خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :
نشرت صحيفة “معاريف” العبرية مقالاً للمحلل الإسرائيلي “جاكي حوغي” تناول فيه استعداد إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء تقرير المصير, وأجواء التوتر التي تسود المنطقة كما تحدث عن موقف إسرائيل المؤيد للأكراد.
“بارزاني” لن يُعلن الاستقلال قريباً..
في البداية يوضح “حوغي” قائلاً: “يعيش إقليم كردستان العراق حالة من الدراما السياسية استعداداً لإجراء استفتاء تقرير المصير في الـ25 من أيلول/سبتمبر 2017. وإذا تم الاستفتاء في موعده فإنه سيحظى بموافقة الأغلبية التي تمنح “مسعود بارزاني” الحق في الإعلان عن قيام دولة كردية مستقلة, لكنه لن يُقدم على تلك الخطوة حالياً وإنما في فترة لاحقة. وبإجراء الاستفتاء سيقدم الأكراد – الذين تعرضوا للمذابح والقتل بغاز الخردل في عهد “صدام حسين” – درساً للبشرية في كيفية إصلاح الخطأ التاريخي, وسيُظهرون لأنصار الطاغية الغابر أن نسبة الـ90% وما فوقها يمكن تحقيقها بأسلوب ديمقراطي نزيه دون الحاجة إلى التزوير”.
ضغوط لمنع إجراء الاستفتاء..
يضيف الكاتب الإسرائيلي أن “مسعود بارزاني” يتعرض الآن لضغوط شديدة من أجل إرجاء الاستفتاء, لأن “تركيا أردوغان” تخشى من استفاقة التطلعات القومية لدى مواطنيها الأكراد, لذا فإنها تطالب “بارزاني” بعدم إجراء الاستفتاء, وتلمح باستخدام القوة ضده. أما الإدارة الأميركية التي دعمت الأكراد وتقيم علاقات وطيدة معهم, فإنها تنظر بعين الحسرة وهي ترى التجربة العراقية – منذ إسقاط “صدام” والسعي لتطبيق الديمقراطية في العراق – تنتهي بتقسيم العراق إلى دويلات. فيما تشعر الحكومة العراقية بالغضب لأنها تعتبر استفتاء إقليم كردستان خطوة نحو الانفصال. وكان رئيس الحكومة “حيدر العبادي” قد حرم قادة الإقليم من حصتهم في الميزانية السنوية, لأنهم يرفضون إطلاع بغداد على دخلهم من النفط الموجود لديهم. وكانت مصادر في بغداد قد أفادت, هذا الاسبوع, أن “بارزاني” يبحث إمكانية إرجاء الاستفتاء إلا أنه نفى ذلك مؤكداً على أنه سيجرى في موعده المُحدد.
يرى “حوغي” أن تطورات كثيرة قد تحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة, فهناك محللون عراقيون يقولون إن “بارزاني” يُصر على إجراء الاستفتاء كنوع من المناورة فقط, وإنما الهدف هو إنهاء المقاطعة المالية. والقول الأرجح هو أنه حتى لو تم إجراء الاستفتاء فلن يُقدم “بارزاني” على إعلان الاستقلال خوفاً من أن يثير غضب الدول المجاورة. لكنه سيُبقي موعد إعلان الاستقلال كأداة ضغط يلوح بها في الوقت المناسب.
إسرائيل تدعم الأكراد..
يؤكد الكاتب على أن إسرائيل لا يمكنها إلتزام الصمت حيال الاستفتاء المُنتظر, وهي تدلي بدلوها ضمن الجدل الدولي حول القضية الكردية. وتسعى إسرائيل جاهدة لتعزيز مكانة “مسعود بارزاني” لأن من مصلحتها أن يكون لها أصدقاء في تلك المنطقة المُضطربة من الشرق الأوسط, التي تُحاك فيها المؤامرات ضد الدولة العبرية. ولكن السبب الرئيس لاهتمام إسرائيل بالأكراد يرجع إلى النفط الذي يصدره “بارزاني” لها بجودة عالية وثمن زهيد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قد أعلن مؤخراً, في حديث مع أحد أعضاء الكونغرس الأميركي, أن من حق الأكراد الحصول على الاستقلال, ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يعرب فيها “نتنياهو” عن دعمه لـ”مسعود بارزاني”. كما أن زعيم حزب (يوجد مستقبل) “يائير لبيد” قد ألمح بتأييده للأكراد قبل شهر تقريباً خلال هجومه على الرئيس التركي “أردوغان”, حيث دعا إلى دعم الأكراد لإقامة دولتهم المستقلة.
وتبدو مثل هذه التصريحات مألوفة وعادية لدى الإسرائيليين الذين تربوا على حب الأكراد بسبب الصداقة القديمة, كما أن الأكراد يجدون في اليهود الأسوة الحسنة. لكن المسؤولين في بغداد – التي تشهد ثورة سياسية غير مسبوقة – يُبدون امتعاضهم من تصريحات السياسيين الإسرائيليين. فكثير من العراقيين يريدون إقامة علاقات مع إسرائيل ويطالبون دون خوف بإجراء حوار معها. لذلك فإنهم يتعجبون من اتخاذ حكومة “نتنياهو” موقفاً إحادي الجانب فيما يتعلق بالاستفتاء الذي يخص الشأن العراق الداخلي.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن هناك أعضاء في البرلمان العراقي يريدون التطبيع مع إسرائيل, لكن الموقف الإسرائيلي من قضية الأكراد قد يعرقل إمكانية التطبيع.