23 ديسمبر، 2024 6:32 م

دون سابق إنذار .. “ترامب” يسلم السعودية مفتاح إدارة المصالح الأميركية !

دون سابق إنذار .. “ترامب” يسلم السعودية مفتاح إدارة المصالح الأميركية !

كتبت – لميس السيد :

في الفترة الاخيرة، يسعى المسؤولون الامريكيون للتوسط لحل نزاع “قطر” مع “السعودية” وحلفائها “الامارات ومصر”، حيث يدور هذا الخلاف على شكاوى هذه الدول من دعم قطر وتعاطفها مع الحركات الإسلامية المتطرفة، ويتداخل في تلك الأزمة أيضاً موقف الولايات المتحدة ومصالحها في مطالب تغيير توجهات قطر، ولكن في ظل هذا النزاع المستعر بين حلفاء الولايات المتحدة.. من يقرر متى تضع أميركا مصالحها في مرمى المخاطر سعياً وراء تحقيق أهداف السياسة الشرعية ؟

رأت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنه في هذه الحالة، فقد قام السعوديون وحلفاؤهم بدون تحذير للولايات المتحدة بعزل قطر بقوة، وفرض حصاراً على شريك أمني أميركي يستضيف أكثر من 10 آلاف جندى أميركي، ويؤدي ذلك التصرف المباغت إلى تعقيد سير العمليات الجوية العسكرية الاميركية فى المنطقة المنسقة من قاعدة القوات الجوية “العديد”، ويضعف من الهدف الاميركي الطويل الامد المتمثل في زيادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت المجلة الأميركية في تقريرها، تحت عنوان “ترامب يضع أميركا تحت ضغط السعودية”، أنه لمضاعفة الأضرار، فإن تحالف الدول المناهض لقطر قد طرح مطالب غامضة تصل إلى استسلام كامل من قطر، حيث أفاد “يوسف العتيبي” سفير الإمارات فى الولايات المتحدة، أن على قطر الاعتراف بأنها أصبحت مركزاً مالياً وإعلامياً وإيديولوجياً للتطرف. مشيراً إلى أنه إذا أرادت الدوحة عودة العلاقات مع جيرانها العرب يجب ان تتخذ اجراءات حاسمة للتعامل بشكل نهائى مع مشكلتها المتطرفة عن طريق وقف هذا التمويل ووقف التدخل فى الشؤون الداخلية لجيرانها وانهاء التحريض الاعلامى والتطرف، وفقاً لما جاء في تصريحاته بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

قطر.. حليف ذو وجهين..

أكد تقرير المجلة الأميركية على أن “قطر حليف ذو وجهين” لأميركا ومعروفة بصلاتها مع الإرهاب، فمن ناحية تستضيف قطر مركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأميركية الذى ينسق العمليات الجوية العسكرية الأميركية في جميع أنحاء المنطقة، بداية من سوريا إلى العراق وحتى أفغانستان، بالإضافة إلى أن الدوحة من أكبر مشترين المعدات العسكرية المتقدمة من الولايات المتحدة، مما يدعم شركات وزارة الدفاع الأميركية..

ومن ناحية أخرى، فإن قطر لديها تاريخ غير مرحب به في دعم الحركات الإسلامية المتطرفة، مثل “جبهة النصرة” وخلفائها من جماعات المعارضة السورية و”منظمة حماس” الفلسطينية، التي كان مقرها في الدوحة منذ عام 2011. وكثيراً ما كانت تلك العلاقات محل شكوى من الدول الأخرى إلى قطر على الرغم من عدم وجود أدلة قانونية على إثبات تمويل الدوحة لتلك الجماعات.

كما تتحدى قطر بشكل استفزازي شركاء أميركيين آخرين في حجم “السعودية ومصر”، من خلال الترويج لتنظيم “الإخوان المسلمين”، الذي تعتبره تلك الحكومات تهديداً متطرفاً وتعطي قناة “الجزيرة” الفضائية، التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، صوتاً منتظماً للمنتقدين الإسلاميين لهذه الحكومات، مثل رجل الدين الراديكالي “يوسف القرضاوي”. ومن ضمن الإستفزازات أيضاً أن  قطر قد أقامت علاقات وثيقة جداً مع “إيران”، التي يعتبرها الخليج منافس رئيس في المنطقة.

وبالتالي فإن أميركا أصبحت تشاطر “السعودية والإمارات ومصر” موقفهم الموحد ضد “قطر”، ولكن نظراً للمصالح الأميركية الأخرى فإنها اصبحت على المحك.

كيف تتصدى أميركا لمصالحها المهددة  بسبب قطر ؟ 

رأت المجلة الأميركية أن الولايات المتحدة يجب أن تكون واضحة بشأن إنهاء قطر دعمها للمجموعات السورية والفلسطينية المتطرفة، بما في ذلك تقوم بطرد قادة حماس. كما يتعين عليها أن تخفف من استفزازاتها التي تستهدف جيرانها الأكبر حجماً في المنطقة. وينبغي أن يؤدي الفشل في تغيير نهج الدوحة إلى النظر في نقل قاعدة أميركا العسكرية، وهو ما سيعود بالفائدة على الوضع الأمني لدولة قطر، إلا أن ذلك الأمر سيستغرق عدة أشهر.

لا تتوقع “فورين بوليسي” تنازل قطر عن علاقتها مع “طهران”، نظراً لإشتراكهما في مشروع حقل للغاز الطبيعي، لكن الأميركيين يأملون في تخفيف نسق العلاقات الدبوماسية والسياسية مع طهران، التي كان أخرها فدية ضخمة دفعت لاطلاق سراح الافراد القطريين الذين اختطفوا في العراق، واجتماعاً عقد بين وزير خارجيتها وقائد “الحرس الثوري” الايراني “قاسم سليماني”.

وإختتمت المجلة الأميركية بأنه يتعين على “تيلرسون” و”ماتيس” أن يواصلا التوضيح بشأن المصالح الأميركية التي أصبحت على المحك بشكل غير مسبوق، وأن المشاورات مع الحلفاء في المنطقة باتت ضرورية، ولكن الولايات المتحدة وحدها هي التي تقرر مصير مصالحها في إطار الأزمة مع قطر وليس أي حلفاء أخرين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة