16 نوفمبر، 2024 3:44 ص
Search
Close this search box.

“دياب” المدعوم من حزب الله .. لن يُنقذ لبنان من أزمته !

“دياب” المدعوم من حزب الله .. لن يُنقذ لبنان من أزمته !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

بعدما سحب، “سعد الحريري”، ترشحه في اللحظة الأخيرة، للعودة إلى منصب رئاسة الحكومة اللبنانية، إذا بمرشح كتلة التنظيم الشيعي، وهو الوزير السابق، “حسان دياب”، قد حصل على المنصب المرموق. ولكن في ظل غياب دعم أكبر مسؤول سياسي سُني في البلاد، وفي ظل النفوذ الكبير الذي يتمتع به زعيم (حزب الله)، “حسن نصرالله”، فإن الدول الغربية؛ وكذلك الدول الخليجية، لن ترسل مساعداتها المالية لـ”لبنان”، بحسب الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “جي ألستر”.

المعترك اللبناني يفتقر إلى الخيارات..

يرى “ألستر” أن دول الخليج قد مارست ضغوطًا على رئيس الحكومة المستقيل، “سعد الحريري”، وأجبرته على التراجع في اللحظة الأخيرة عن تشكيل الحكومة الجديدة.

وكان “الحريري” يرأس الحكومة اللبنانية عندما اندلعت المظاهرات، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، لكنه استقال بضغط الجماهير، غير أنه كان لا يزال المرشح الأقرب لرئاسة الحكومة مرة أخرى. وهذا هو الحال في المعترك السياسي اللبناني، الذي يفتقر إلى المزيد من الخيارات.

“الحريري” هو الأنسب !

باعتبار “الحريري” أكبر مسؤول سياسي سُني في الدولة اللبنانية – التي يُعتبر منصب رئيس الوزراء فيها من نصيب الطائفة السُنية وفقًا لقواعد نظام الحكم القائم على التقسيم الطائفي -، فإنه يُعتبر الشخص المناسب، من وجهة النظر الغربية والسعودية، لقيادة الاقتصاد اللبناني والدفع به إلى بر الأمان.

لكن المشكلة، بحسب المحلل الإسرائيلي، تكمن في أن كتلة “حزب الله” الشيعية – التي تحظى بأغلبية المقاعد في البرلمان وتشمل أيضًا “حزب التيار الوطني الحر” المسيحي، التابع للرئيس، “ميشال عون”، وبعض النواب السُنة المستقلين – قد أصرت على ضم عناصر سياسية إلى الحكومة الجديدة.

“حزب الله” أغتنم الفرصة..

يضيف “ألستر”؛ أنه في الأربعاء الماضي، عشية بدء المشاورات عند الرئيس،”عون”، أفصح “الحريري” عن نيته التنحي جانبًا، دون أن يترك أي بديل حقيقي، غير أن الموالين لتنظيم “حزب الله”، الذين عارضوا استقالته منذ البداية، قد أغتنموا الفرصة وسارعوا باختيار، “حسان دياب”، الذي سبق له تولي منصب وزير التعليم، كمرشح لكتلتهم. ولم يختر “الحريري” وأتباعه أي مرشح لشغل المنصب.

وخلال أربع وعشرين ساعة حصل “دياب” على أكبر عدد من الأصوات لتولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.

وبدوره؛ فقد وعد بأن تكون حكومته وسيلة لتوحيد الشعب اللبناني، كما أعلن عن تبنيه الحيادية السياسية، رافضًا اتهامه بأنه مجرد دُمية لزعيم تنظيم “حزب الله”. لكنه رغم ذلك لم يُرضي المتظاهرين، ويبدو أن فترة الأسابيع الستة التي أعلنها لتشكيل حكومته الجديدة، تُعد قصيرة للغاية، بالنظر إلى تاريخ “لبنان” الملييء بمظاهر الشلل السياسي.

أزمة اقتصادية طاحنة..

أوضح “الستر” أنه حتى لو نجح “دياب” في مهمته، وهي بالفعل ستكون حكومة تكنوقراط، فمن الصعب أن ترى الغرب ودول الخليج ترسل مساعدات مالية لتلك الحكومة اللبنانية التي تعتمد كل الإعتماد على تنظيم “حزب الله”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد فرضت عقوبات على ذلك التنظيم الشيعي وعلى النظام الراعي له في “طهران”، وذلك لإضعاف النفوذ الإيراني على “لبنان”، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية اللبنانية التي تُعدُّ الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: كم من الوقت يمكن لـ”لبنان” مواصلة الحياة في ظل هذا الشلل دون انفجار الأوضاع ؟.

ولقد شهدت الأسابيع الأخيرة اشتباكات بين مؤيدي “حزب الله” وأنصار “حركة أمل” الشيعة من ناحية؛ والمتظاهرين والشرطة من ناحية أخرى، كما خرج أيضًا أنصار “الحريري” إلى الشوارع للتعبيرعن غضبهم إزاء ما يحدث.

انتظروا الأسوأ..

ختامًا يقول “ألستر”: صحيح أن هذا التوتر السائد في “لبنان”، لم يُسفر حتى الآن عن أحداث عُنف كالتي شهدتها “إيران” و”العراق”، خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الأوضاع في هاتين الدولتين.

وصحيح أن “دياب” يبدو كمرشح رسمي، حصل على تعليم أكاديمي غربي، لكن من الواضح أنه لن يتمكن من إخراج “لبنان” من مستنقعه. ولقد قال رئيس الوزراء السابق، “نجيب ميقاتي” – الذي شغل “دياب” منصب وزير التعليم في حكومته – إنه ليس الشخص المناسب لهذا المنصب، فيما وجَّه “الحريري” برسالة مثيرة للقلق بعد التطورات الأخيرة، حيث قال: “علينا أن ننتظر الأسوأ” !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة