دعم أوروبا لطهران “أرباح” من كل الإتجاهات .. الحصول على “نفط إيران” واستنزاف “أموال الخليج” !

دعم أوروبا لطهران “أرباح” من كل الإتجاهات .. الحصول على “نفط إيران” واستنزاف “أموال الخليج” !

خاص – كتابات :

بذات الأسلوب القديم، الجديد، يتم إستدراج المُتمرد الإيراني إلى مصيره.. حيث يرغب المعاقبون بالمرور عبر عدة محاور؛ أهمها إعطاؤه القوة الإعلامية وتضخيمه كخصم عسكري قوي، مع المبالغة في منحه الشعارات وتصويره أمام الإعلام الدولي بأنه “كيان لا يستهان بقدراته” مع تأمين مصالح المستفيدين من نفطه وحصص شركاتهم فيه..

وهنا يتعلق مساره بطموحاته النووية وأسلحته الصاروخية وقدراته التي يروج لها، وكأنها خارقة لا تجد من يتحداها، فتصدق “إيران” بكياناتها المسلحة نفسها وأنها قوة لديها القدرة على تحدي أكثر قوة مسلحة في العالم، “الولايات المتحدة الأميركية”، ويزداد العناد السياسي، لكن تزداد مكاسب عقود الشركات الأوروبية من “إيران” بمزايا طويلة الأجل.

تضخيم الخصم قبل استهدافه بالقاضية..

تقوم إستراتيجية الإستدراج والتضخيم هذه؛ عبر توجيه مكثف لدوائر الإعلام، وثيقة الصلة بأجهزة الاستخبارات، لتمهيد الأرض أمام المتلقين من الجماهير وتهيئة الرأي العام لاستيعاب أن “إيران” قوة لا يستهان بها وتمتلك من الأسلحة والجيوش ما لا يمكن مواجهته، وهي إستراتيجية تقوم على تضخيم الخصم ومن ثم استهدافه والنيل منه.

لكن على الجانب الآخر؛ “إيران” دولة محورية وإستراتيجية كمصدر رئيس لتوريد النفط لأوروبا، وهنا يظن من في “طهران” أن هناك قوة لن تخذله وأن “ترامب” يواجه بلاده منفردًا دون دعم دولي لحاجة الغرب إلى نفطها المدعوم !

فرصة للحصول على “نفط إيران” بأقل الأسعار..

تقنع أوروبا، “إيران”، بأنها ذات أهمية خاصة، ولا يمكن التخلي عن دعمها كي يحصل الأوروبيون على مزايا موثقة بعقود طويلة الأجل لتوريد النفط بأقل من السعر العالمي حصرًا لـ”أوروبا”، وهنا تقدم “إيران” تنازلات في أسعار النفط لتبيعه لـ”أوروبا” بأقل أسعار السوق، الأمر الذي يحقق أكبر استفادة للأوروبيين، كما تزداد “طهران” ثقة بأنها ليست وحدها في مواجهة قرارات “ترامب” التعسفية، فتقدم على مزيد من الخطوات التصعيدية التي تورطها دون أن تدري؛ في كسب مزيد من العداء في “سوريا” و”العراق”، ورويدًا رويدًا يلتف “حبل العقوبات” على صناع القرار في “إيران”، بكسب مزيد من المؤيدين لـ”العقوبات الأميركية” !

كسب مزيد من المؤيدين لمعاقبة إيران..

فالبتزامن مع خطاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أمام “الجمعية العامة للأمم التحدة”، في الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر 2018، والذي دعا فيه إلى عزل “إيران”، وخطاب الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، الذي رد فيه على هذه الدعوات، أقامت منظمة تدعى، “متحدون ضد إيران نووية”، مؤتمرها السنوي العاشر في “نيويورك”، وهذه المرة بحضور رئيس “الموساد” – جهاز الاستخبارات الإسرائيلي – “يوسي كوهين”، لمناقشة ما تصفه بسلوك “إيران” المهدد لاستقرار الشرق الأوسط..

فقد قالها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو”، صراحة.. بأن الحقيقة هي أن النظام الإيراني، الذي وصفه بالخارج عن القانون، قد دمر قدرة الشعب في كل قارة للعيش بسلام وكرامة بما في ذلك بلده.

وأعلن أن “الولايات المتحدة” تطلب من كل دولة القبول بهذه الحقائق وتحميل “إيران” المسؤولية، لكن اللافت هنا أن هذا المؤتمر سمح بحضور من يعارض فرض عقوبات على “إيران” ويدعو إلى السلام معها، وكأنها رسالة إلى “طهران” بأن هناك من لا يزال يقف معها ولو على أرض “أميركا” نفسها !

“المؤتمر” أظهر أن هناك اتفاقًا وتفاهمات، في مستوى متقدم، بين أطراف مختلفة، إذ كان من بين المتحدثين أمام المؤتمر مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، “جون بولتون”، ورئيس الموساد، “يوسي كوهين”، الذي تحدث في جلسة مغلقة، كما شارك في إحدى جلساته، كل من وزير الخارجية السعودي، “عادل الجبير”، والسفير الإماراتي في واشنطن، “يوسف العتيبة”.

لوم عربي لدعم أوروبا لإيران..

والأخير؛ قال إن دول “الخليج العربي” و”إسرائيل” وباقي دول المحيط؛ هي المعرضة للخطر المباشر، ولكن يجب الإشارة أيضًا إلى أن الأوربيين لهم دخل في ذلك، وكذلك “أميركا اللاتينية” و”إفريقيا” و”آسيا” !

كررها مرة أخرى؛ “إيران” تشكل خطرًا على الجميع – على الخليج وعلى النظام العالمي بشكل عام – !

أوروبا تنضم إلى الصين وروسيا في دعم إيران !

في مقابل هذا التحرك الرافض لسياسات “إيران”، شهدت أروقة “الأمم المتحدة” مسارًا آخر تمثل بتحرك “الاتحاد الأوروبي”، إلى جانب “روسيا” و”الصين”، للتأكيد على إلتزام هذه الدول بـ”الاتفاق النووي الإيراني” رغم انسحاب “الولايات المتحدة” منه، والإعلان عن آلية جديدة للتجارة مع “طهران” بعيدًا عن “العقوبات الأميركية”، وهنا يأتي النفط أيضًا على رأس المصالح التي تربط “إيران” بتلك الدول..

المؤكد أنه ملف “إيران” لم يغب عن التجمع الأكبر للدبلوماسية الدولية لعام 2018، برسم خطوط جديدة لتحالفات حول كيفية التعامل مع هذا الملف الشائك !

فضلاً عن أن هناك تقارير تتحدث عن وضع “إيران” في خانة العداء مع التصعيد بقوة تجاهها لاستغلال العرب، وتحديدًا لسحب الكثير من الأموال السعودية والإماراتية…

ولا مانع من الموقف الأوروبي الذي يظهر حاليًا متوافقًا مع “إيران” واتفاقها النووي، فأوروبا هي الأخرى تحتاج إلى صفقات معلنة وأموال طائلة، من تحت الطاولة، من دول الخليج كي يتحول المزاج الغربي تجاه “طهران” بما يتماشى مع الرؤية الأميركية، بعد ضمان “أموال العرب” و”نفط إيران” !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة