6 أبريل، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

دمه في رقبة من ؟ .. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة “عمر فاضل” شهيد البصرة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات : كتابات – بغداد :

أفادت مصادر طبية في مدينة “البصرة”، جنوبي العراق، الجمعة، بمقتل المتظاهر، “عمر فاضل”، بالرصاص في وسط المدينة، بحسب ما أكدته “وزارة الداخلية” العراقية، فيما تعرض ناشط في الحراك الاحتجاجي لمحاولة اغتيال في “بغداد”، كما قالت مصادر أمنية وطبية تحدثت لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقتل “فاضل” خلال صدامات بين متظاهرين و”قوات مكافحة الشغب”. ويكون “فاضل” بذلك المتظاهر الأول الذي يقتل منذ عودة التظاهرات الاحتجاجية في العراق، في الأول من تشرين أول/أكتوبر، في محاولة لإحياء الحركة الاحتجاجية التي قتل فيها، قبل عام نحو 600 متظاهر وأصيب 30 ألفًا بجروح.

وأعلنت “الداخلية”، في بيان، تشكيل “فريق تحقيق متخصص … منذ اللحظات الأولى التي وقع فيها حادث مقتل أحد المتظاهرين في محافظة البصرة، والذي تزامن مع إنطلاق تظاهرة في المدينة”.

وأكدت أن: “قواتها الأمنية ملتزمة حرفيًا بتوجيهات” رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، “عدم حمل السلاح أو استخدامه في التعامل مع المتظاهرين”.

ونشرت حسابات تابعة للمتظاهرين العراقيين من أصدقاء المتظاهر، “عمر فاضل”، صورًا تُظهر مقتنياته التي عثروا عليها في ملابسه، أثناء مرافقتهم له وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد تلقيه رصاصة، مساء الجمعة، خلال حملة أمنية شنتها قوات مشتركة على رأسها “مكافحة الشغب”.

وفي فيديو، تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يقف أحد أصدقاء “عمر”، إلى جانب جثته، وقد استخرج ما مقداره عشرون ألف دينار عراقي، إلى جانب هوية أحوال مدنية عراقية، متهمًا محافظ البصرة، “أسعد العيداني”، بتوجيه أوامر القمع، حيث شهدت المحافظة عشرات حالات الاستهداف بحق نشطاء وصحافيين ومتظاهرين دون أن يعلن المحافظ عن نتائج أي لجنة تحقيقية من التي يعلن تشكيلها بشكل مستمر.

ولاحقًا، صفّ زملاء “عمر” كل المقتنيات التي وجدوها في ملابسه والتقطوا لها صورة أخيرة، أظهرت نحو عشرين ألف دينار، ومنديلاً، وجهاز هاتف نقال.

ومنذ الليلة التي سبقت إنطلاق تظاهرات، 1 تشرين أول/أكتوبر 2019، دأبت منصات سياسية وولائية على ترويج سيناريوهات “مؤامرة” ضد المتظاهرين، تزعم فيها تلقيهم دعمًا ماليًا من دول متعددة، من بينها الدول الخليجية – باستثناء “قطر وعُمان” اللتان تحظيان بعلاقات متينة مع “إيران” – فيما تتهم منصات أخرى، المتظاهرين، بالتنسيق مع “الولايات المتحدة” وحتى “إسرائيل”.

ورغم أن تلك الحملات، كانت محط سخرية في غالب الأحيان، من قِبل المشاركين في التظاهرات، إلا أن مطلقي رواية “الدعم الدولي” استمروا بحملاتهم في ذلك السياق، حتى بعد عام على إنطلاق الاحتجاجات وسقوط أكثر من 600 قتيل، فيما بدا أن السلطات تبنت رسميًا تلك الحملات، كما في حديث قائد شرطة البصرة السابق، “رشيد فليح”.

وينشر المتظاهرون عادةً مقتنياتهم ويعلنون عن ملكياتهم، في حياتهم أو أحيانًا بعد وفاتهم، كما في الصورة التي نشرها أصدقاء “عمر فاضل”، في رد ضمني على الحملات التي يتعرضون لها.

وأظهر مقطع مرئي، المتظاهر “عمر فاضل”، قبل لحظات من مقتله، في محافظة “البصرة”، خلال التظاهرة التي شهدتها المحافظة، مساء اليوم الجمعة.

والتقطت الكاميرات صدفة المتظاهر، “عمر فاضل”، وسط جموع المتظاهرين، وهو ينادي زملاءه، بشأن الهجوم الذي تعرضوا له من قبل قوة أمنية.

وقالت مصادر محلية، في محافظة “البصرة”، إن قوة مسلحة هاجمت حشدًا من المتظاهرين كانوا يرومون العودة إلى “ساحة البحرية”، وهو مقر الاعتصام الرئيس في المحافظة منذ إنطلاق تظاهرات تشرين أول/أكتوبر 2019.

وأظهرت مشاهد مصورة؛ حشود المتظاهرين وهم يحاولون التفرق بعيدًا عن الرصاص.

وقال نشطاء في المحافظة لوكالة (ناس) الخبرية، إن: “المتظاهرين حاولوا العودة إلى ساحة اعتصامهم السلمي؛ بعد أن جرى حرق خيامهم وتفريقهم عنوة قبل أيام، إلا أنهم وُجهوا بحملة شرسة، لم تتوقف على منعهم من الوصول إلى الساحة، بل قام عناصر من القوات بملاحقة الشبان في الأزقة القريبة من ساحة البحرية، مستخدمين الهروات”.

مصدر أمني في المحافظة، قال إن: “القوات الأمنية تلقت أوامر بمنع إعادة تجمع المتظاهرين في ساحة البحرية، وحاولت تفريقهم، فيما تم تسجيل حالات محدودة لضرب المتظاهرين باستخدام الهروات”.

إلا أن متظاهرين كانوا ضمن الحشود، أكدوا على أن: “نيران الرصاص الحي إنطلقت بالفعل من جانب القوات الأمنية، وأصابت الشاب عمر فاضل”.

ولم تقتصر الحملة الأمنية العنيفة على استهداف المعتصمين، بل أكدت مصادر صحافية في المحافظة، إصابة مصور وكالة (رويترز)، “محمد الفرطوسي”، ومراسل وكالة (المربد)، “حيدر الموزاني”.

وتسجل “البصرة”، بشكل مستمر، مقتل شبان ونشطاء وإعلاميين، إلا أن أوساط السلطات هناك ترد باتهام “طرف ثالث يقود مؤامرة” بتلك الأحداث.

ورغم أن محافظ البصرة، “أسعد العيداني”، ورئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، وعدا في وقت سابق، بالكشف عن قتلة المتظاهرين والنشطاء، سيما ضحايا محافظة “البصرة”، وآخرهم الناشطة، “رهام يعقوب”، إلا أن 3 أشهر مرت دون أن تسفر التحقيقات عن شيء.

وأقرت “وزارة الداخلية”، الجمعة، بمقتل متظاهر في محافظة “البصرة”، فيما أكدت تشكيل فريق للتحقيق، متعهدة بمحاسبة المقصر.

والأحد، أطلقت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين في “البصرة”، كما شاهد صحافيون في (فرانس برس).

وتعرض عميد شرطة متقاعد، وهو ناشط في احتجاجات “بغداد”، للاغتيال الجمعة، بعدما اعترضه مجهولون يستقلون سيارة “بسلاح كاتم للصوت فيما كان بسيارته الخاصة”.

وشهد العراق، منذ عام، حركة احتجاجية غير مسبوقة بحجمها وعفويتها، طالب خلالها مئات آلاف العراقيين بتغيير كامل للطبقة السياسية ومحاربة الفساد والبطالة وتحسين الخدمات.

لكن زخم الحركة الاحتجاجية في البلاد تراجع، مطلع العام 2020، بفعل تفشي وباء (كوفيد-19) ووسط التوتر بين “واشنطن” و”طهران” على الأراضي العراقية.

وخنقت الحركة أيضًا تحت وطأة حملة خطف واغتيال ناشطين في “بغداد” وفي مدن جنوب العراق.

وتتهم “الأمم المتحدة”، “ميليشيات”، بأنها خلف عشرات عمليات الخطف والقتل، وقعت معظمها في الأسابيع الأخيرة جنوبًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب