19 أبريل، 2024 2:21 م
Search
Close this search box.

دليل تردي السوق الإيرانية .. إزدهار سوق “إصلاح القديم” في آتون الغلاء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لقد تغيرت سوق العمل.. كان قبلاً يعمل ترزي أما الآن فقد أصبح إصلاح الملابس القديمة. ورغم إزدهار العمل، لكنه غير سعيد.

يقول السيد “حبيب”: “إزدهار عملهم سببه فقر الناس، إصلاح القديم بدلاً من حياكة الجديد”.

توجد بمحل إصلاح الملابس، في مدينة “الري”، فاترينة زجاج ممتلئة بالملابس التي تحتاج إلى إصلاح. ويعلم أولئك الذين حظوا بتجربة الإقامة بإحدى الدول الأوروبية قلة مثل هذه المحلات هناك، وإذا ما إنقطع، على سبيل المثال، سحاب بنطالك فلا مناص من التخلي عنه واستبداله بآخر جديد؛ لأن تكلفة إصلاح الملابس أكبر من تكلفة شراء الجديد.

هذا الشيء الذي يُعرف، على سبيل السخرية، باسم “مصيدة الرأسمالية” للتحفيز على الشراء والمزيد من الاستهلاك. لكننا لا نتخلى عن ملابسنا بتلكم السهولة، ومؤكد أنك بحثت عن فنان إصلاح بالطو أو قميص أو جاكيت. لكن، وكما يقول مُصلح الملابس في مدينة “الري”: “إصلاح الملابس في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة حاليًا؛ إتخذ شكلاً جديدًا”. فقد كان لدى الكثير منهم طلبات حياكة بخلاف إصلاح القديم، لكن فجأة تحول الموضوع إلى بورصة كبيرة لإصلاح القديم. بحسب صحيفة (إيران) الحكومية.

الجميع يعاني !

يدير السيد “حبيب”؛ وشقيقه السيد “رسول”، المحل الممتليء بالملابس التي تحتاج للإصلاح. يسحب السيد، “حبيب”، بنطال أو إثنين من بين الملابس، ويقول: “أنظري إليها ! إنها مهلهلة، لا أعلم كيف أقوم بإصلاحها، لكن ما العمل ؟.. الكل يعاني؛ حال الجميع حاليًا أسوأ، ولذا يجلبون لنا المزيد من مثل هذه الملابس”.

يضيف شقيق السيد “حبيب”: “الجميع حاليًا يجلب ملابس للإصلاح. بالأمس أحضر أحدهم بنطال وقال: ذهبت أشتري آخر جديد ووجدت التكلفة 180 ألف طومان. وأصلحنا بنطاله الممزق. فالغلاء يزداد، لا سيما على الطبقات الضعيفة. في فترة ما تقولين لا أملك المال، لكن الأوضاع حاليًا صعبة”.

يستطرد السيد “حبيب”: “هل تظنين أننا سعداء حاليًا بإزدهار العمل ؟.. لا يا سيدتي. فقد كنت أصنع الملابس. لكن الإفلاس جعلنا نفتح محل إصلاح الملابس. وهذا العمل على الأقل يوفر لنا أجورنا. فنحصل يوميًا على 70/80 ألف طومان”.

فجأة يرفع السيد “رسول”، الذي كان مشغلاً بإصلاح جاكيت، رأسه ويضيف: “أعلمي سيدتي أن إصلاح الملابس ليس عملاً جيدًا، ولا يليق بنا لكننا أجبرنا على هذا العمل. كنا قبلاً نصنع البلوزات. كان الناس قديمًا يستبدلون الجواكيت كل عام والآن لا يستطيعون”. ويضيف: “هنا 36 محل، 20 منها لإصلاح الملابس”.

كل أنواع الملابس..

ثم تبدأ “ترانه بني يعقوب”، مراسل صحيفة (إيران) بطرح الأسئلة: هل تقبل كل أنواع الملابس التي تحتاج إلى إصلاح ؟

السيد “رسول”: نحن مضطرون، فهذا عملنا. يجب أن نتمكن بشكل ما من كسب المال. وبعض أولئك الذي يجلبون الملابس الممزقة؛ يقولون: قص أسفله. فلماذا تشتري بالنهاية ؟.. أليس لأجل الموضة ؟.. البنطال الضيق أصبح موضة، يرتدونه ويقطعونه باستمرار. لكن لو تبحثين عن الحقيقة، فإن معظم من يجلبون الملابس للإصلاح فقراء لا يستطيعون دفع تكلفة شراء الجديد.

الفجوة الطبقية كبيرة جدًا..

وتتساءل الصحيفة: ألا تحب عملك ؟..

السيد رسول: لا والله. كنا نعمل في الإنتاج والتصنيع، لكن الأموال أصبحت قليلة. أخبرونا أننا سوف نسوي بنهاية العام. حينها أعطونا شيك براتب 6 أشهر. قررنا أن نبدأ عملاً مستقلاً؛ وهكذا كان الحال.. الفجوة الطبقية في بلادنا كبيرة جدًا.

البعض يشتري الجديد باستمرار؛ والبعض الآخر يقوم بإصلاح الملابس.. قد يأتي شاب ومعه جاكيت ممزق ويقول متألمًا: أنا عاطل منذ أشهر. وماذا يفعل شابًا يرتدي جاكيت ممزق ؟.. أقوم أنا بإصلاحه لأجله. يخرج ألفين طومان بخجل ويقول: أعلم أن عملك يتكلف أكثر من ذلك، لكن ليس لدي المزيد.

يوميًا يأتي 5 أو 6 أشخاص من هذا النوع. هم يفهمون أنهم محتاجون ويجب أن نساعدهم في مثل هذه المواقف. ماذا عن سيدة بلا عائل ولا تستطيع شراء الملابس الجديد لأطفالها ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب