وكالات – كتابات :
نشر موقع (ليست فيرس) مقالًا؛ لـ”غايد بيل”، توضح فيه أن شركة تسيطر على نحو: 20 تريليون دولار وتحرك جزءًا كبيرًا من الاقتصاد العالمي؛ ولا أحد يعرف مَنْ مُلاكها ولا مَنْ يقف وراءها؛ وليس هناك الكثيرمن المعلومات عنها على الإنترنت.
في البداية؛ يقول الكاتب إن هناك شركة كبيرة جدًّا لدرجة أنها تتحكم في أصول تساوي نصف الناتج المحلي الإجمالي لـ”أميركا”، ولكن بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، لم نتمكن من العثور على مالكيها الحقيقيين حتى بعد البحث عن ذلك على الإنترنت. وهذا ليس مفاجئًا بالنظر إلى ما اكتشفناه حولها.
إن هذه الشركة هي شركة (بلاك روك)، وتقوم بعمل جيد للغاية في إبعاد نفسها عنك، وهو ما يُفسر سبب عدم سماعك عنها من قبل. غير أنها ضخمة للغاية بصورة يصعب إخفاؤها، وفيما يلي 10 حقائق غامضة عنها وكيف يؤثر وجودها وأنشطتها فيك.
10 – تتحكم في تريليونات من الأصول..
كيف أصبحت (بلاك روك) أكبر مدير أصول في العالم ؟.. كم تريليونًا تعتقد أن (بلاك روك) تتحكم فيها ؟ ابتداءً من كانون ثان/يناير 2022، تُسيطر شركة (بلاك روك) على أصول بقيمة: 10 تريليونات دولار، وهذا الرقم آخذ في الإزدياد.
وتتحكم شركة (بلاك روك) بأموال أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لكل بلد في العالم، باستثناء “الولايات المتحدة” و”الصين”. ولو كانت دولة لأصبحت ثالث أغنى دولة في العالم.
وتأتي (فانغارد) في أعقاب (بلاك روك)، حيث يبلغ إجمالي أصولها: 08 تريليونات دولار. و(فانغارد) اسم غامض ومراوغ مثل: (بلاك روك)، وربما تكون لديها المزيد لإخفائه.
09 – لماذا لم تسمع بها من قبل ؟
إذا كانت شركة (بلاك روك) بهذا الحجم، فلماذا لم تسمع عنها ؟ – يتساءل التقرير -.. غالبًا ما تشغل البنوك الأميركية الكبيرة مثل: “جي. بي. مورغان تشيس” و”ويلز فارغو” و”سيتي غروب” الأخبار، على الرغم من أنها تُسيطر على أموال أقل.
والسبب هو أن الشركة لديها استثمارات ضخمة في شركات الإعلام الكبرى التي كانت ستبلغك بوجودها.
وتمتلك (بلاك روك) و(فانغارد) معًا حصصًا كبيرة في مجموعة (غراهام ميديا) غروب، التي تمتلك مجلتي (سلايت) و(فورين بوليسي). وتمتلك الشركتان ما بين: 10 و18%؛ من (سي. إن. إن) و(سي. بي. إس) و(فوكس) و(ديزني) و(كومكاست غانيت) و(سنكلير بروكاست غروب). وهذه الشركات الإعلامية عبارة عن تكتلات دولية لديها منافذ إعلامية كبرى عديدة تعمل تحتها.
وتمتلك “كومكاست”؛ (سكاي) و(إن. بي. سي) و(سي. إن. بي. سي) و(إم. إس. إن. بي. سي)، بينما تمتلك “ديزني”؛ (إيه. بي. سي) وموقع (ثيرتي فايف إيت) لاستطلاع الرأي. وتمتلك “غانيت” أكثر من: 250 صحيفة، منها (يو. إس. إيه. توداي)، وتمتلك “سنكلير بروكاست غروب”: 72% من القنوات المحلية في “أميركا”.
وهذه الاستثمارات الضخمة في التكتلات الإعلامية لا تمنع ظهور (بلاك روك) و(فانغارد) في الأخبار فحسب، بل تسمح لهما أيضًا بالتحكم فيها.
08 – الذراع الرابعة للحكومة الأميركية..
ألقى ظهور (كوفيد-19)؛ في عام 2020، بـ”الولايات المتحدة”؛ والاقتصاد العالمي في ركود معتدل.
وكالعادة، تدخلت الحكومة الأميركية و”الاحتياطي الفيدرالي” لإدخال سياسات نقدية لإعادة الأمور إلى طبيعتها في “أميركا”. لكن هذه المرة، أحضروا صديقًا معهم: هو (بلاك روك).
طلبت الحكومة الأميركية و”الاحتياطي الفيدرالي”؛ من شركة (بلاك روك) المساعدة في استقرار السوق المالية الأميركية. في الوقت نفسه، استخدمت الحكومة برنامج (بلاك روك) للوصول إلى البيانات المالية التي يحتاجونها. ومن الغريب أن “بنك كندا” و”الاتحاد الأوروبي” وظَّفا أيضًا (بلاك روك) لأغراض مماثلة.
وجعلت الصفقة “بنك كندا” و”الاتحاد الأوروبي” والحكومة الأميركية عملاء لـ (بلاك روك). كما أتاح ذلك لشركة (بلاك روك) الوصول إلى البيانات المالية البالغة السرية التي يمكن أن تستخدمها لمصلحتها الخاصة، مما دفع النقاد إلى تسميتها الذراع الرابعة للحكومة الأميركية. وقالت (بلاك روك)؛ إنها لن تُشارك البيانات مع نفسها.
07 – تمتلك أسهمًا في أعمال متنافسة..
المنافسة من سمات لـ”الولايات المتحدة” والرأسمالية، ووجود البدائل يُبقي الشركات على أهبة الاستعداد ويجبرها على تقديم سلع وخدمات أفضل. لكن هل نُسميها حقًّا منافسة عندما تكون الشركات المتنافسة مملوكة للأشخاص أنفسهم ؟
يُجيب التقرير أن الحديث هنا عن (بلاك روك) !. ونظرًا إلى أن الشركة نادرًا ما تفعل ذلك وحدها، فإننا نُضيف (فانغارد) و(ستيت ستيريت) إليها. وشركة (ستيت ستيريت غلوبال أدفايزرز)؛ هي مدير أصول آخر، لكنها حظيت بالذكر بسبب علاقاتها الوثيقة المريبة بشركتي (بلاك روك) و(فانغارد).
وتمتلك (بلاك روك) و(فانغارد) معًا ما يقرب من ثُلث الأسهم في “كوكا كولا”؛ ومنافستها الأساسية؛ “بيبسيكو”. وهما أيضًا أكبر المستثمرين في (بوينغ” و”إيرباص” و”إكسبيديا” و”سكايسكانر” و”بوكنغز دوت كوم” و”إير. بي. إن. بي” و”فيس بوك” و”آبل” و”مايكروسوفت”.
كذلك تمتلك (بلاك روك) و(فانغارد) و(ستيت ستريت)؛ أسهمًا في شركات الطيران المنافسة وشركات “النفط” والمصافي ومصانع الصلب وشركات التعدين ومواقع التجارة الإلكترونية وشركات بطاقات الائتمان وشركات التأمين وشركات التبغ وعمالقة السيارات ومصنعي الأسلحة وشركات الطاقة المتجددة وغيرها.
وبالنظر إلى أن (بلاك روك) و(فانغارد) و(ستيت ستريت) غالبًا ما يكونون المستثمرين الرئيسيين في أي شركات كبرى متنافسة، فهذا يجعلنا نتساءل عما إذا كانت هذه الشركات متنافسة حقًّا.
06 – تملك كل شركات الأدوية..
الرعاية الصحية الأميركية عبارة عن فوضى. وأسعار الأدوية آخذة في الارتفاع، والجميع يلوم شركات الأدوية الكبرى. استحوذ المستثمرون مثل: (بلاك روك) على غالبية الأسهم في كل شركات الأدوية تقريبًا. وتمتلك الشركات الثلاث الكبرى: (بلاك روك) و(فانغارد) و(ستيت ستريت)، أسهمًا في أكبر ثلاث شركات أدوية في “الولايات المتحدة”: “فايزر” و”جونسون إن جونسون” و”ميرك”.
وفي كل عام، تُجني (بلاك روك) و(فانغارد) و(ستيت ستريت) مليارات الدولارات من استثماراتهم الصيدلانية. وفي عام 2000، دفعت شركات الأدوية: 30 مليار دولار لمساهميها. وفي عام 2018، دفعوا: 146 مليار دولار.
من أين يأتي كل هذا العائد الإضافي ؟.. من جيوبنا بينما يتساءل الشخص العادي عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية.
وتستطيع (بلاك روك) و(فانغارد) و(ستيت ستريت) الإفلات من العقوبة من أساليب الاستثمار المثيرة للجدل هذه؛ لأنها قانونية تمامًا – طالما أن كل مستثمر يحتفظ بملكيته في كل شركة منافسة بنسبة أقل من: 10%.
05 – تتحكم بالفعل في 20 تريليون دولار..
ذكرنا أن (بلاك روك) تتحكم في أصول بقيمة: 10 تريليون دولار. ولكن المبلغ يمكن أن يكون ضعف هذا بفضل “علاء الدين”، وهو برنامج التحليل المالي الذي أنشأته شركة (بلاك روك).
وطرحت (بلاك روك) الإصدار الأول من “علاء الدين”؛ في عام 1993، لمساعدتها في مقارنة التغييرات في المخزون الذي كانت تُديره. وتطور “علاء الدين” بمرور الوقت؛ وهو حاليًا برنامج الإدارة المالية المفضل لدى عديد من الشركات الكبرى ومديري الأصول والشركات المتعددة الجنسيات، والذي تستخدمه للتحكم في أصول بقيمة: 20 تريليون دولار.
وهذا يُمثل: 10% من جميع الأصول المالية في العالم، أو أربعة أضعاف الأموال الموجودة في العالم. وعشرون تريليون دولار يُعد أعلى من الناتج المحلي الإجمالي لـ”الصين”؛ وتتساوى مع الناتج المحلي الإجمالي لـ”أميركا”. و(فانغارد) و(ستيت ستريت) مستخدمان رئيسان لبرنامج “علاء الدين”.
04 – الشركة السرية لا تخضع للرقابة والنُظم..
يتطلب القانون الأميركي من “وزارة الخزانة”؛ أن تولي اهتمامًا وثيقًا للبنوك التي تزيد أصولها على: 50 مليار دولار. وتتحكم (بلاك روك) في أصول أكثر بمئتي مرة من هذا المبلغ، ومع ذلك فإن الحكومة لا تكاد توليها أي اهتمام. لماذا ؟
يُجيب الكاتب: لقد أفلتت شركة (بلاك روك) من الناحية القانونية بالقليل من الإشراف؛ لأنها مدير أصول وليست بنكًا. ومع ذلك، هذا لا يُفسر سبب عدم قيام الحكومة بتوسيع القانون ليشمل مديري الأصول أو حتى إنشاء قانون منفصل لهم تمامًا.
وفي الواقع، برزت هذه القضية مرةً واحدة خلال جلسة استماع في “مجلس الشيوخ”، مما دفع السيناتور؛ “إليزابيث وارن”، إلى سؤال وزيرة الخزانة؛ “غانيت يلين”، إذا كانت (بلاك روك) لن تُشكل خطرًا على الاقتصاد الأميركي إذا فشلت.
وتهربت “يلين” بذكاء من السؤال، قائلة إن “مجلس مراقبة الاستقرار المالي”؛ (FSOC)، وهي المنظمة التي تُنظم البنوك التي تزيد أصولها على: 50 مليار دولار، حقق مع شركة (بلاك روك) وسيواصل التحقيق فيها. ولم تُعجب “إليزابيث” بالإجابة.
03 – تعمل خارج “الولايات المتحدة”..
تستثمر (بلاك روك) في عديد من البلدان الأخرى أيضًا. وأنشطتها فيها مُثيرة للجدل؛ كما هي في “الولايات المتحدة”. وتدخل الشركة في صداقة مع حكومة البلد ليكون لها اليد العليا في المنافسة، وتتجنب إشراف الحكومة وتستثمر في كل شيء.
وساعدت (بلاك روك)؛ الحكومة الكندية، في إنشاء “بنك البنية التحتية” الكندي لتمويل مشروعات البنية التحتية العامة والخاصة داخل “كندا”. وتعرَّض البنك لانتقادات لأن وجوده لا يُفيد سوى (بلاك روك).
وفي “المكسيك”، تتحكم (بلاك روك) في صناديق المعاشات التقاعدية في البلاد؛ واشترت أسهمًا في الطرق التي تحصِّل رسومًا والسجون والمستشفيات ومحطات الطاقة وخطوط الأنابيب في “المكسيك”.
وهذا لا يشمل العقود العديدة المُثيرة للجدل التي فازت بها في صناعة “النفط” الفائقة الربحية. وفي “أوروبا”، فازت (بلاك روك) بعقد لمساعدة “الاتحاد الأوروبي” في وضع قوانين مصرفية تُعزز الطاقة النظيفة.
وشابَ العقد تضارب المصالح نظرًا إلى أن (بلاك روك)؛ يمكن أن تضع قوانين مواتية من شأنها أن تُفيد الشركات التي تستثمر فيها. وردت (بلاك روك) قائلة إنها لن تُمرر أي معلومات حصلت عليها من إنشاء القانون إلى أجزاء أخرى من أعمالها.
02 – السبب وراء عدم قدرة الأميركيين على شراء منازل..
يقول التقرير أن أسعار المساكن شهدت ارتفاعًا سريعًا في “الولايات المتحدة”؛ خلال السنوات القليلة الماضية، وألقي باللوم على ارتفاع الأسعار. ولم يتعرض مديرو الأصول مثل؛ (بلاك روك)، لهذا اللوم.
وفي عام 2021، اشترت (بلاك روك) منازل متعددة، وفي بعض الأحيان، أحياء بأكملها، وحولتها إلى إيجارات. ولم يكن الأمر يتعلق بمباني شقق متعددة العائلات بُنيت للإيجار، بل ركزت على منازل الأسرة الواحدة وهي العقار المفضل لمشتري المنازل الأميركيين.
والنتيجة هي أن المنازل أصبحت باهظة الثمن، مما دفع العائلات إلى استئجار المنازل التي كانوا سيشترونها. لكن المشكلة الأكبر هي أن الزيادة المفاجئة في أسعار المنازل تُشجع المستثمرين على اقتراض الأموال لبناء منازل عائلية، والتي لن يكونوا قادرين على بيعها بسبب ارتفاع اسعارها. والنتيجة دائمًا هي فقاعة إسكان وركود.
01 – المالك المفاجيء ؟
أخيرًا، وصلنا إلى السؤال الكبير: من يملك (بلاك روك) ؟
يُجيب التقرير: يمتلك عديد من المستثمرين (بلاك روك)، والأربعة الأكبر هم: “فانغارد” و”كابيتال رريسيرش آند مانيغامنت” و”بلاك روك فاند أدفيزرز” و”ستيت ستريت”. و”فانغارد”؛ هي المساهم الأكبر في (بلاك روك)، تليها شركة “كابيتال رريسيرش أند مانيغمنت”، وهي شركة مراوغة بحد ذاتها. وتتبع كلتا الشركتين عن كثب شركة (بلاك روك فاند أدفيزرز)، وهي شركة قطاع خاص مملوكة لشركة (بلاك روك). الموقع الإلكتروني للشركتين واحد وكذلك الرئيس التنفيذي: “لاري فينك”.
وتأتي في المركز الرابع “ستيت ستريت”، ومن الغريب أن “فانغاارد”؛ هي أيضًا المساهم الأكبر في “ستيت ستريت”، وتمتلك (بلاك روك) ثاني أكبر عدد من الأسهم.
إذاً من يملك “فانغارد” ؟
بحسب التقرير: المعلومات الكاملة غير متوفرة؛ لأن “فانغارد” شركة مملوكة للقطاع الخاص. لا يجري تداولها في البورصة؛ مثل (بلاك روك) و(ستيت ستريت)، وهي مملوكة بنسبة: 100% لمستثمريها.
من هم هؤلاء المستثمرون ؟.. لا أحد يعرف، وصدق أو لا تصدق، لم يتمكن معدو التقرير من العثور على أي أسماء على الإنترنت. وهناك تطور حديث للغاية حيث تمتلك “فانغارد”؛ الآن: 10.3% من أسهم (تويتر)، مما أدى ببراعة إلى إخراج؛ “إيلون ماسك”، من موقع الصدارة، في الوقت الحالي.