‎دعوات للعسكر بأن تكون أصواتهم للوطن وليس للحكومة    ‏

‎دعوات للعسكر بأن تكون أصواتهم للوطن وليس للحكومة    ‏

‎ وسط تحذيرات من عمليات تزوير ودعوات للقوى الامنية بالتصويت للعراق وليس للحكومة او للقيادة ‏العسكرية بدأت اليوم السبت عمليات التصويت الخاص في الانتخابات المحلية بمشاركة 650 الف ‏عسكري و50 الف مريض ومعتقل ومسجون.‏

 وتسود عمليات التصويت الخاص هذه التي تجري قبل اسبوع من التصويت العام في الانتخابات ‏المحلية التي سيشهدها العراق السبت المقبل بمشاركة 14 مليون ناخب مخاوف من ضغوط على ‏القوى الامنية بالتصويت لقائمة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي برغم تأكيده ‏في بيان صحافي “بأن تجري عملية الاقتراع الخاص لمنتسبي الاجهزة الامنية وقوات الجيش والشرطة ‏اليوم بأقصى درجات النزاهة والانضباط” .. مشددا على محاسبة اية جهة او شخص يحاول التأثير ‏على اصوات المقترعين في الانتخابات لصالح اية قائمة انتخابية او مرشح” .
واعتبرت قيادات سياسية ودينية عراقية في تصريحات وبيانات صحافية نجاح الانتخابات  ضمان لعدم ‏عودة الدكتاتورية مؤكدة على ضرورة اختيار الاكفأ والاكثر نزاهة وأمانة محذرة من عزوف الناخبين ‏عن التوجه الى صناديق الاقتراع “لان هذا سيمنح فرصة لاخرين حتى يذهبوا ويملآوا الصناديق ‏بأصواتهم القبيحة ويحدث الانقلاب السلس بدون عملية عسكرية” على حد قولهم. ‏

‏700 الف مقترع يصوتون بينهم 65 الف عسكري
‏ فقد بدأت صباح اليوم عمليات التصويت لمنتسبي القوات الامنية والجيش والشرطة والمعتقلين ‏والمسجونين بمشاركة 720443 مصوت يدلون بأصواتهم في 425 مركزا انتخابيا يضم 1845 ‏محطة اقتراع ومن بين هؤلاء المشاركين 651 الفا ينتمون الى القوات الامنية بعد استثناء محافظتي ‏الانبار ونينوى و55289 شخصا في المستشفيات موزعين على 109 مراكز انتخابية تضم 166 ‏محطة اقتراع. اما عدد ناخبي السجون فيبلغ 14154 موزعين على 12 مركز انتخابي تضم 34 ‏محطة أقتراع . ‏
وقد افتتحت المراكز الانتخابية الخاصة أبوابها أمام الناخبين في الساعة السابعة صباحاً (4 بتوثيت غ) ‏وينتهي التصويت في الساعة الخامسة (2 غ) من عصر اليوم نفسه.
وبحسب المفوضية العليا للانتخابات فإن عدد الكيانات والائتلافات التي ستشارك في الانتخابات المحلية ‏يبلغ 139 كياناً سياسياً فيما يبلغ عدد المرشحين 8275 مرشحاً.‏
وقد أعلنت قيادة عمليات بغداد عدم وجود حظر للتجوال اليوم السبت بمناسبة الإقتراع الخاص وقالت ‏‏”لايوجد حظر تجوال يوم الاقتراع الخاص السبت”.‏
وقد بأت الكيانات السياسية والمرشحون لانتخابات مجالس المحافظات حملاتهم الدعائية منذ الثاني من ‏الشهر الماضي من خلال نشر صور الدعاية الانتخابية وملصقاتها في الطرق والساحات العامة.  ‏
وتعاقدت مفوضية الانتخابات تعاقدت مع شركات اجنبية لتوريد المواد اللوجستية الخاصة بالعملية ‏الانتخابية، كالاختام والاحبار والقرطاسية والاكياس الآمنة وصلت تباعا الى المطارات الاربعة في ‏البصرة والنجف وبغداد وأربيل مؤخرا.‏

رئيس البرلمان : صوتكم للوطن وليس للحكومة او للعسكرية   ‏
‏ وقد خاطب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الناخبين من عناصر قوى الامن قائلا “انتم اليوم على ‏أعتاب المشاركة في واحدة من أهم الممارسات الديمقراطية التي تصوغون من خلالها مستقبل البلاد ‏وتقدمون للعالم أجمع صورة ناصعة تدل على وعيكم واهتمامكم بإيصال وطننا إلى بر الأمان ، ‏ومرحلة الازدهار المنشودة من خلال اختياركم لمن ترونه مناسباً ومن تعتقدونه الأجدر على تسنم ‏المهام والمسؤوليات وهذه مهمة كبرى ومسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل عراقي غيور على بلده”.‏
واضاف “إنكم اليوم تضعون ورقة الاقتراع باسمكم لا باسم جهازكم الذي تنتمون له ، وبالتالي فسيكون ‏اليوم هو يوم تلقي الأوامر الوطنية وليست الحكومية او العسكرية ، وستكونون مسؤولين أمام الله وأمام ‏الشعب على المشاركة وعدم التهاون فيها أولاً ، وعلى حسن الاختيار ثانياً ، وأملنا أن تكون الاستجابة ‏كبيرة ومعبرة عن حب الوطن وأهله”.‏
وقال “ان هذا النداء إنما أوجهه لكم  من واقع مسؤوليتي ممثلاً عن الإرادة الشعبية للأمة ونيابة عن ‏جميع اخواني اعضاء مجلس النواب العراقي وكلنا نرنو لليوم الذي يقود فيه الأصلاء الأكفاء البلد مهما ‏كان انتماءهم وعنوان ورقم قائمتهم ونتطلع إلى تحقيق حالة التكامل والاندماج من جديد ، لتبقى قواتنا ‏المسلحة الوطنية خيمة تظلل أبناء شعبنا ، وتمنحهم الإحساس بالأمان والاطمئنان ، ونحسب أن ‏معظمكم يمتلك الرغبة والقدرة على ذلك .. فلا تترددوا فيه”.‏

رئيس الوزراء يحذر من “سموم الدعايات”‏
اما رئيس الوزراء نوري المالكي فقد اكد على ان مجرد ذهاب الناخب العراقي الى صندوق الاقتراع ‏يعتبر نجاحا. واوضح ان ما يهم الجميع هو ان يحصل تنافس حقيقي وشفاف بين مختلف المرشحين ‏مشيرا الى ان الرقابة الشعبية هي اهم من كل انواع الرقابة فإذا كان مجلس النواب رقيبا على الحكومة ‏فان الشعب رقيب على الحكومة والبرلمان والجميع وان الشعب سيحسن لمن أحسن له ويعاقب من ‏قصر وتدنى أداءه .‏
ودعا الى المشاركة الواسعة في الانتخابات وقطع الطريق على محاولات تمزيق النسيج العراقي واثارة ‏الفتن الطائفية”. واشار الى محاولات من لم يسمهم تجنيد حتى “الشيطان للسيطرة على صناديق ‏الاقتراع  واعطاء العراق وجه البعث والتقسيم والجهات الخارجة عن القانون”. وحذر مما اسماها ‏سموم الدعايات التي تحاول عرقلة العملية الانتخابية وتحريفها واعتبر الانتخابات يوم “الجزاء ‏والعقاب للتجارب الانتخابية السابقة”.‏
ووجه المالكي انتقادا لبعض الحكومات المحلية في المحافظات لعدم قدرتها على تأمين الخدمات ‏وتوجيهها الاتهامات للحكومة المركزية مشددا على ضرورة تشكيل حكومات محلية تعتمد على إطار ‏الأغلبية السياسية. وقالإن “نجاح الانتخابات مهم جدا لبناء مستقبل البلاد” داعياً إلى “تشكيل حكومات ‏محلية تعتمد على إطار الأغلبية السياسية لتكون قادرة على تقديم الخدمات للأهالي”. وطالب  العراقيين ‏بـالمشاركة الفعالة في الانتخابات واختيار الأكفأ من اجل تحقيق الآمال والمنجزات في ملف الإعمار ‏والبناء”.‏
ولفت المالكي إلى أن “الانتخابات هي السمة الرئيسة التي تميز العراق بعد الديكتاتورية.” وحذر ‏الناخبين من التأثر بالتضليل وأجواء ملبدة بالدعاية والدعاية المضادة وعمليات الاستهداف المضاد ‏وقال ان اخطر عملية استهداف هي التي تريد المواطن ان لا يذهب الى صناديق الانتخابات ليخيفونه ‏حتى يذهبوا هم ويملآوا الصناديق بأصواتهم القبيحة ويحدث الانقلاب السلس بدون عملية عسكرية .‏
‏ ‏
مرجعية السيستاني : حسن الاختيار يمنع عودة الدكتاتورية ‏
ومن جهته دعا أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في ‏خطبة ‏صلاة الجمعة بكربلاء المواطنين الى المشاركة في الانتخابات و‏تفضيلها على الجلوس ‏والانتظار ..‏ وقال ان “الانتخابات هي واحدة من طرق رسم ‏السياسة العامة للبلد وهي تتناسب طرديا ‏مع وعي الناس وقدرتهم على التمييز ‏والتشخيص”.‏ وأضاف “كلما كانت المشاركة واسعة لكل ‏القطاعات فان النتائج تأتي بارادتها ‏واختياراتها وهو ما يجعل البلد في مأمن عن الاختراقات من جهة ‏وعودة الانظمة ‏الدكتاتورية من جهة اخرى” . ‏
وطالب المرشحين لعضوية مجالس المحافظة ان لايحولوا مقاعد مجلس المحافظات الى مصالح ‏شخصية وطالب جميع المرشحين الذين لا يستطيعون خدمة المواطنين الى تقديم استقالتهم. واضاف ‏ان” الانتخابات تحتاج الى مشاركة واسعة وقدرة في تمييز الاشخاص وان الناخب مسؤول عنها ‏مسؤولية مباشرة وهذه الخيارات قد تصيب وقد تخطيء وهذا غير مبرر لان الانسان يمتثل بهذا ‏الجانب ولابد عليه ان يسعى الى رسم مايريد في الانتخابات لانها جزء من المواطن “.‏
‏ ‏
‏  ‏
‏ ‏
رئيس التحالف الشيعي يدعو لانتخاب الاكفأ ‏
وشدد رئيس التحالف الوطني “الشيعي” إبراهيم الجعفريّ على أنَّ موسم الانتخابات من شأنه أن ‏يقضي على المُفسِدين من خلال انتخاب الكفوء، والنزيه، والأمين على مُقدَّرات الشعب ليحلَّ محلَّه، ‏ويعمل على توظيف ميزانية العراق بالصورة الصحيحة ويساهم في رفع مستوى الخدمات بالمحافظة، ‏مُعلّلاً بأنَّ عدم المشاركة في الانتخابات يعني الإبقاء على الفاسد في منصبه. واكد على ضرورة أن ‏يأخذ الناخب دوره في التحرِّي عن المُرشَّح الأكفأ وتجسيد مسؤوليته الوطنية؛ لأنَّ الانتخابات ستحدِّد ‏مستقبل العراق للأربع سنوات المُقبِلة.‏

لجنة الامن والدفاع الامنية : سنحاسب المتورطين بالترويج لحزب معين
ومن جهتها أكدت لجنة الامن والدفاع النيابية انها ستحاسب اي ضابط او منتسب في الجيش او ‏الشرطة يثبت تورطه بقضايا ترويج لدعم كتلة او حزب معين في التصويت الخاص وقال عضو اللجنة ‏حاكم الزاملي في تصريح صحفي “لقد وردتنا شكاوى ومخاوف بان هناك من يحاول ان يروج او يجير ‏الانتخابات الخاصة بمنتسبي الاجهزة الامنية والجيش لجهة او حزب معين”. واضاف ان “قضية ‏الانتخابات كبيرة وتحتاج الى ان يكون هناك شفافية، لذا طالبنا الاجهزة الامنية بعدم الاعتداء على ‏المراكز الانتخابية وموظفيها او تخويفهم، وسنراقب السجل الانتخابي الخاص بالسجل العام، وفي حال ‏وجود من ينتخب مرتين سنطعن بذلك ونحاسب من يقوم بهذه العملية”.‏
‏ ‏
وسيجري التصويت الخاص اليوم في 12 محافظة من المحافظات الاثنتي عشرة التي تتشكل منها ‏البلاد اداريا حيثت تنفذ باستثناء محافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك ومحافظتي ‏ونينوى والانبار التي قررت الحكومة تأجيل الانتخابات فيهما الى الشهر المقبل بشكل مبدأي وكذلك ‏كركوك بسبب الخلافات بين مكوناتها. ‏
‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة