خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تجرى تجارة المعدات العسكرية؛ رغم العقوبات الدولية، بشكل معقد عبر شبكة واسعة من الحكومات، والمنظمات، والأفراد، والشخصيات، بالإضافة إلى المهربين.
وقد تحولت هذه التجارة المربحة والمحفوفة بالمخاطر في الوقت نفسه؛ إلى طريق مختصر بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، خلال السنوات الماضية، تمكنت من خلاله من توفير بعض السلع والمعدات، من بينها المعدات ذات الاستخدام المزدوج بغرض تطوير البرامج النووية والصاروخية.
وقد تم الكشف حتى الآن؛ عن بعض هذه الصفقات السرية، وسوف نعرض فيما يلي لـ”الصفقة الإيطالية” ؟. بحسب إذاعة (زمان) الهولندية الناطقة بالفارسية.
“ذات الرداء الأسود” وتهريب السلاح إلى إيران و”داعش”..
“آنا ماریا فونتانا”، أو “ذات الرداء الأسود”؛ وفق وسائل الإعلام الإيطالية، واحدة من الأطراف الرئيسة في عمليات تجارة السلاح والمعدات ثنائية الاستخدام السرية إلى “إيران”.
أعتنقت وزوجها، “ماريو دي لوا”، الإسلام، ولها علاقات وطيدة ووثيقة مع المسؤولين البارزين في “إيران”. وبحسب تقرير مؤسسة “أستكهولم” الدولية لأبحاث السلام، (Sipri)، فقد ألقت وحدة الشرطة المالية القبض على ثلاثة إيطاليين، بتاريخ 13 كانون ثان/يناير 2017م، بمدينة “فيينا”، وإدارج رابع ليبي على قائمة المطلوبين، بتهمة محاولة تصدير معدات عسكرية إلى “إيران” وتجاهل عقوبات “الأمم المتحدة” للعام 2006م، وقيود “الاتحاد الأوروبي” على تصدير المعدات ثنائية الاستخدام؛ للعام 2007م.
وقد أدانت “محكمة نابولي” في إيطاليا، شركة “آنا ماریا فونتانا”، مع “آنرديه باردي”، المدير التنفيذي بشركة “هليكوبتر إيطاليا” الناشطة في مجال بناء الطائرات الهليكوبتر وقطع الغيار الجديدة والمستعملة، بتهمة تهريب السلاح والمعدات ثنائية الاستخدام إلى “إيران”؛ وكذلك توريد أسلحة إلى تنظيم (داعش) في “ليبيا”، عبر فرع الشركة في “إيران”، بين الأعوام (2011 – 2015)، وكذلك إنتهاك حظر السلاح على “إيران” و”ليبيا”.
تصنف كجاسوسة في “واشنطن”..
وبحسب وكالة أنباء (رپوبلیکا) الإيطالية؛ تعيش “فونتانا”، وزوجها، في الشرق الأوسط، وتتنقل بين “إيران” و”ليبيا”.
ونشرت الوكالة صورة “فوتنانا”؛ إلى جوار الرئيس الإيراني السابق، “أحمدي نجاد”، في إحدى الحفلات الدبلوماسية بمدينة “روما”. كذلك نشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية؛ نفس الصورة، مثل موقع (جام نيوز) المحسوب على الأصولي وعضو البرلمان الإيراني، “محمد جواد عسگري”.
وقد وطدت “فونتانا”، في السنوات الأخيرة، علاقاتها مع (الحرس الثوري) وأجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وتنصف وكالة المخابرات المركزية الأميركية، “فونتانا”، كجاسوسة وأحد الضباط السريين لجهاز المخابرات الإيراني. وبحسب المخابرات الأميركية؛ تمتلك “إيران”، على الأقل، 30 ألف جاسوس حول العالم.
حجم تجارة “فوتنانا” مع إيران..
وتشمل تجارة “فونتانا”، وشركاءها السرية إلى “إيران” و”ليبيا”؛ بيع “أسلحة روسية، كالصواريخ المضادر للدبابات، وصواريخ (أرض-جو)، وطائرات هيلكوبتر، وذخيرة”.
تقول وكالة أنباء (سنترو) الإيطالية: “تمكن أعضاء الشبكة، قبل الوقوع في قبضة الشرطة، من تصدير طائرات هيلكوبتر طراز (مانگوستا A129) و (MI-17) الروسية، وإسعاف جوي، مع إمكانية الاستخدام العسكري، وعدد 12 محرك طائرات، وعدد 13950 قطعة سلاح طراز (M14)، ومختلف أنواع الذخيرة الحربية إلى إيران”.
وقد بلغ عدد قطع غيار طائرات الهيلكوبتر، حوالي 757 قطعة، وتم تصديرها إلى “إيران” عبر وسيط من “بنما”. واستنادًا إلى وثائق المحاكم الإيطالية، وكذلك تصريحات بعض المعتقلين على ذمة القضية، كان “دى لوا”؛ يعتزم بيع مصنع لصناعة الذخيرة إلى “إيران”. وقد اعترف بهذه المسألة أثناء التحقيقات، وقال: “كنت أتفاوض مع وزارة الدفاع الإيرانية على بيعهم الآلات والتكنولوجيا اللازمة في مصانع صناعة الذخيرة”. وقد كان له تجربة سابقة ناجحة، حيث باع المصريين مصنع مشابه وهو في طور التجهيز.
واستنادًا إلى تقرير وكالة أنباء (ربوبليكا)، فقد أثبتت تحقيقات “نابولي” مشاركة مافيا “برنت” وقبيلة “كازالسي”؛ في تدريب وحدات من الميليشيات الصومالية في جزيرة “سيشل”، وسط توقعات بإرتباط هذه الميليشيات بـ”عبدالرحمن محمود فارول”، الزعيم السابقة لإقليم الحكم الذاتي في “بانتلند”، شمال شرق “الصومال”.
وكشفت التحقيقات عن شبكة تجارة سلاح دولية بمساهمة شركة “آنرديه باردي”، في “روما”، وهي ذات الشركة التي ساهمت، بالتعاون مع “فونتانا”، في تصدير معدات محظورة إلى “إيران”.
لكن تجارة السلاح السرية مع “إيران” لا تقتصر على شبكة “فونتانا”، ففي آذار/مارس من العام 2016م، ألقت “إيطاليا” القبض على عدد 6 آخرين، بينهم 4 من أصل إيراني، بتهمة تهريب السلاح إلى “طهران”، بينهم “رضا هاشمي زاد”، البالغ من العمر (53 عامًا)، صاحب شركة “Dun & Bradstreet”، بمدينة “بادور”، بالقرب من “فيينا”، تنشط في مجال المعطيات التجارية والأدوات التحليلية للأعمال المختلفة.