دعوات للانتقال بالمسرح العراقي من النخبة الى الناس بعيدا عن “التجاري”

دعوات للانتقال بالمسرح العراقي من النخبة الى الناس بعيدا عن “التجاري”

ينتقد الأكاديميون المتخصصون في المسرح في العراق ما يصفونه بالمسرح التجاري قائلين ‘نه لا يهدف إلا لتحقيق الربح المادي ويفسد ذوق المشاهدين. وازدهر المسرح الجماهيري الذي يتناول مشاكل الحياة اليومية في إطار فكاهي في بغداد خلال عقد الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين .. لكن النقد السياسي كان محظورا تماما آنذاك وكانت كل الأنشطة الفنية تخضع لرقابة صارمة وكان الممثلون يعملون برواتب في إحدى وزارات الحكومة.

لكن الرقابة الحكومية لم تعد موجودة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأصبحت معظم الأعمال الفنية تتناول العنف الذي أمسك بخناق العراق.

وترى الممثلة العراقية ميلاد سري أن الجمهور بات يضيق ذرعا بهذا الموضوع وأصبح يحتاج الى الترفيه. وقالت “الأعمال الكوميدية مطلوبة لأن الناس ملت من القتل والسلب والقهر والضيم. لكن هناك مفردات ما حلوة (غير لائقة) من بعض الفنانين يتفوهون بها. نحن لا نقول فنان وفنان وفنان. لا.. نحن نطلقها على التجاري اللي سمي بالتجاري والذي هو جماهيري طبعا. ليس هناك نفردة أنه فلان خرج عن النص وتعدى.. لا.. إنما هناك نص وهناك كاتب وهناك ممثل محترف. نحن نقول الكوميديا مطلوبة لكن بالشكل الجيد وليس بالإساءة.”

ولم ينج من أعمال العنف في بغداد سوى المسرح الوطني الذي تقدم فيه حاليا معظم العروض المسرحية.

وذكر الممثل والمخرج العراقي حيدر منعثر أن المسرح يجب أن يتوجه بموضوعاته وأسلوبه إلى كل شرائح الجمهور لا إلى النخبة المثقفة وحدها مشددا على أن المسرح الجماهيري ليس بالضرورة تجاريا.

وقال منعثر “للأسف هناك البعض يريد أن يخندق المسرح بعدد من المشاهدين لا يتعدى المئة متفرج وهولاء يحضرون إلى المسرح دائماً وأبدا وهم متكررون في كل العروض النخبوية. لا.. القضية تختلف. نحن عرفنا المسرح أنه مسرح للناس ولكل الناس وإذا أردنا أن نحقق قاعدة جماهيرية لمسرح متطور مع تطور الناس وبحضور الناس علينا أن نذهب إلى مواضيع تهم الناس ونقدمها حتى لو كانت بشكل كوميدي.”

وأصبح كتاب المسرح والسينما في العراق بعد سقوط نظام صدام يتمتعون بحرية واسعة النطاق في اختيار موضوعات أعمالهم ومنها ما كان محظورا في العهد السابق مثل انتقاد الحكومة والمسؤولين.

ةقال منعثر “نحن فرحون بهامش الحرية المتاح الآن في العراق في تقديم القضايا التي تخص الفكر والمواضيع والاتجاهات. ولكن يبقى الرقيب الفني والجمالي مهم جداً لتصحيح المسار ولكي نستطيع أن نخلق ذائقة بالتلقي مختلفة تماما.. فيها جمال وفيها تنوع وفيها دهشهة وفيها أيضا مقترح للحياة التي نريد.”

لكن فاضل خليل الأستاذ بقسم الفنون المسرحية في كليه الفنون الجميلة في بغداد يصر على أن المسرح العراقي حاليا أصبح “فعاليات” ذات سمة تحارية. وقال “هذا ليس مسرحاً.. هذه فعاليات قد تسيء لمرتاديها من خلال ما تطرحه من أفكار وكلمات وحالات نابية. يعني أنا لم أفقه مسرح يستعين بمطرب أو مطربة أو براقص أو راقصة.”

وأضاف “الآن أصبح الحال هو عبارة عن تجارة. هم يقولون مسرح.. هو ليس مسرح كما كررت أكثر من مرة.. إنما هو فعالية يبغون منها الربح فقط ويعتقدون أن بغداد التي هي الآن خاملة بلا حراك ليلي أنهم حركوا الليل في بغداد. نحن كمختصين نعتقد أن بغداد تظل ساكنه أفضل مما تتحرك على هذا المستوى الذي لا يليق.”

وفر العديد من فناني المسرح العراقيين إلى سوريا والاردن هربا من أعمال العنف التي أعقبت الغزو.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة