27 أبريل، 2024 6:11 ص
Search
Close this search box.

“ذا اتلانتيك” : أزمة خاشقجي تحط السعودية لمنزلة إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

رأت مجلة (ذا اتلانتيك) الأميركية أن “السعودية” وضعت نفسها في موقف محرج بعد مزاعم تورطها وراء اختفاء الصحافي المعارض، “جمال خاشقجي”، وأصبحت متهمة بنفس نوع الأعمال التي تطالب بوقفها في “الجمهورية الإيرانية”.

أزمة “خاشقجي”.. والإحراج “السعودي-الأميركي”..

قالت المجلة الأميركية أن إدارة “ترامب” عندما تتحدث عن “عقوبة قاسية” لدولة في الشرق الأوسط، فإنها تشير بشكل عام إلى “إيران” التي يؤثر نفوذها الإقليمي على جيرانها العرب وعلى “الولايات المتحدة”. ولكن انقلبت الأية وبات الرئيس “ترامب” مضطرًا لاستخدام نفس الكلمات، التي كان يصف بها “إيران” متورطة في مقتل معارضيها، متحدثًا عن “أزمة خاشقجي” في “السعودية”، التي تعتبر الحليف الأقرب إلى “ترامب” في الشرق الأوسط.

قال “ترامب”، في خطابه أمس على شبكة (سي. بي. إس) الأميركية؛ أن “الولايات المتحدة” سيصعب عليها مواجهة أزمة “السعودية” ومزاعم اختطافها للصحافي المنشق، على الرغم من أن هناك أمرًا مثيرًا للإشمئزاز ويستلزم العقاب، ولكن الأمر به مخاطرة كبيرة، بحسب قوله.

إذ أنه كرر أن “واشنطن” لن تعلق مبيعات الأسلحة للسعودية على خلفية القضية، لأنه، في رأيه، وضعًا قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأميركي. وللتأكيد على أن مناقشة القضية لن تنتهي في وقت قريب، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر، في وقت سابق، الأحد، قوله إن المملكة ترفض “التهديدات أو محاولات تقويض موقفها”.

“أميركا” أمام موقف لا تحسد عليه..

أوضحت المجلة الأميركية أن “السعودية” ليست فقط حليف مقرب للأميركيين؛ بل وصل الأمر إلى تباهي الرئيس “ترامب”، وصهره “غاريد كوشنير”، بالصداقة مع المملكة. لكن، “أزمة خاشقجي” هزت صورة المملكة واحدثت  تغييرًا دراماتيكيًا في مؤشرات الساحة السعودية، التي كانت حتى الأسبوعين الماضيين تشيد بإصلاحاتها الاجتماعية والاقتصادية، وكان ولي عهدها، الأمير “محمد بن سلمان”، مشهودًا له على نطاق واسع بأنه “رمز التحديث في المملكة”، مستغلاً فرص الظهور الإعلامي لوصف المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، بأنه “هتلر العصر الجديد”، والتأكيد على أن “إيران” هي سر “أي مشكلة تندلع في الشرق الأوسط”.

قالت (ذا اتلانتيك) إن إدارة “ترامب” قد تغاضت عن تدخل “السعودية” في “اليمن”؛ وعن أزمتها في حصار “إمارة قطر”، لكن مزاعم تورطها في قتل “خاشقجي” يبدو مختلفًا، خاصة أن “خاشقجي” كان مقيمًا في “الولايات المتحدة”، وكاتب عمود بارز بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

نوهت المجلة إلى أن “إيران” معروفة بسجلها السيء في مجال “حقوق الإنسان”، فهي تعدم المثليين وتعتقل المعارضين وتضطهد الأقليات، وتستمر في دعمها لـ”حماس” و”حزب الله”، ودعمها لـ”بشار الأسد” في الحرب الأهلية السورية، ويُزعم أنها ترسل فرق اغتيال لقتل المعارضين في الخارج؛ وقيل إنها وراء تفجير مركز يهودي في “بوينس آيرس” في “الأرجنتين”، عام 1995، أسفر عن مقتل 85 شخصًا.

وفي حين تدين إدارة “ترامب”، الأعمال الإيرانية بشكل منتظم؛ وتعاقب “الولايات المتحدة” وحلفاؤها، “إيران”، بشدة على مر السنين، جاءت “السعودية”، بأعمال مماثلة لـ”إيران” في المنطقة.

فرص إيرانية..

وعلى الرغم من اختلاف “إيران” و”تركيا” في قضايا متعددة في الشرق الأوسط، إلا أن الأزمة المنبثقة بين “السعودية” و”تركيا” إثر اختفاء “خاشقجي” في سفارتها بـ”إسطنبول”، تمثل أخبارًا جيدة بالنسبة لـ”إيران”، حيث تربطها مع “أنقرة” علاقات عميقة اقتصاديًا، وذلك من شأنه أن يقوي من وضع “إيران” اقتصاديًا، خاصة بعد انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي الإيراني”، في شهر آيار/مايو الماضي، وأي صراع بين “المملكة السعودية” و”تركيا” يمكن أن يسمح لمزيد من العلاقات بين “أنقرة” و”طهران” في نفس الوقت الذي تعزل فيه “السعودية”، خصمها “إيران”.

رأت المجلة الأميركية أن إقصاء “الولايات المتحدة” لـ”السعودية”، في “أزمة خاشقجي”، سيضع “واشنطن” على المحك لتواجه مجموعة من القضايا الساخنة بشكل منفرد، مع غياب أهم حليف إستراتيجي في العالم الإسلامي، وتلك القضايا تشتمل: “إمدادات النفط المستقرة، والتطرف الإسلامي، ونفوذ إيران في العراق وسوريا ولبنان” وغيرها. ومحاولات “الكونغرس” تفعيل “قانون غلوبال ماغنيتسكي” مع “السعودية”، والسماح للرئيس “ترامب” بـ 120 يوم فقط، لتقرير ما إذا كان سيفرض عقوبات على المتورطين في اختفاء “خاشقجي”، يشكل بمثابة كابوس للعلاقات العامة بين “واشنطن” و”الرياض” ويحرج المملكة، وقد يسمح لـ”إيران” بالتطاول على “السعودية”؛ بأن تقول لها “بعد خاشقجي، أنتي لست أفضل مننا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب