7 مارس، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

ذكرى “الهولوكوست” .. تشعل الخلافات بين “إسرائيل” و”بولندا” .. فهل تعتذر تل أبيب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إشارة لإشتعال أزمة دبلوماسية بين “بولندا” و”إسرائيل”.. أعلن رئيس الوزراء التشيكي، “أندريه بابيش”، الاثنين الماضي، إلغاء قمة “فيشيغراد 4″، التي كان من المقرر إنعقادها الأسبوع الجاري في “القدس” بين “إسرائيل” وكل من “بولندا وتشيكيا والمجر وسلوفاكيا”.

الإعلان عن إلغاء القمة جاء إثر انسحاب “بولندا” منها بسبب خلافات حول تصريحات إسرائيلية تتعلق بمسؤولية “وارسو” عن “المحرقة النازية”.

وقال رئيس الوزراء التشيكي، “أندريه بابيش”، إن الأمر سيتحول إلى “محادثات ثنائية تجريها كل دولة بمفردها ولن تكون هناك قمة (فيشيغراد 4) مع إسرائيل”.

وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنه في أعقاب ذلك، ووفقًا لمصدر إسرائيلي مسؤول، فقد أعلنت “جمهورية التشيك” تضامنها مع “بولندا” وقاطعت هي الأخرى مؤتمر “فيشنغراد”، الذي ألغي لاحقًا.. ومن المنتظر أن يحضر رئيس كل من “هنغاريا” و”سلوفاكيا”، إلى الأراضي المحتلة لعقد لقاءات ثنائية مع “نتانياهو”، بدلًا من المؤتمر.

من جانبه؛ أشار رئيس مكتب رئيس الحكومة البولندي، “ميخائيل دفورتشيك”، إلى أن تصريحات كاتس، “مخجلة”، قائلاً: “في ظل التصريحات، هناك تساؤلات كبيرة حول مشاركة ممثلين بولنديين في قمة لمجموعة فيشغراد، (V4‎)، في إسرائيل”.

وكان الوزير الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، قد قال أنه: “لا يمكن التساهل مع ذكرى الهولوكوست، فهي كارثة لن ننساها، ولن نسامح من اقترفها”.

في الوقت ذاته؛ وافقت أقواله التي قال فيها: “تعاون البولنديون مع النازيين في جريمتهم دون شك”، مع أقوال “إسحاق شامير” التي هاجم فيها البولنديين؛ قائلاً: “على البولنديين التخلص من معاداة السامية التي رضعوها عبر حليب أمهاتهم. لا يمكن نسيان هذا الماضي، لا سيما نحن الذين نتحمل نتائج كارثة الهولوكوست. سوف نتابع العمل ضد هذه الجريمة”.

تحريف تصريحات “نتانياهو”..

وإندلعت الأزمة الحالية مع “بولندا”، في الأسبوع الماضي، عندما قال رئيس الحكومة، “بنيامين نتانياهو”: “تعاون البولنديون مع النازيين، وأنا لا أعرف شخصًا واحدًا تم تقديم شكوى ضده بسبب هذه الأقوال”.

فيما أكد “نتانياهو”، الجمعة، على أن صحافة بلاده شوهت تصريحاته حول مسؤولية البولنديين في جرائم النازية ضد اليهود، حيث قال أنه خلال حديثه مع الصحافيين الإسرائيليين الذين كانوا يرافقونه إلى “وارسو”، الأربعاء والخميس الماضيين، في مؤتمر حول الشرق الأوسط، أن تصريحاته كانت “عن بولنديين وليس عن الشعب البولندي أو بولندا”، كما قالت أجهزته في بيان.

إعتذار رسمي..

ولم يتوقف الأمر عند إلغاء القمة فقط؛ بل طالبت “بولندا”، أمس، “تل أبيب” بإعتذار رسمي بسبب تصريحات “كاتس”.

وأفاد تليفزيون (كان) العبري الرسمي أن “وارسو” مستعدة لأن تنتظر يومين أو ثلاثة لإعتذار إسرائيلي رسمي، وأن هناك اتصالات بالخصوص تدار بين وزارتي الخارجية لكلا البلدين.

وذكرت (كان) أن “بولندا” هددت بأنه؛ فيما لو لم يصدر أي إعتذار إسرائيلي، فإنهم ينوون تصعيد ردهم. غير أن استدعاء السفير البولندي من “إسرائيل” حاليًا غير وارد على جدول الردود البولندية المتوقعة.

وقال مسؤول بولندي محذرًا: “رغم أن الشعور حاليًا بالهدوء، لكن أي تصريح إضافي لأي مسؤول إسرائيلي رسمي يمكنه أن يؤدي إلى تدهور جديد”.

استدعاء سفيرة إسرائيل للتوبيخ..

وقد تم استدعاء سفيرة “إسرائيل” في “وارسو”، للمرة الثانية، إلى “وزارة الخارجية البولندية” لتوجيه توبيخ، حيث قال لها نائب وزير الخارجية البولندي: إن “بولندا تطالب بإعتذار علني من قِبل وزير الخارجية يسرائيل كاتس”، وأضاف موجهًا كلامه للسفيرة: “لقد نظمنا لأجلكم مؤتمر وارسو مع الدول العربية، وهكذا تردّون الجميل”.

ونقل الإعلامي الإسرائيلي “باراك رابيد”، عن مسؤول صهيوني رفيع المستوى، قوله إن البولنديين غاضبون ويشعرون بالإهانة، و”أن حل الأزمة لا يبدو بالأفق، ونحن في طريق مسدود”.

انتقادات لاذعة..

من جهة أخرى وجّه رؤساء الجالية اليهودية في “بولندا”، انتقادات لاذعة، لتصريحات “كاتس”؛ مشيرين إلى أن هذه التصريحات، تُسيء لهم أيضًا، لأنهم جزء من المجتمع البولندي.

وكتب الحاخام الرئيس لبولندا، “ميخائيل شودريخ”، ورئيسة الجاليات اليهودية، “مونيكا كرافتشيك”، في بيان أصدراه؛ أن: “تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق شامير، التي اقتبسها كاتس، أن (البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم)، لم تكن صحيحة حين قالها شامير قبل 30 عامًا، ولم تكن صحيحة الآن”.

من جانبها؛ دعت اللجنة اليهودية الأميركية، المسؤولين في “إسرائيل” و”بولندا”، إلى “اختيار كلماتهم بعناية، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة” بين البلدين.

لا مجال للتصريحات الهجومية بين الحلفاء..

من جهتها؛ عقبت سفيرة “الولايات المتحدة” في بولندا، “غورغيت موسباكر”، أمس، حول توتر العلاقات بين “إسرائيل” و”بولندا”، حول تصريح وزير الخارجية، “يسرائيل كاتس”، قائلة: “لا يوجد مجال للتصريحات الهجومية من هذا النوع بين الحلفاء المقربين كهذين البلدين”.

وقال رئيس وزراء هنغاريا، “فيكتور أوربان”: “أنا أعتقد أنه من المهم وجود البلدين هنا في قمة فيشغارد، وعندما تتوتر العلاقات بين بلدين نأمل أن تحل فيما بينهما”.

وأعرب رئيس وزراء تشيكيا، “أندريه بابيش”، عن أمله في “أن تحل بولندا وإسرائيل خلافاتهما”.

لا بوادر حل قريبة..

وحول التوتر المتصاعد بين البلدين، قال معلق الشؤون السياسية في (القناة 13) الإسرائيلية، “باراك رابيد”، موضحًا أن الأزمة مع البولنديين خطيرة وعميقة، وأنه لا يبدو أن هناك حلًا في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة، “بنيامين نتانياهو”، ووزير الخارجية إسرائيل، “كاتس”، لم يردّا اليوم على الأزمة، وأنهم، في “إسرائيل”، يحاولون التخفيف من حدة التوتر.

بدوره؛ قال معلق الشؤون الخارجية في القناة، “نداف أيال”: “أننا بالفعل في طريق مسدود، بل وأكثر من ذلك”، واصفًا الموقف البولندي أنه تم “رمي قنبلة نووية”، وطالما أن الوزير، “كاتس”، لم يتراجع ويعتذر عن هذا الكلام، فإن العلاقات في خطر حقيقي، وهناك حديث في “بولندا” عن تخفيض مستوى العلاقات.

مشاحنات مسبقة..

ولم تكن المشاحنات وليدة الساعة؛ وإنما كانت “بولندا” قد قررت إلغاء زيارة في بداية شهر شباط/فبراير الحالي؛ كانت مقررة لوزير التعليم الإسرائيلي، “نفتالي بينيت”، بعد تصريحه بأن البولنديين شاركوا في قتل اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن جانبها؛ علقت “إسرائيل”، زيارة هي الأخرى كانت مقررة لرئيس مجلس الأمن القومي البولندي، “بافيل سولوخ”، على إقرار “مجلس الشيوخ البولندي” لقانون “يمنع الترويج لإيديولوجية القوميين الأوكرانيين؛ ويجرّم إنكار مجزرة فولين؛ ويحظر نسبة جرائم النازية إلى بولندا”.

وكانت السفير الإسرائيلية في العاصمة البولندية، “وارسو”، قد أكدت على أن “إسرائيل” لا ترى أي معنى لعقد لقاء مجموعة العمل البولندي الإسرائيلية حول “الهولوكوست”، إذا وقع الرئيس البولندي، “أندرزغ دودا”، على القانون الخاص بالمحرقة.

وعلى الرغم من أن الوثيقة، لا تزال قيد الصياغة والتعديل وستصبح سارية المفعول فقط بعد توقيع الرئيس البولندي عليها، إلا أنها أثارت ردود فعل سلبية حادة من جانب “أوكرانيا” و”إسرائيل”، وكذلك في “الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب