خاص : ترجمة – محمد بناية :
في حوار خاص إلى صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية؛ قال “دهقاني فيروز آبادي”، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بلجنة الأمن القومي البرلمانية: “تجب قراءة زيارة، بن علوي، وزير الخارجية العُماني، إلى طهران من خلال ثلاثة أبعاد هي؛ العلاقات الثنائي، واستمرار جهود تجذير مقترح، (هرمز للسلام)، وأخيرًا الحد من التوتر الإيراني الغربي، لاسيما إيران والولايات المتحدة الأميركية”.
الزيارة الثالثة ورؤى جديدة..
قبل أشهر؛ تحدثت “وزارة الخارجية” العُمانية، عبر موقع (توتير): “عن جهود الحكومة العُمانية بالتعاون مع آخرين؛ للحد من تنامي وتيرة الصراع (الإيراني-الأميركي)”.
تلكم التغريدة التي آتى على ذكرها، “يوسف بن علوي”، في حديثه إلى صحيفة (الشرق الأوسط)، وفيها: “الحرب إذا اندلعت سوف تشمل العالم أجمع … وكلا الطرفين، الأميركي والإيراني، يفهم هذه الخطورة جيدًا”.
الآن؛ وبعد خمسة أشهر، وزيارة “واشنطن” قبل نحو أسبوع؛ تحوز زيارة “بن علوي” إلى “طهران”؛ في هذا التوقيت، أهمية بالغة.
يقول “فيروز آبادي”: “بعد الخلافات والصراعات انقسم كم كبير جدًا من العلاقات (التجارية-الاقتصادية)، (الإيرانية-الإماراتية)، بين قطر والكويت وعُمان، وعليه فإن العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتاريخية والأخوية الإيرانية مع سلطان عُمان في أفضل وأعلى مستوياتها”.
ولقد لعبت “سلطنة عُمان”، بالنظر إلى علاقاتها القوية مع “إيران” و”أميركا”، خلال الأعوام الماضية، دور الوسيط بين الطرفين، لاسيما في بعض المراحل الحساسة.
ومؤخرًا زار “بن علوي”، “طهران”، وهي الثالثة خلال العام الجاري، والتقى نظيره الإيراني، “محمد جواد ظريف”.
جدير بالذكر أن “عُمان” من الدول الخليجية المعدودة التي إرتبطت بعلاقات قوية وجيدة مع “إيران”، وطرح اسمها مرارًا كوسيط، وبخاصة في العلاقات “الإيرانية-الأميركية”، حتى أن الإيرانيين يتبنون نظرة إيجابية وبناءة تجاه “عُمان”.
وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية: “حتى الآن أبدت دول، قطر وعُمان والكويت، رد فعل إيجابي على مشروح (هرمز للسلام)، ناهيك عن الضوء الأخضر الإماراتي في المستقبل القريب. فلقد أدركت دول مثل: السعودية والإمارات والبحرين؛ بشكل جيد أنه لا يمكن تصور نهاية حرب الاستنزاف مع اليمن، وأن هذه الحرب قد تخلق مجالات بروز الصراعات والخلافات الكبرى سواءً على مستوى هذه الدول أو على مستوى المنطقة. وفي هذا الصدد أقتنعت هذه الدول بدور المحور (العبري-الأميركي) في اندلاع كل موجات الصراع بالمنطقة، وسوف يدركون لو ينظرون بشكل أعمق أن استمرار الوضع الراهن يتعارض والعقلانية السياسية”.
المفاوضات العُمانية لن تختلف عن الفرنسية..
زار وزير الخارجية العُماني، “واشنطن”، الأسبوع الماضي؛ والتقى نظيره الأميركي، “مايك بومبيو”، وتناولت المباحثات الحرب اليمنية والتقارير المتعلقة بالمفاوضات السرية لإنهاء الأزمة اليمنية.
يقول “دهقاني فيروز آبادي”: “بالتأكيد تطرقت المباحثات (الإيرانية-العُمانية) مسألة الصراع الإيراني مع الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، لكن تجدر الإشارة إلى مسألة وضوح حسن النية الإيرانية وسوء النية الأميركي وكذلك سلبية أوروبا … وأستبعد أن تذهب المباحثات (الإيرانية-العُمانية) أبعد من حدود المباحثات مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فأنا أعتقد أن الأخير تجاوز الكثير من الخطوط حتى الحمراء للقضاء على عدم الثقة بين إيران وأميركا، لكنه لم يحقق بالنهاية أي نجاح بسبب طبع، دونالد ترامب، الناقض للعهود”.
إيران لا تعاني مشكلة في تجديد العلاقات مع السعودية..
خلال لقاءه وزير الخارجية العُماني، “يوسف بن علوي”، أكد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إغتنام أي لقاء مع المسؤولين العُمانيين في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين، وقال: “إيران تعترف بأهمية تطوير العلاقات والتعاون مع دول الجوار وبخاصة عُمان.. وحاليًا ثمة تحرك جيد على مسار العلاقات الاقتصادية الثنائية، ونأمل إتخاذ المزيد من الخطوات على مسار تطوير وتوطيد العلاقات والتعاون الثنائي بين طهران ومسقط، خلال اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين في دورتها الثامنة عشر”.
وأكد “روحاني” على أنه لا بديل عن الأخوة والصداقة بين دول وشعوب المنطقة، وأردف: “يتعين على الجميع العمل لإنهاء الحرب اليمنية بأسرع وقت، وتوفير الاستقرار والأمن في ضوء مفاوضات السلام (اليمنية-اليمنية). يجب أن نتحرر من الماضي وأن ننظر إلى المستقبل ونعمل على حل مشاكل المنطقة بالتعاون. فلقد فشلت السياسات السعودية في سوريا والعراق ولبنان ونأمل أن تعمل المملكة على مراجعة سياساتها. والجمهورية الإيرانية لا تواجه أي مشكلة فيما يخص تطوير العلاقات مع دول الجوار وإعادة النظر في العلاقات السعودية”.