8 أبريل، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

دولة مخبري أردوغان .. الجميع يبلغ عن الكل زملاء وأصدقاء وحتى الزوجات

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

في أحد أيام السبت، كان الطبيب التركي “بلجين سيفتسي”، يتصفح موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”.. حتى ألتقى بصور معالجة إلكترونياً تشبه الرئيس “أردوغان” بشخصية “جولم” في أحداث فيلم (ملك الخواتم).. فقام بنشرها على حسابه الشخصي في موقع التواصل الأشهر، ولم يكترث بالأمر الذي كانت عواقبه وخيمة فيما بعد.

تهمة “إهانة الرئيس”

تم إستدعاء “بلجين” من قبل الشرطة واتهم بـ”إهانة الرئيس”.. وخسر وظيفته ودخل في محنة طويلة استغرقت العام ونصف العام أمام محاكم القضاء، وكان الجزء الأسوأ من تلك المحنة هو ان “سيفتسي” عندما قام بمشاركة الصورة، كان يتخيل انه يشاركها مع شبكة الأصدقاء الخاصة لديه على “فيس بوك”، ولم يكن يعلم أن أحد أقربائه سلم تلك المعلومة إلى الشرطة التي قامت بدورها بقرصنة الحساب والتحقظ على لقطة شاشة عن منشوره.

في ضوء تلك القصة، أسقطت صحيفة “فاينانشال تايمز” الأميركية، على الحال التي وصلت إليه تركيا اليوم، حيث تتوارد الروايات المختلفة حول حالات البلاغ التي يقدمها الزملاء والأصدقاء وحتى الزوجات ضد بعضهم البعض في البيوت وأماكن العمل، “لقد أصبحنا ملكيين أكثر من الملك.. والمواطنين أصبحوا مخبرين ضد بعضهم البعض”، هكذا علق سيفتسي للصحيفة الأميركية.

مخبر.. تطوعي

شهدت دولة تركيا العام الماضي 2016، إنقلاب خلف اكثر من 200 قتيل كما مدنها شهدت 267 هجوم إرهابي، لذلك يستخدم ضباط الشرطة والإستخبارات المخبرين من المدنيين، الذين اختاروا ايضاً ذلك الأسلوب ليصبحوا متطوعين في الجيش.

في ظل عدم جدوى الأحزاب التركية وجميع منصات الإعلام على المعارضة الحقيقية القادرة على إستيعاب معاناة واحتياجات الجماهير المناهضة لسياسات النظام الاردوغاني، أصبح موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” أو قاعة المحاضرات، هي المتنفس والنافذة على الأخبار التي لا يستطيع أحد تقنينه.

كان الرئيس “أردوغان” قد نوه مسبقاً، في خطاب خلال شهر كانون ثان/ديسمبر 2016، عن ضرورة “الإبلاغ عن الأشخاص المشتبه في تحركاتهم المعارضة للدولة، أينما كانوا لأن هذه ليست دور أجهزة الأمن وحدها”!!

ونتيجة تخلخل النظام القضائي التركي ايضاً وتكاثر أعداد المخلصين للنظام، أصبحت الرواية المعتادة والتي لا يُخجل منها، هي رواية “المخبر” أو الشخص الذي يبلغ عن المعارض، وهو ما تؤمنه الحكومة الأن بموجب قانون الطوارئ وبحجة أحداث العام الماضي.

مواطن يؤدى بزوجته

تروي “فاينانشال تايمز”، قصة سائق الشاحنات “علي دينك”، الذي يحتك دائماً مع زوجته في المناقشات السياسية، حيث كانت الزوجة دائماً تنتقد وتلعن أردوغان.. متحدثاً عن زوجته: “كنت أعود متعباً من العمل، لأتناول الطعام وأسمعها تلعن وتسب”، وفي أحد الليال، تكررت نفس الواقعة فهددها بالتسجيل لها وبالفعل سجل لها مقطع أثناء اهانة أردوغان، وعرضه على النائب العام، الذي بدوره اعتبر ذلك جريمة “ضد الزوجة” وانتهت برفعها قضية طلاق على زوجها وانتشار القصة سيئة المسعة في انحاء تركيا.

يقول “دينك”، في تصريحه للصحيفة الأميركية، انه لم يكن مدفوعاً بالغضب أو الإنتقام وإنما بحبه للرئيس التركي أردوغان، حيث رأت الصحيفة ان الزوج لم يرى انها فضيحة ان تعتقل زوجته السابقة بسبب شيئاً نطقته في خصوصية منزلها، مؤكداً على أن حرية التعبير مكفولة في تركيا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى.

ترى عالمة الأنثروبولوجيا – علوم الإنسان – “جيني وايت”، في رأيها للفاينانشال تايمز، أن “أردوغان على قدر ما تطول فترة حكمه.. على قدر ما يزرع داخل الناس فكرة انه “المخلص” وأن الأعداء الداخليين والخارجيين منكبون على تدمير الدولة، لذلك هناك مفاهيم مترسخة عند الأتراك حول الثقافة السياسية أن هناك “خونة” و”ابطال لا ينتظرون مقابل” مستعدون لتدميرهم في ظل قيادة “الزعيم الأكبر” الذي سيرشدهم في ذلك “الصراع”.

وهو ليس خطاب انقسامي يسير في اتجاه واحد، حيث أن العلمانيين أيضا “يصبون الإهانة” على النساء المحجبات ويعتبرون مؤيدي حزب العدالة والتنمية التركي من “الجهلة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب