15 نوفمبر، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

“دياب” رئيسًا لحكومة لبنان .. لمن سيكون الولاء وهل سيصمد طويلًا ؟

“دياب” رئيسًا لحكومة لبنان .. لمن سيكون الولاء وهل سيصمد طويلًا ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعد نحو خمسين يومًا على استقالة الحكومة اللبنانية، إنتهت الاستشارات النيابية المُلزمة التي أجريت، أمس الخميس، في قصر “بعبدا” الجمهوري لتسمية رئيس الوزراء اللبناني الجديد وتكليفه تشكيل الحكومة، وذلك بمشاركة غالبية أعضاء “مجلس النواب”، الذي يضم 128 نائبًا، حيث أفضت حصيلة الاستشارات إلى اختيار، الدكتور “حسان دياب”، وتكليفه بتأليف الحكومة الجديدة.

حكومة “دياب” موالية لإيران !

في أول تعليق إسرائيلي على تعيين رئيس وزراء لبناني جديد؛ خلفًا لـ”سعد الحريري”، زعم “عامي دومبيه”، المحرر بمجلة (يسرائيل ديفنس)؛ أنه بدعم من تنظيم “حزب الله” تم تعيين “دياب” في منصب رئيس الوزراء اللبناني القادم؛ بدلًا من “سعد الحريري”، الذي قدم استقالاته بسبب المظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها “لبنان” خلال الأشهر الأخيرة. ورأي الكاتب الإسرائيلي أن “دياب” سوف يُشكل حكومة خاضعة لنفوذ “إيران” و”حزب الله” الشيعي.

أضاف “دومبيه”؛ أن الحكومة اللبنانية القادمة، برئاسة “دياب”، سوف تُقصي حُلفاء “الولايات المتحدة” والدول الخليجية السُنية، وسيركز رئيس الوزراء الجديد على اختيار أعضاء لحكومته من الموالين لـ”إيران” ولتنظيم “حزب الله”. وحينئذ لن يكون في إمكان “لبنان” الحصول على المساعدات المالية من الغرب.

أيامه معدودة في المنصب الجديد..

وزعم “دومبيه”؛ أن تنظيم “حزب الله” هو الذي سعى جاهدًا لاختيار “دياب” في منصب رئيس الوزراء، باعتباره سيكون دُمية وآداة لتنفيذ أجندة التنظيم.

ولا شك أن رئيس الوزراء الجديد يتولى زمام السلطة في دولة فاشلة، لا سيما في المجال الاقتصادي لدرجة أنها بلغت مرحلة الإفلاس، ولن تتمكن حكومة “دياب” من إصلاح الاقتصاد؛ إلا إذا حصلت على مساعدات أجنبية.

أضف إلى ذلك أن “لبنان” دولة ممزقة اجتماعيًا، وعليه فمن المتوقع أن تكون أيام “دياب” معدودة في منصبه الجديد.

حكومة قصيرة العهد..

ترى الكاتبة، “ليلى حاطوم”، أنه: “لا يهم من سيأتي لرئاسة الحكومة في لبنان؛ لأنه سيرأس حكومة قصيرة العهد. هكذا أراها. حكومة انتقالية تحاول تهدئة الشارع ليأخذ هذا الوطن نفسًا واستراحة قصيرة قبل أن يُعاود شعبه وسياسيون حرقه. لكن ما يهم أن يتبنى رئيس الحكومة الجديد خطة إصلاحية متدرجة تبدأ بإعطاء الاقتصاد، خاصة القطاع المالي، أولوية واستقرارًا سياسيًا لكي يُعاود النهوض”.

مُضيفة أن: “ما يهم هو أن يتبنى رئيس الحكومة مشروع قانون انتخابي عادل على أساس تمثيل أوسع، وليس القانون المفصل على قياس الأحزاب والزعامات. وما يهم، هو أن لا يتبع هذا الرئيس الإملاءات الخارجية ولا نزوات الأحزاب الداخلية”.

إن هذا الوطن بحاجة إلى من يُعطي استقرارًا لنصف سنة على الأقل يستطيع فيها “لبنان” أن يبدأ بالتنقيب الإستكشافي عن “النفط”، وبعدم التنازل لـ”إسرائيل”، تحت الضغوط الأميركية، عن أي شبر من الأرض والمياه الإقليمية والاقتصادية الخالصة، ولا الخضوع لإملاءات أحزاب تُمول من الخارج.

ترحيب من المسؤولين اللبنانيين !

على عكس الموقف الإسرائيلي؛ هناك تفاؤل وترحيب من المسؤولين اللبنانيين برئيس وزرائهم الجديد. حيث أدلى عدد من المسؤولين اللبنانيين بتصريحات في هذا الشأن، وقال النائب، “جميل السيد”، إنّ “دياب” هو “تكنوقراط؛ وهو أشبه ما يكون للمواصفات التي يطلبها الناس”، مضيفًا أنّه: “لن تتمترس خلفه قوى سياسية لخلق صراع في البلد. وبالتالي أتصور أن الحكومة التي سيترأسها دياب لن تكون حكومة مواجهة”.

فيما قال نائب رئيس مجلس النواب، “إيلي فرزلي”، إنّ “تسمية “دياب” تأخذ بعض المعطيات الأساسية التي شاءها الناس بشكل واضح، سواءً كأستاذ في “الجامعة الأميركية” أو كصاحب نظافة كف أو كرجل علم، وهو يستطيع أن يلعب دورًا إيجابيًا.

ورأى النائب، “فريد الخازن”، أنّ رئيس الوزراء الجديد “شخصية نظيفة الكفّ وتكنوقراطية”، متمنيًا أنّ يشكل حكومة إنقاذية تساعد البلد على النهوض من الأزمة.

أما النائب السابق، “نبيل نقولا”، فقد اعتبر أنّ تسمية الوزير السابق، “دياب”، لمنصب رئيس الوزراء؛ هي “خشبة الخلاص للبنان”.

يتعهد بمشاركة كافة الأطياف..

يواجه “دياب” تحديات اقتصادية ضخمة، فضلًا عن إحتقان سياسي متنامي، منذ بدء الاحتجاجات، في 17 تشرين أول/أكتوبر الماضي، لكنه يراهن على ما وصفه، بـ”خطة الإنقاذ”، التي تعهد فيها بمشاركة كافة الأطياف السياسية في “لبنان”.

وفي أول تعليق له بعد اختياره؛ عبَّر “دياب” عن تقديره وإلتزامه بمطالب المتظاهرين في “بيروت” ومدن لبنانية أخرى، مطالبًا ما أطلق عليه: “الحراك الشعبي”؛ بالمشاركة في تشكيل وزراء حكومته، في خطوة غير مسبوقة ربما في “لبنان”، ما بعد 17 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

يُذكر أن المتظاهرين في ربوع “لبنان” كانوا قد طالبوا بتشكيل حكومة تكنوقراط لا تخضع لنظام المحاصصة السياسية، كما طالبوا بتحسين الأوضاع الاقتصادية والقضاء على الفساد، وهي تحديات ربما تؤرق عمل الحكومة الجديدة، التي سيحدد اختياراتها للوزراء، خلال الفترة المقبلة، شكل العلاقة بين “دياب” والحراك الشعبي في “لبنان”.

“الحريري” : أوقفوا الاحتجاجات..

بعد تكليف “دياب” بتشكيل الحكومة الجديدة.. دعا “الحريري”، ما أسماهم “الأنصار والمحبّين”، إلى رفض أية دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات وإنطلاق احتجاجات في عدة مدن لبنانية.

جاء ذلك في أول تعليق لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، “سعد الحريري”، على تكليف “دياب”، عبر تغريدة على حسابه الرسمي بموقع (تويتر). وكتب “الحريري”: “الهدوء والمسؤوليّة الوطنية أولويّتنا، والأزمة الّتي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة