لكن ما يمكن التأكد منه هو أن بايدن بسرده لهذه القصة سواء كانت حقيقية أو مجتزأ أو حتى مختلقة من الأساس فإنه يمهد لفكرة سحب القوات الأمريكية بالكامل من العراق وترك العراقيين لمصيرهم في مواجهة داعش أو تحت نفوذ إيران المجاورة لهم أو حتى وسط أمواج متلاطمة من الخلافات بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان المستقلة بشكل كبير.