4 مارس، 2024 8:26 ص
Search
Close this search box.

دون ذرف “دمعة” حزن من مسؤول .. الجفاف يلتهم العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

رآها عراقيون كارثة تهدد مستقبل بلدهم قد تتسبب في شح الأراضي الزراعية وانخفاض إنتاج بلد طالما عرف بغزارة إنتاجه من المحاصيل المتنوعة؛ ومن ثم ارتفاعات جديدة في أسعار المواد الغذائية..

قلة الأمطار هي السبب أم سدود تركيا وإيران !

بينما أرجعها المتفائلون إلى انخفاض في حجم الأمطار المتساقطة على “بلاد الرافدين” ما تسبب في إنحسار مياه أنهاره.. فهل تسحب الأمطار مياه الأنهار معها ؟!

تقارير خارجية تحدثت عن أن بلد “الرافدين” قد يتغير اسمه قريباً، لأنّ “نهر دجلة” يجف بسبب السدود التركية والإيرانية، و”نهر الفرات” بات جدولاً صغيراً، فماذا بوسع العراق حكومة وشعباً أن يفعل لتفادي هذه الكارثة البيئية التاريخية بدلاً من إستجداء المعونات والأموال لإعادة إعمار ما خربته الحرب والإرهاب.. يقول قائل ؟

هل هي أسطورة “جزيرة الذهب” ؟!

نعم أصبح “نهر الفرات”، الذي كانت تصل مياهه في يوم من الأيام إلى حافات الطرق، تراجع بشكل كبير حتى أصبح أقرب إلى “الساقية” منه إلى نهر، ليخرج علينا من يقول إن بعض العراقيين يؤمنون بأحاديث إسلامية تقول إن يوماً ما سينحسر “الفرات” عن جبل أو “جزيرة من الذهب”، وهنا نجد كيف يقضي عراقيون أوقاتاً طويلة بحثاً عن قطع من ذهب صغيرة في ذاك النهر تخرج من مواقع تصريف المياه !

نعم محاولات البحث مستمرة في “نهر الفرات” بين ذرات الرمل عن قطع صغيرة الحجم من الذهب يقول عراقيون أنهم يعثرون عليها في هذا النهر.. !

وهنا نتذكر كذلك ما جرى الحديث عنه سابقاً من انخفاض مناسيب “نهر الفرات”، وتأثير ذلك على الواقع الزراعي والاقتصادي في “الناصرية”، حتى أن بعض المتخصصين قال إن منسوب “الفرات” وصل في بعض المناطق إلى مترين فقط !

نعم حقيقة لا تقبل الشك، يؤكدها العراقيون أنفسهم؛ انحسرت مياه “الفرات” في مناطق كثيرة.. !

مياه “دجلة” تختفي.. والحكومة: قلة الأمطار هي السبب !

اليوم يجري الحديث عن مشاهدات واسعة لنهر “دجلة” وقد جف في مناطق كثيرة، حتى أن الأرض أسفله ظهرت للعيان متشققة من شح المياه وكأنها لم تمر يوماً في تلك المناطق !

الأمر الذي اكتفى بتفسيره وزير الموارد المائية العراقي، “حسن الجنابي”، في الثاني عشر من شباط/فبراير من العام 2018، بأنه نتيجة قلة هطول الأمطار، لكنه في الوقت عينه أكد نيته إجراء زيارة رسمية لتركيا قريبًا؛ للقاء مسؤولين في الحكومة التركية لبحث انخفاض منسوب المياه في “نهر دجلة”، فهل للأتراك ثمة علاقة بإيقاف هبوط الأمطار ؟!

تركيا عليها عامل كبير !

يوضح وزير الموارد المائية العراقي الأمر، بقوله إنه سيطلب من تركيا زيادة ما أسماه “الإطلاقات المائية لنهر دجلة”؛ للتغلب على ذاك النقص الحاد في منسوب المياه.

لكن اللافت أن تركيا نفسها أعلنت في كانون ثان/يناير من العام ذاته، أنها أبلغت بغداد بإرجاء ملء سد “أليسو” إلى حزيران/يونيو بدلاً من آذار/مارس 2018، ما يعني أن الأمر حتى لحظة كتابة هذه السطور لا يتعلق بتركيا !

ندرة مياه لم تحدث منذ 70 عاماً..

فما الذي تسبب إذاً في ما يعانيه العراق من شح حاد في مياه الأنهار ؟.. يقول الخبراء إن الموسم الحالي للأمطار هو الأقل في هطولها خلال 70 عامًا، وهو ما أدى بالفعل إلى خسارة نحو 30 بالمئة من محصولي “القمح والشعير”، بحسب بيانات رسمية لحكومة بغداد !

اعترف الوزير العراقي، خلال مؤتمر له في كربلاء، بأن جميع مناطق العراق مهددة بشح المياه، لكنه في الوقت نفسه أرجع المشاهدات الأخيرة لجفاف “نهر دجلة” إلى إختناق وسد في بعض المصارف جرى معالجتها.

تحويل مجرى النهر..

لكن آخرين يرون أن سبب اختفاء المياه في “نهر دجلة” ببعض المناطق، وخاصة قضاء مدينة “المجر الكبير” بمحافظة “ميسان”، جنوبي العراق، عائد إلى إستحواذ المحافظات والمدن الأخرى على المياه وعدم إلتزامها بالحصص المائية المقررة لكل مدينة وإنشاء قنوات دقيقة تسحب من رصيد المياه.

خلال 20 عاماً.. تراجع خطير في مناسيب مياه أنهار العراق..

عراق اليوم، الذي يعتمد على الأنهار بشكل أساس كمصدر أول لمياه الشرب والزراعة، يجد نفسه عاجزاً أمام توفير الكميات المطلوبة لمواطنيه، إذ إن حصتهم العادلة هي حوالي 77 مليار متر مكعب سنوياً، في حين يقدر إجمالي معدل الإستهلاك لكافة الاحتياجات؛ الذي بالكاد يوفره، بنحو 53 مليار متر مكعب سنوياً؛ ما يعني حدوث عجز في السنين الجافة التي تشهد تناقص مياه الأنهار بنحو 22 مليار متر مكعب !

ولإستشعار خطورة ما سيعانيه العراق قريباً من شح في المياه، يكفي أن نعلم أنه وقبل عقدين، كانت إيرادات “نهر دجلة” وحده تفوق 50 مليار متر مكعب سنوياً، لتتراجع مؤخراً إلى ما دون 7 مليارات متر مكعب سنوياً، وليس حال “نهر الفرات” بالأفضل كذلك !

استغلال الحصار والحروب التي خاضها العراق !

فالعراق الذي دخل دوامة الحروب والحصار الدولي، غاب عنه أن هناك من استغل ذاك الحصار في إقامة سدود ومشروعات على أنهار تصب في أراضيه، فظلت الحكومة التركية تعمل منذ سنوات على مشروع ضخم إصطلح عليه مشروع (غاب)، يتضمن بناء قرابة 22 سداً 14 منها على “نهر الفرات” و8 على “نهر دجلة”، ما يعني تأثيراً كبيراً على تخفيض نسب المياه التي تدخل إلى العراق وإقليم كردستان، الذي سيعاني هو الآخر من مشروعات مائية في إيران ستسحب رصيداً كبيراً من المياه التي تصله عبر إيران، إذ شيدت طهران أنفاقاً ومشروعات إروائية ضخمة لتغيير مجرى “نهر سيروان”، الذي يأتي 70% منه من الأراضي الإيرانية ويصب في بحيرة “دربنديخان” في محافظة “السليمانية” !

لا اتفاقات ملزمة !

يضيع حق العراقيين اليوم، لأنه لا توجد اتفاقات ملزمة مع دول الجوار حول حصص المياه وفقاً للقوانين والأعراف الدولية، اللهم إلا من بعض البروتوكولات الثنائية مع تركيا وإيران لا يمكن الإعتماد عليها كوثائق إلزام دولية تستوجب المعاقبة القانونية !

رذاذ الحروب يبخر مياه العراق !

يتبقى سبب أخير لانخفاض حصة العراقيين من المياه، يتمثل في إلقاء مخلفات “الصناعات البتروكيميائية” والعسكرية الخطيرة في الدول المتشاطئة بمياه الأنهار الذاهبة إلى العراق، ما أثر في شح المياه ورداءة نوعيتها بشكل خطير، فضلاً عن “تبخير” رذاذ الذخائر و”القنابل” المستخدمة مؤخراً في محاربة “داعش” لنسبة لا بأس بها من مياه العراق وتأثيرها على التربة أسفل أنهاره !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب