28 نوفمبر، 2024 11:28 ص
Search
Close this search box.

“ذا اتلانتيك” : بعد أزمتي السعودية ولبنان .. الشرق الأوسط على شفى إنفجار وشيك !

“ذا اتلانتيك” : بعد أزمتي السعودية ولبنان .. الشرق الأوسط على شفى إنفجار وشيك !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لقد كان لبنان منذ فترة طويلة مرآة للشرق الأوسط.. يستخدمه الأطراف الأقوى في المنطقة، كمسرح  لحروبهم بالوكالة، ساحة يمكن أن يلعب فيها الصراع العربي الإسرائيلي، ومكاناً لإختبار التعايش السعودي الإيراني.

إنها المنطقة التي تندفع بها الحروب وتنعقد بها الهدنات، ولكن.. مؤخراً لم يرأف الشرق الأوسط بحال هذا البلد.

ترى مجلة “ذا أتلانتيك”، في تقريرها حول الأحداث الأخيرة في بيروت بعد إستقالة رئيس وزراءها “سعد الحريري”، أن لبنان أصبح بين سندان السعودية ومطرقة إيران.

“الحريري” يضع لبنان على محك الأزمة السعودية الإيرانية..

إتخذت الساحة السياسية في لبنان شكلاً جديداً إثر تطورات جرت خلال عشر ساعات فقط، كان أولها أن رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” قد أعلن استقالته، معلناً الإنضمام للمعسكر السعودي، ليحقق بذلك رؤية ولي عهد آل سعود “محمد بن سلمان” في تصوير طهران كمصدر لجميع الشرور الإقليمية، ولذلك فإن “الحريري” رأى ضرورة لاستقالته من المنصب لأن رئاسته لحكومة تضم أفراد من “حزب الله” تعني معاداة الحليف السعودي، ولكن مغادرة “الحريري” حالياً تركت لبنان في معسكر “حزب الله” ووضعته على المحك في الأزمة بين إيران والسعودية.

ثاني تلك التطورات، كان إعتراض السعودية صاروخاً أطلق من اليمن على يد جماعة “الحوثيين”، وهو ليس أول صاروخ تطلقه الجماعة المدعومة من إيران و”حزب الله”، ولكن توقيته ومداه غير المسبوق يؤكد أن السعودية ستوجه أنظارها لمحاربة إيران و”حزب الله” بشكل أساسي.

وثالث التطورات، كان الحملة السعودية لمكافحة الفساد بإعتقال أمراء ورجال أعمال سعوديين متورطين في أعمال فساد، وكانت تلك الخطوة مؤشراً على إزاحة “محمد بن سلمان” لكل أوجه المنافسة المحتملة عسكرياً  وسياسياً واقتصادياً أو أياً من وسائل الإعلام، من أجل محاربة إيران بشكل أكثر فاعلية.

جميع الأحداث تتجه نحو تحقيق ما يريده “بن سلمان”..

رأت مجلة “ذا أتلانتيك” أن التطورات الثلاث تسير في اتجاه واحد، وهو أن القيادة السعودية المتصاعدة وذات التفكير أحادي وجهة النطر، حريصة على العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تهديد إيران.

إن لبنان تعرض لأحداث مماثلة من قبل، فراغ السلطة مع تصاعد أحدث التوتر، ولكن الجديد في الوضع الحالي هو تخوف إسرائيل على نحو غير عادي، ووجود قيادة سعودية متشددة بشكل غير عادي وفكر رئيس أميركي غير عادي.

بالنسبة لإسرائيل؛ فإنها تقرع منذ شهور أجراس إنذار حول تأثير “حزب الله” وإيران المتنامي في سوريا، وعلى الأخص حول إنتاج “حزب الله” قريباً لصواريخ دقيقة التوجيه محلياً. وبالنسبة للسعوديين، فإن “بن سلمان” قرر إنهاء زمن التهاون مع إيران، خاصة أنها لا تملك القدرة العسكرية المتوفرة لدى الدولة الغنية بالنفط. ولذلك يعتقد “بن سلمان” أن العراق ولبنان واليمن ساحة لوقف مد أيدي إيران العابثة بالوكالة في المنطقة. أما بالنسبة للولايات المتحدة؛ فإن قائدها يحاول إعادة مصداقية الولايات المتحدة بشأن ردع إيران، ومحو توجهات الإدارة الأميركية السابقة مع طهران، وكل ذلك يخدم في النهاية غرائز “بن سلمان”.

الحرب وشيكة رغم “ضبط النفس” السائد..

وتوضح المجلة أن اللبنانيين، سواء كانوا منتمين إلى “حزب الله” أو غيرهم، لا زالوا يستبعدون أن هناك حرباً وشيكة ستقع، إذ أن الأطراف الثلاثة لا زالوا يلتزمون ضبط النفس، حيث أن إسرائيل قادرة على إلحاق الضرر بـ”حزب الله”، ولكنها تعلم أن الجماعة قادرة على الرد بصواريخ تصل لقلب تل أبيب، فيما أن قدرات السعودية العسكرية لا تضاهي إيران والرد بالإنتقام الإيراني في الأراضي السعودية قد يكون وشيكاً، وأما واشنطن فإنها تضع في الإعتبار قرب الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران للجنود الأميركيين وأن أي رد فعل قد يضر القوات الأميركية والرعايا في مناطق النزاع.

ومع ذلك فإن القلق يسيطر على الأجواء اللبنانية، لأن هناك بعض الفئات اللبنانية المقتنعة بأن العمل العسكري لا مفر منه في ظل القلق الإسرائيلي والعداء الأميركي تجاه إيران و”حزب الله” وإدارة “ترامب” التي تشكك في الاتفاق النووي الإيراني.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة