دعوات أصولية لمحاكمة الوزير المستقيل .. “سليماني” كلمة السر في استقالة “ظريف” !

دعوات أصولية لمحاكمة الوزير المستقيل .. “سليماني” كلمة السر في استقالة “ظريف” !

خاص : كتب – محمد بناية :

قدم الدكتور “محمد جواد ظريف”، استقالته من منصبه كوزير للخارجية الإيرانية، بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري، “بشار الأسد”، إلى “إيران” ولقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين.

وقد أثارت، هذه الاستقالة، عددًا من ردود الفعل الداخلية المتباينة، ووصلت إلى مرحلة المطالبة بمثول “ظريف” أمام القضاء. وعزا مصدر مطلع بـ”وزارة الخارجية” سبب الاستقالة إلى “إنعدام التنسيق داخل مؤسسة الرئاسة، وعدم دعوة ظريف للقاء الرئيس السوري، بشار الأسد”.

وأضاف، بحسب وكالة أنباء (فارس): “بسبب حساسيته أحيانًا يتخذ قرارات إنفعالية ثم يشعر بالاستياء بعد ذلك. ومن منطلق معرفتي بالسيد ظريف؛ أتوقع أن يعود في استقالته”.

وتطرق المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى تنامي الخلافات مؤخرًا بين السيد “ظريف” والرئيس، “حسن روحاني”، لا سيما في اجتماعات أعضاء الحكومة، وتصاعد الخلافات بين الطرفين هو سبب هذا القرار الإنفعالي.

في المقابل؛ نفى “أحمد أمیر آبادي فراهاني”، النائب البرلماني عن “قم”، العلاقة بين استقالة “ظريف” وما وصفه، بـ”جبهة المقاومة”، ووصف الإدعاءات التي تعزو استقالة “ظريف” إلى عدم التنسيق داخل الأجهزة الحكومية، (يقصد الخلاف بين “ظريف” و”سليماني”)، بـ”الواهية”.

القيادة عكس السير..

وقد أبدت وسائل الإعلام الأصولية سعادة غامرة باستقالة وزير الخارجية، ونشرت وكالة أنباء (فارس) كاريكاتيرًا يجعل من “جواد ظريف” عصا، “فتيس”، يقف على الرمز (R)، ويشير هذا الحرف إلى كلمة (Reverse)؛ التي تعني “القيادة عكس السير”.

ووصف كاريكاتير الوكالة الإيرانية الأصولية، الاستقالة، بالـ”شو السياسي” الذي يهدف للحصول على المزيد من الصلاحيات أو الضغط بغرض تمرير اتفاقية (fatf)؛ أو هي من قبيل الفرار البطولي من نتائج “الاتفاق النووي” المحكوم بالفشل.

وتساءلت (فارس): كيف يشكو ويستقيل في ظل الأجواء المعيشية الصعبة للشعب الإيراني في آتون الحرب الاقتصادية الأميركية ؟..

كذا وصف، بيان “لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية” بالبرلمان، الاستقالة في الوقت الراهن بالـ”خطوة الخاطئة”، والتي لا تخدم المصالح الوطنية. وعزا سبب الاستقالة إلى الخلافات بين “ظريف” والرئيس، “روحاني”.

وقال الأصولي، “حشمت‌ الله  فلاحت ‌پیشه”، رئيس اللجنة، في حوار إلى وكالة أنباء (شفقنا): “في رأيي استقالة ظريف لن تجعل منه بطلاً”. وأردف: “وقع تيار الأمل مع عدد كبير من نواب البرلمان على رسالة تطالب الرئيس الإيراني بعدم قبول استقالة ظريف، لكن في المقابل يعارض نواب التيار الأصولي هذه المسألة”.

كذلك نشر موقع (رجا نيوز)، المقرب من “جبهة الثبات” الأصولية المتشددة، مقالة، (لا تحمل اسم)، تعليقًا على استقالة “ظريف”، دعا خلالها إلى منع وزير الخارجية المستقيل من السفر وتقديمه إلى المحاكمة، وفيها: “أبتليت البلاد بالميراث السيء للاتفاق النووي، والتعنت فيما يتعلق بالصناعات النووية الإيرانية، وضغوط العداء الناجمة عن ممارسات ظريف السلبية والمحادثات والمساومات. فهل من المتوقع منع هكذا شخص من السفر على خلفية مواقفه المعادية للأمن القومي ؟.. ألا يجب تقديم أمثال هؤلاء للمحاكمة للتعليق على إتلاف الاستثمارات الوطنية وأعمار الشباب الإيراني بشعارات واهية مقل الحد من الصراع، والمفاوضات ؟”.

الفرار من المسؤولية..

في المقابل؛ أثنى “محمد رضا عارف”، رئيس “كتلة الأمل” بالبرلمان الإيراني، على شخص “ظريف”؛ وقال: “يمكنني بجرأة القول إن وجوده على رأس الجهاز الدبلوماسي الإيراني كان سببًا في إرتقاء السياسة الخارجية الإيرانية على الصعيد الدولي”. وانتقد مساعي البعض لإنتقاص من قدرات وزير الخارجية، قائلاً: “من يسعون إلى ذلك؛ إنما يعملون على إضعاف مكانة الجمهورية الإيرانية على الصعيد الدولي”.

ودعا، رئيس الجمهورية، إلى التمسك بالدكتور “ظريف” والحيلولة دون انسحاب استثمار قيم مثل “ظريف” من الحكومة.

ودعا بيان كتلة “نواب الولاية المستقلة” إلى بقاء الدكتور “محمد جواد ظريف” بمنصبه كوزير للخارجية، وجاء فيه: “إرتكبت حكومة السيد روحاني خطأين إستراتيجيين، الأول: استهلاك جزء كبير من طاقة الحكومة على التفاوض مع أوروبا وأميركا. ثانيًا: مساعي الحكومة لتعويض مليارات الدولارات على حروبها بالوكالة في سوريا والعراق عبر الأجهزة الدبلوماسية. وحيال هذه الأخطاء كان على الحكومة، والسيد ظريف تحديدًا، أحد طريقين إما طريق العزة وإصلاح أخطاء الماضي، أو الفرار من المسؤولية”.

ويرى أعضاء “كتلة الولاية” أن الفرار من المسؤولية بحجة إحتدام الخلافات بين الرئيس والسيد “ظريف”، أو ضغوط المعارضة إنما يتعارض والكرامة، ولذلك يتعين بقاء “ظريف” وعدم ترك “روحاني”، الذي يفتقر إلى الخبرة السياسية بمفرده.

على صعيد متصل؛ تقدم عدد من الدبلوماسيين والإداريين بالخارجية الإيرانية باستقالتهم تضامنًا مع استقالة الوزير، “محمد جواد ظريف”، الذي أعرب عن أمله في سحب هذه الاستقالات الجماعية، وقال بحسب موقع (راديو زمان) المعارض: “أوصي جميع الأخوة والأخوات الأعزاء بوزارة الخارجية إلى القيام بدورهم بكل قوة والترفع بشدة عن هكذا إجراء”.

كما تأثر سوق الأوراق المالية بقرار استقالة وزير الخارجية الإيراني، حيث بدأت مؤشرات البورصة تعاملاتها الصباحية، الثلاثاء، على تراجع بنحو 1300 نقطة؛ وإزدادت مؤشرات التراجع تدريجيًا. وقد انخفضت جميع المؤشرات الأساسية في سوق الاستثمار.

ومما لا شك فيه أن “محمد جواد ظريف” هو واحد من أفضل وزراء خارجية لـ”الجمهورية الإيرانية”، ومن المتوقع أن يترك، بانسحابه” فراغًا كبيرًا في جهاز الدبلوماسية الإيرانية، لاسيما فيما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية مع الغرب، والدور الإيراني الإقليمي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة