7 أبريل، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

دعم مالي للحوزة .. بعد إنهيار السياحة الدينية في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

هدأت مظاهرات “احتجاج البنزين” الإيرانية، تشرين ثان/نوفمبر الماضي، على وقع وفاة خمس إصابات بالإنفلونزا، هكذا أعلن النظام الإيراني سبب الوفاة. لكن التقارير الإخبارية أثبتت، بعد ذلك، تكتم “حسين طائب”، رئيس جهاز مخابرات “الحرس الثوري”؛ على انتشار فيروس “كورونا” خوفًا من تراجع نسب المشاركة الشعبية في مراسم الاحتفال بذكرى انتصار الثورة ثم الانتخابات البرلمانية.

لكن؛ وما تفاقم من حدة الأزمة رفض “طائب” الاستجابة لدعوات فرض الحجر الصحي على مدينة “قُم”؛ وغلق “مقام المعصومة”، وغيرها من المزارات، نظرًا لما تمتع به المدينة من مكانة دينية في العالم، كما أنها محصنة ضد الأوبئة بسبب المناعة الإلهية، كما يُروج “الملالي” في “إيران”.

بدوره؛ عارض المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، والمؤسسة الدينية التي يديرها؛ التوصيات الطبية ودعوات إقامة محاجر صحية في “قُم”، بل إنه تمادى إلى حدّ تشجيع الناس على زيارة حرم “فاطمة المعصومة” المحلي والصلاة لشفاء المرضى بأعجوبة. لكن المسألة لا تقتصر فقط على المكانة الدينية للمدينة، ولكن الأهم النذور وعوائد السياحة الدينية التي تُمثل أحد أهم الروافد المالية للمدينة.

الصورة الأسطورية لمدينة “قُم”..

يقول الباحث الأميركي من أصل إيراني في معهد “واشنطن”، “مهدي خلجي”: “كانت الصفة الدينية التي تتمتع بها المدينة، (عُش آل محمد ومأوى شيعتهم)، تهدف إلى طمأنة المؤمنين في جميع أنحاء العالم؛ بأنها محصنة ضد الأوبئة وغيرها من الكوارث. وبالفعل، يبدو أن إقتناع الشيعة بمناعة (قُم) ضدّ الكارثة راسخًا بقدر إيمان المسلمين الأوسع بمكة المكرمة والمدينة المنورة”.

ويقينًا تعرضت “قُم” للدمار مرارًا وتكرارًا.. غير أن قدرتها على الصمود والنهوض من جديد لم تُسهم سوى في ترسيخ صورتها الأسطورية في أذهان المؤمنين – وهي قناعة لا تُنبع أصولها من تفاني المصلّين الفرديين فحسب، بل من شبكة معقدة من الثيولوجيا والمؤسسات الاجتماعية والموارد المالية، وكذلك علاقات القوى السياسية التي يعيشون فيها.

تأخر النظام في الاستجابة للتوصيات الطبية..

الآن ومع تعاظم المشكلة وتحت وطأة الضغوط؛ تم إلغاء صلاة الجمعة، كما أعلنت “وزارة الداخلية” الإيرانية مؤخرًا عزمها إغلاق “حرم المعصومة” و”مسجد جمكران” وغيرها من البقاع المباركة سريعًا بموجب توصيات “وزارة الصحة” ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة “كورونا”.

كذلك أعلنت إدارة “حرم الإمام الرضا”، في “مشهد”، إغلاق الحرم والمزارات مدة ثلاثة أيام بغرض التنظيف للوقاية من فيروس “كورونا”. كما أعلنت إدارة الحرم إمتناعها عن استقبال الزوار أثناء إجازة “النيروز”. كما ساهم انتشار فيروس “كورونا”، بخلاف المظاهرات الشعبية ضد الفساد، في تداعي سياحة “العتبات المقدسة”، في “العراق”، وخاصة في “النجف” و”كربلاء”؛ التي يأتيها سنويًا أكثر من 10 ملايين زائر، وهو ما يعني خسائر بالمليارات للبلدين.

عوائد مشهد من النذور..

حرم “الإمام الرضا”، (ثامن الأئمة في المذهب الإثنا عشري)، بمدينة “مشهد”؛ هو أحد أهم المزارات الدينية في “إيران”، ويستقبل سنويًا آلاف الزوار من مختلف الجنسيات.

وحثت صحيفة (خراسان) الجميع على عدم السفر إلى “مشهد”، معلنةً إلغاء مراسم الاحتفال بالسنة الجديدة التي تُعقد سنويًا في مرقد “الإمام الرضا”. كما أعلن مكتب المرشد الإيراني إلغاء خطبة، آية الله “علي خامنئي”، في اليوم الأول من “أعياد النيروز” بخلاف المعتاد.

وبالتالي سوف تخسر إدارة الحرم، (إذا استمر التعطيل)، أحد أهم الروافد المالية المتمثلة في النذور وعوائد السياحة الدينية، حيث تستقبل المدينة سنويًا أكثر من 30 مليون زائر. ولن تقتصر التبعات على خلو الفنادق والمعالم الدينية من زوارها، وإنما ستطال عشرات آلاف الموظفين والعمال الذين سيفقدون عملهم.

مع هذا لن تتأثر المدينة بشكل كبير لأنها تضم أكبر مجموعة وقف في “إيران”، وهي تُعتبر من كبريات المؤسسات الاقتصادية بالبلاد. وتُدير “القدس الرضوية” عددًا كبيرًا من الشركات والمؤسسات المالية. وكان قائد الثورة، آية الله “روح الله الخميني”، قد أصدر قرارًا بإعفاء هذه المؤسسات من دفع الضرائب.

5 مليون طومان دعم للطلاب ورجال الدين في “قُم”..

تُعتبر “قُم” من أهم المراكز العلمية والثقافية الشيعية في العالم، وتحوي العديد من الحوزات العلمية، بالإضافة إلى مكاتب مراجع الدين المعنية بمعالجة الشؤون الدينية والإجابة العلمية عن المسائل والشبهات المطروحة.

وتُعد السياحة الدينية أهم سبب في اقتصاد “قُم”، وذلك بسبب وجود “حرم فاطمة بنت الإمام”، (موسى الكاظم)، المعروف باسم “حرم المعصومة” و”مسجد جمكران”؛ وغيرها من المزارات، حيث تستقبل المدينة على مدار العام أعداد كبيرة من الزوار بمختلف الجنسيات.

ولذلك أعلن آية الله “علي رضا أعرافي”، رئيس الحوزة العلمية: “ضخ مساعدات بقيمة 5 مليون طومان للطلاب ورجال الدين بالحوزة في مواجهة فيروس (كورونا)”، حسبما ذكر موقع (إيران ما)، المحسوب على جبهة “مجاهدي خلق”.

في وقت تداولت فيه وسائل الإعلام تغريدة وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، بشأن طلب “إيران” إلى “صندوق النقد الدولي”، “تمويلًا طارئًا”، لمكافحة تفشي فيروس “كورونا” في البلاد.

شبكة الإنتهازيين..

شكا الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، من شبكة المستفيدين من آلام الإيرانيين، دون تحديد جهة بعينها، لكن تقارير إعلامية وجهت أصابع الاتهام إلى مؤسسة “ستاد” و”الحرس الثوري”.

حيث تحولت “ستاد”، خلال السنوات الأخيرة، إلى عملاق تجارة الأدوية. كما نشر موقع (قاصدان آزادي) فيديو مصور بعنوان “إنتهازية الحرس الثوري في أزمة كورونا”. يصور الفيديو اشتباكات المواطنين بمدينة “چوار”، بمحافظة “إيلام” وملاك حدائق “ششدار” مع عناصر “الحرس الثوري”، التي تريد الاستيلاء على أراضي المواطنين بحجة بناء المزيد من الثكنات العسكرية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب