دول الشرق الأوسط .. تتسلم رسالة الحرب الأوكرانية !

دول الشرق الأوسط .. تتسلم رسالة الحرب الأوكرانية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أثبتت الحرب الأوكرانية ضعف الأطر الأمنية بالأساس. وتداعيات هذه المسألة بالنسبة لدول الشرق الأوسط؛ التي تسعى إلى تدعيم وتقوية الأمن الإقليمي واضح هو: القضاء على الفلسطينيين والإيرانيين ليس الحل؛ بحسب تحليل نشره الكاتب الإسرائيلي؛ “شلومو بن عامي”؛ على موقع (پراجکت سیندیکت)، وأعاد نشره الموقع الإيراني التحليلي الإخباري (انتخاب).

شرق أوسط خالٍ من “الولايات المتحدة”..

وحاليًا يستعد الشرق الأوسط للحياة بدون “الولايات المتحدة الأميركية، وتزداد الشكوك في إلتزام “واشنطن” تجاه المنطقة التي سوف تستمر في تشكيل الأمن الإقليمي؛ لاسيما عن طريق أنظمة السلاح المتطورة.

وتعكف الأطراف الإقليمية على إعادة النظر في إستراتيجيتها الجيوسياسية، لاسيما في ظل بحث الأعداء القدماء عن السلام والمصالحة؛ بل يسعى البعض إلى بناء نظام للأمن الجماعي. مع هذا يتعين على دول المنطقة للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمية التغلب على العقبات؛ وبخاصة تلك التي تبدو أكبر من المتوقع.

قيادات الشرق الأوسط والخيانة الأميركية..

وتزداد خيبة أمل قيادات الشرق الأوسط من “الولايات المتحدة”. وتُشير القيادات الديكتاتورية العربية بأصابع الاتهام إلى “الولايات المتحدة”؛ في دعم ثورات “الربيع العربي”؛ في العام 2011م، والتعاون مع القوى التي كانت تسعى للإطاحة بتلك القيادات، وهو ما وصفوه بالخيانة الأميركية.

كذلك يشكون من تجاهلهم في “الاتفاق النووي” الإيراني عام 2015م، وكذلك الفشل في حل الأزمة السورية. ومؤخرًا تشكو “السعودية” و”الإمارات” من تخاذل “الولايات المتحدة”؛ إزاء هجمات “الحوثيين” على البنية التحتية النفطية للبلدين.

وهذا الاستياء يوضح عدم استعداد أي من الدولتين لتلبية مطالب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، بشأن مضاعفة إنتاج “النفط والغاز”، في محاولة لاحتواء ارتفاع أسعار الطاقة تحت وطأة الحرب الأوكرانية.

تغيير المسارات..

وقد قررت “السعودية” و”الإمارات” العودة إلى مسار اجتماع آب/أغسطس الماضي، في العاصمة؛ “بغداد”، والذي كان يستهدف الحد من التوترات الإقليمية. وهذا المسار يهدف إلى تحسين العلاقات مع “إيران” على أمل إنهاء الحرب اليمنية.

كذلك استأنفت “الإمارات” علاقاتها الدبلوماسية مع؛ “بشار الأسد”، في “سوريا”، الذي زار “أبوظبي”، قبل شهر في أول زيارة رسمية إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية.

“تركيا” كذلك تبنت اتجاه أكثر تصالحًا مع؛ “الأسد”، بعد قطع العلاقات في العام 2011م. ويبحث الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، عن اتفاق يضمن عدم تحول الشمال السوري إلى منطقة حكم ذاتي كُردية، وعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بيوتهم.

وهذا فقط أحد جوانب إحياء السياسات الخارجية التركية بعد العزلة الإقليمية والأزمة الاقتصادية الشديدة. إذ تُعتبر “تركيا” عدو الدول الخليجية؛ عدا “قطر”، وقد استأنفت مؤخرًا علاقاتها الدبلوماسية مع “الإمارات”؛ ودخلت في مباحثات مع القيادة البحرينية. ويُشاع أن “إردوغان”؛ يعتزم زيارة “المملكة العربية السعودية”.

علاوة على ذلك، تثبت زيارة الرئيس الإسرائيلي؛ “إسحاق هرتزوغ”، إلى “أنقرة”، قبل شهر، مساعي “إردوغان” للسلام مع “إسرائيل”، وهذا التغير يعكس تحسن سمعة “إسرائيل” في الشرق الأوسط؛ باعتبارها حليف مشروع ويبعث كذلك على الأمل التركي في الاستثمار بمصادر “الغاز” في شرق المتوسط.

وتعمل “تركيا” كذلك؛ على تحسين العلاقات مع “مصر”، باعتبارها طرف رئيس في “منتدى غاز شرق المتوسط”؛ حيث ماتزال “تركيا” خارج هذا المنتدى حتى الآن. في الوقت نفسه تبحث “أوروبا” عن بديل لـ”الغاز الروسي”، و”إوردغان” يشتاق إلى نقل “الغاز المصري” والإسرائيلي عبر “البحر المتوسط”.

مسار “الاتفاقيات الإبراهيمية”..

لكن تغير العلاقات الثنائية له تداعيات هامة على أمن الشرق الأوسط، الذي يفتقر إلى الإمكانيات الكافية لبناء كيان شامل ومتعدد الجوانب يضمن السلام والأمن في المنطقة.

مع الأخذ في الاعتبار إلى تعسر حلحلة الصراع “العربي-الإسرائيلي”؛ وفي القلب منه “فلسطين” المحتلة. لكن “الاتفاقيات الإبراهيمية”؛ في العام 2020م، تزيد من إمكانية التعاون “العربي-الإسرائيلي”.

وفي “اجتماع النقب”؛ (بضيافة إسرائيل ومشاركة وزراء خارجية البحرين، ومصر، والمغرب، والإمارات، والولايات المتحدة)، يبدو أن هذه الآمال على وشك التحقق؛ حيث تعهد المشاركون بالتعاون في مجالات الطاقة، والبيئة، والأمن والعمل على تطوير التعاون مع الدول الأخرى.

والخبر الجيد للدول العربية؛ هو أن المشاركون في “اجتماع النقب” يعتبرون؛ “إيران”، واتساع دائرة نشاطاتها الجهادية تُشكل تهديد. لكن الجماعة التي غابت عن “اجتماع النقب” بشكل واضح هو “فلسطين”. ولقد عبر بعض الشباب الفلسطيني عن الاستياء من خلال الهجوم على الإسرائيلين. وهو ما يعكس عدم إمكانية مجال الفلسطينين في المبادرة الإقليمية “العربية-الإسرائيلية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة