24 أبريل، 2024 2:23 ص
Search
Close this search box.

دعم السعودية للتحالف الدولي بـ 100 مليون دولار .. إعلان لرغبتها في التواجد داخل المشهد السوري

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة نحو التواجد السعودي على الأراضي السورية، أعلنت “المملكة السعودية”، الجمعة 17 آب/أغسطس 2018، أنها قدمت مساهمة تبلغ 100 مليون دولار لصالح مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية ينفذها “التحالف الدولي”، بقيادة “الولايات المتحدة”، في مناطق شمال شرق “سوريا”، التي كانت خاضعة لسيطرة (داعش).

وتعتبر هذه المساهمة الأكبر حتى الآن لصالح هذه المناطق التي تسيطر عليها حاليًا قوات تدعمها “الولايات المتحدة” و”التحالف الدولي”، حسب ما جاء في بيان رسمي نشرته (وكالة الأنباء السعودية).

وأشار البيان إلى أن المساهمة هي إمتداد لعهد قطعته “السعودية”، خلال المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي، الذي عُقد في “بروكسل” في 12 حزيران/يوليو 2018.

دعم البنية التحتية في المناطق التي دمرها “داعش”..

مضيفًا: أن “هذه المساهمة الكبيرة تهدف إلى دعم جهود التحالف لإعادة تنشيط المجتمعات المحلية، مثل مدينة الرقة التي دمرها إرهابيو (داعش)”، وذلك “في مجالات الصحة والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والنقل، (الطرق والجسور الرئيسة)، وإزالة الأنقاض”.

وشدّد البيان على أهمية “شراكة المملكة الوثيقة مع الولايات المتحدة والتحالف العالمي”.

يوجد ما بين 20 و30 ألف داعشي في سوريا والعراق..

ولحق بـ (داعش) بسلسلة هزائم ميدانية، خلال العامين الأخيرين، في كل من “سوريا” و”العراق” المجاور، حيث خسر أبرز معاقله. وبعدما كان قد أعلن، في العام 2014، إقامة “الخلافة الإسلامية” على مناطق شاسعة في البلدين، تقلصت مساحة سيطرته راهنًا إلى جيوب محدودة ومناطق صحراوية.

وأكد مراقبون في “منظمة الأمم المتحدة”، في تقرير صدر الاثنين الماضي، على أنه لا يزال هناك بين 20 و30 ألف مقاتل من تنظيم (داعش)، بينهم أجانب، في “العراق” و”سوريا”.

ويدعم “التحالف الدولي”، بقيادة واشنطن، “قوات سوريا الديمقراطية”، (تحالف فصائل كردية وعربية)، في معاركها ضد تنظيم (داعش)؛ الذي تحاول طرده من آخر جيب له في “دير الزور”.

واشنطن ترحب بالدعم السعودي..

ورحّبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، “هيذر نويرت”، بالدعم السعودي، مؤكدة على أن “المملكة شريك رائد في التحالف، واستضافت اجتماع تأسيسه في 2014، وساهمت مذاك الحين بطرق عديدة، بما في ذلك شن غارات جوية في سوريا والمشاركة في قيادة مجموعة العمل لمكافحة التمويل في إطار التحالف، وإنشاء مركز إعتدال لمحاربة الإيديولوجيا المتطرفة واستقبال أكثر من مليوني سوري هربوا من العنف، وتقديم أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بداية النزاع السوري”.

واعتبرت “نويرت” أن “هذه المساهمة المهمة ضرورية لإعادة الاستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة”، مبينة أن الأراضي التي يسيطر عليها (داعش) تقلصت إلى 1000 كلم في سورية، وأن نحو 150 ألف شخص عادوا إلى مدينة “الرقة” بعد فراره منها.

مساهمة غير مقبولة أخلاقيًا..

وسط أنباء عن إنهاء الإدارة الأميركية برنامج؛ بقيمة 200 مليون دولار، لتمويل جهود إعادة الاستقرار في بعض المناطق، رفضت حكومة “دمشق”، التي فقدت السيطرة على هذه المناطق، المساهمة السعودية، ووصفتها بأنها “غير مقبولة أخلاقيًا”، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، أن إعلان “السعودية” تقديمها مبلغ 100 مليون دولار أميركي لـ”التحالف الدولي”، الذي تقوده “الولايات المتحدة الأميركية”، خارج الشرعية الدولية، يأتي في إطار إنصياعها التام للإدارة الأميركية على حساب مقدرات شعب “نجد” و”الحجاز”.

وقال: إن “الشعب السعودي أولى بهذه الأموال، الذي يعاني أصلاً من فاقة الفقر والتراجع الاقتصادي المريع في مستوى حياته”.

مضيفًا: “إن دعم آل سعود للتحالف الدولي والإرهاب؛ ولكل من ساهم في قتل الشعب السوري وتدمير بناه التحتية، أمر غير مقبول أخلاقيًا كما أنه يأتي لمنع الجيش العربي السوري من تحقيق مزيد من الانتصارات على الإرهاب في شمال سوريا، وفي محاولة مكشوفة لإطالة أمد الأزمة في سوريا ودعم القوى، التي تهدد أرضها وشعبها”.

“التحالف” دمر البنى التحتية وقتل الأبرياء..

وشدد المصدر السوري على أن: “سوريا تدين هذه السياسات الدنيئة لسلطات النظام السعودي، وتطالبه بوقفها وتكرر دعوتها الدول الأعضاء في التحالف الأميركي إلى الانسحاب منه دون تأخير، لأنه لا يخدم سوى الإرهابيين والقتلة ويهدد الأمن والسلم في المنطقة”.

وتابع: “لقد قتل التحالف الأميركي الآلاف من أطفال سوريا ونسائها وهاجم عشرات المرات مواقع الجيش العربي السوري لمنعه من مقاتلة تنظيم (داعش) الإرهابي في شرق سوريا وفي أماكن أخرى على إمتداد الساحة السورية، كما دمر هذا التحالف الكثير من البنى التحتية السورية، التي كلفت الشعب العربي السوري مئات البلايين من الدولارات في دعم أميركي مباشر للتنظيمات الإرهابية”.

وأكد على أن “هذا التحالف المجرم؛ لا يستحق هذا الدعم من أي بلد في العالم، لأن هدفه الأساس هو تفتيت منطقتنا وفرض الهيمنة الصهيونية على دولها جميعًا”.

وختم المصدر تصريحه بالقول: إن “سوريا تدين هذه السياسات الدنيئة لسلطات النظام السعودي، وتطالب نظام آل سعود بوقف هذه السياسات المشينة والخطيرة، وتكرر سوريا دعوتها للدول الأعضاء في التحالف الأميركي إلى الانسحاب منه دون تأخير، لأنه لا يخدم سوى الإرهابيين والقتلة ويهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم”.

اعتراف بالهزيمة أمام إيران..

كما اعتبر رئيس اللجنة السياسية العليا لجماعة “أنصار الله” اليمنية، “محمد علي الحوثي”، في سلسلة تغريدات عبر (تويتر)، أن هذا “الدعم المعلن لا يشرف النظام السعودي بسوريا؛ بعد إعلان جهوزيته للقتال فيها، فهو يمثل اعترافًا بالهزيمة أمام إيران”.

كما رأى أن هذا الإعلان يثبت “كذبة محاربة إيران، وبقاء العقلية التدميرية سياسة لها بسوريا واليمن، وأن الميليشيات الإرهابية جيشها البديل”.

الأموال السعودية محددة الوجهة..

مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، “رمضان أبوجزر”، قال تعليقًا على الخطوة السعودية؛ إن “الإعلان الذي صدر عن الخارجية السعودية حدد وجهة هذه الأموال بالتحديد إلى إعادة الإعمار ومساعدة الشعب السوري”، مشيرًا إلى أن “جزء من هذه الأموال يعمل على الاستقرار ومحاربة ما تبقى من الإرهاب”.

وأوضح أن الأموال السعودية لن تذهب إلى المعارضة المسلحة في “سوريا” حاليًا، وأنه “لا نوايا لدى السعودية حاليًا لذلك؛ لأن المعارضات المسلحة منذ أكثر من عام تذهب إلى مفاوضات مباشرة مع القوات الروسية بشكل مباشر، ويتم نقل هذه الخلايا إلى مناطق آمنة أو مناطق بعيدة عن خط التماس مع قوات الجيش السوري”.

تعلن أنها داخل المشهد السوري..

وأوضح الباحث في الشأن الإقليمي، “إسلام نجم الدين”، أن هذا المبلغ؛ رغم أنه متضائل، إلا أنه رسالة إيجابية تقوم بها “المملكة العربية السعودية” لتعلن أنها لن تصبح خارج المشهد في “سوريا”، وأنها ستعمل على التواجد وسط السوريين وتقديم المساعدات لتحقيق توازن مع الدول الأخرى التي تحاول جعل “سوريا” خصم وعدو للشعب السعودي، وأيضًا إرضاءًا للرئيس “ترمب”، حيث أن “الولايات المتحدة” تأمل منه مواصلة الضغط لطرد “إيران” من المنطقة وتحويل “سوريا” إلى دولة صديقة وتبقى “السعودية” دومًا تسعى إلى التواجد في “سوريا” بشكل يختلف عن سابقيه خطوة لإعادة الثقة بينها وبين الشعب السوري، لا حكام سوريا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب