4 مارس، 2024 2:16 م
Search
Close this search box.

“درنة” الليبية .. طريق “حفتر” لإثبات قوته أمام العالم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خلال كلمة له، في حفل تخريج الدفعة الحادية والخمسين من الكلية العسكرية، أعلن القائد العام للقوات المسلحة، المشير “خليفة حفتر”، بدء ساعة الصفر لتحرير “درنة” من الجماعات الإرهابية، مؤكدًا على أن المساعي السلمية في “درنة” وصلت إلى طريق مسدود، بسبب تعنت الجماعات الإرهابية. لافتًا إلى أن الجيش لا ينتمي إلى فرد أو عائلة أو قبيلة، بل هو جيش كل الليبيين.

مشيرًا إلى أن الجيش إستعاد عافيته، بعدما تآمرت عليه بعض الدول والجماعات.

وختم القائد العام للقوات المسلحة كلمته؛ قائلًا: “نمد أيدينا للسلام؛ والحرب نحن رجالها والشعب الليبي هم رجال الحرب وقت الحرب وعليه أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ ليبيا”.

تستهدف القضاء على باقي جيوب التنظيمات المسلحة..

تستهدف هذه العملية العسكرية الجديدة ما بقي من جيوب التنظيمات المسلحة؛ في موازاة معارك يخوضها لواء المشاة السادس في جنوب البلاد بعد إنضمامه للجيش الليبي.. وفي الوقت الذي يتحدث فيه الجيش عن تقدمه على محاور القتال، يتسائل البعض حول حقيقة حسابات “حفتر” من وراء تلك العمليات وحدود طموحاته السياسية.. فإلى أي مدى سيذهب القائد، العائد من بعيد، في مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن سلطته حتى الآن ؟.. كيف تراقب “حكومة الوفاق” تلك التطورات ؟.. وأي منحى ستأخذه جهود التسوية السياسية في رمال الميدان المتحركة ؟

“مجلس حكماء ليبيا” يدين العملية العسكرية..

من جانبه؛ أدان “مجلس حكماء ليبيا”، في بيان، ما وصفه بالقصف الأجنبي والتدخل الخارجي على مدينة “درنة” المحاصرة، الذي من شأنه أن يمس السيادة الوطنية ووحدة الأراضي الليبية.

كما حمَّل، بيان المجلس، مجلس النواب ومجلس الدولة و”حكومة الوفاق الوطني” ما تعانيه البلاد من أزمة سياسية واقتصادية وتردي للوضع الأمني.

وطالب، بيان المجلس، الجهات المعنية إلى ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن مدينة “درنة” وتعزيز السلم الأهلي وتعزيز الحياة الكريمة للمواطن والأمن والاستقرار للبلاد.

هذا؛ ودعا البيان أعيان المنطقة الشرقية إلى إحكام صوت العقل وتجنيب المدينة ويلات الحرب والصراعات التي عبثت بالنسيج الوطني.

تعاقب التنظيمات الإرهابية على “درنة” منذ عام 2011..

وتكتسب مدينة “درنة” أهمية إستراتجية؛ نظرًا لموقعها الجغرافي بالقرب من الحدود مع “مصر” على الطريق المؤدي إلى “بنغازي”، ووقوعها على الساحل الليبي في منطقة الشرق.

وقد تعاقبت السيطرة على مدينة “درنة” الليبية جماعات متشددة منذ عام 2011.

وشهدت المدينة حالة من الفوضى، إذ سيطرت عليها جماعات مختلفة، ففي عام 2011 فرضت جماعة “أنصار الشريعة” المرتبطة بتنظيم (القاعدة) سيطرتها على المدينة. وكان من أبرز زعماء هذه الجماعة “سفيان بن قمو”، المعتقل السابق في “غوانتنامو”.

ولم يهدأ الصراع بين التنظيمات المختلفة، مما أدى إلى فرض “تنظيم الدولة الإسلامية” سيطرته في عام 2014.

وقد تشكل “مجلس شورى مجاهدي درنة”، الذي كان عبارة عن تحالف بين القوى القريبة من (القاعدة)، بهدف منع قوات الجيش الليبي من إعادة السيطرة على “درنة”.

خضعت مدينة “درنة” رسمياً لسيطرة تنظيم الدولة؛ بعد أن بايع “مجلس شورى شباب الإسلام”، الذي أعلنه التنظيم تشكيله، “أبو بكر البغدادي”، أميرًا؛ وأعلنوا ما سموه بـ”ولاية برقة” في عام 2014. لكن الخلافات بدأت تدب بين التنظيم والجماعات القريبة من (القاعدة).

وفرضت الجماعات الإسلامية المسلحة والموالية لتنظيم (القاعدة) وجودها بقوة على الساحة، ونجحت في طرد “الدولة الإسلامية” من أغلب أحياء مدينة “درنة” عام 2015. وتوسعت المواجهات بين الطرفين في أعقاب قيام “الدولة الاسلامية” باغتيال شخصيتين مقربتين من “مجلس شورى مجاهدي درنة”.

سيطر عليها الجيش الليبي عام 2015..

في منتصف عام 2015، طوق الجيش الليبي مدينة “درنة” لإستعادتها من الجماعات الإسلامية، التي طردت مسلحي تنظيم الدولة. وسهل ذلك على الجيش الليبي السيطرة على الضاحية الغربية وكل الطرق المؤدية إلى المدينة، كما أنهى الجيش ما تبقى من وجود تنظيم الدولة في “درنة” بشكل كامل مع الإبقاء على “مجلس شورى مجاهدي درنة”.

ويعتبر “خليفة حفتر”، الذي يقود أقوى تشكيل عسكري هو، “الجيش الوطني الليبي”، الذي يضم عددًا من الفصائل العسكرية، العملية التي أعلن عنها بمثابة “ساعة الصفر” لتحرير “درنة”.

تأكيد موقعه كرجل قوي في ليبيا..

المحللون يرون أنه من خلال حملته العسكرية على المسلحين المتطرفين في مدينة “درنة” في الشرق، واستعراض عسكري في “بنغازي”، سعى المشير “خليفة حفتر” إلى تأكيد موقعه كرجل قوي في ليبيا بعد دخوله المستشفى مؤخرًا وسريان شائعات حول وضعه الصحي.

وكان “حفتر”، (75 عامًا)، قد عاد في 26 نيسان/أبريل 2018، إلى معقله في شرق ليبيا بعد فترة علاج استمرت لأسبوعين على الأقل في “باريس”، ولم يظهر خلالها أبدًا للعموم. وسرت في غيابه شائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي؛ حتى أن بعض وسائل الإعلام أعلنت وفاته وفتحت الباب أمام تكهنات بشأن خلافته.

“مجموعة الأزمات الدولية”؛ كتبت في تقرير نشر، الثلاثاء الماضي، “هلل الكثير من خصومه في غرب ليبيا، واعتبروا أن أيام الجيش الوطني الليبي، (الذي يتزعمه)، باتت معدودة”.

حتى أن الإسلاميين بدأوا يفكرون في الانتقام، بعدما طردهم جيش “حفتر” من “بنغازي” في 2017، بعد ثلاث سنوات من المعارك الدامية، بحسب التقرير ذاته.

ويدعم المشير “خليفة حفتر”، الذي يتهمه خصومه بالرغبة في إقامة حكم عسكري جديد في ليبيا، حكومة موازية تمارس سلطتها في شرق ليبيا وتعارض سلطة “حكومة الوفاق الوطني”، التي مقرها “طرابلس” والمعترف بها دوليًا.

علاوة على الصراع السياسي؛ تشهد ليبيا فوضى على خلفية صراع نفوذ بلا رحمة بين العديد من المجموعات المسلحة والقبلية، وذلك منذ الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل، “معمر القذافي”، في 2011.

وحينما عاد “حفتر” إلى “بنغازي”، في 26 نيسان/أبريل الماضي، أستقبل بحفاوة كبيرة في المطار، وأكد حينها على أنه “بصحة جيدة”. وعاود الظهور، الإثنين الماضي، خلال استعراض عسكري أشبه باستعراض قوة، حيث شارك فيه آلاف الجنود والعديد من الطائرات المقاتلة.

ونظم الاستعراض إحتفالًا بالذكرى الرابعة لشن عملية “الكرامة” ضد المسلحين الإسلاميين لطردهم من “بنغازي” التي إستولوا عليها في 2014.

سيرفعه إلى منزلة جديدة في عيون العالم..

“فيديريكا ساينا فاسانوتي”، من معهد “بروكينغز” بواشنطن، اعتبرت أن “ظهور حفتر كمنقذ لدرنة سيرفعه إلى منزلة جديدة في عيون العالم”.

مضيفة أن الإعتداء الدامي الجهادي على مقر المفوضية الانتخابية بـ”طرابلس”، في الثاني من آيار/مايو 2018، “تكفل بالباقي لجهة الدعم فالليبيون خائفون (..) وأي رجل قوي يمكنه بسهولة أن يلقى إجماعًا”.

وقالت: إن “العملية العسكرية لن تكون كافية لإستعادة السلم في ليبيا بشكل دائم (..) حتى وإن كان هذا من الناحية الإستراتيجية التوقيت الأفضل للتحرك لطمأنة معسكره وليظهر للأعداء أنه أقوى من أي وقت مضى رغم وضعه الصحي”.

تمكن من لملمة المؤسسة العسكرية..

ويرى “إيهاب المجبري”، المحلل السياسي بجامعة “بنغازي” للعلوم السياسية، إن المشير “خليفة حفتر”؛ “يريد أن يبعث برسالة لخصومه وللفاعلين في المجتمع الدولي؛ مفادها أنه تمكن من لملمة المؤسسة العسكرية الليبية تحت إمرته”.

من جهته رأى “تيم إيتون”، المحلل في مركز “شاتام هاوس” البريطاني؛ “أن توقيت الحملة على درنة قد يكون دافعه جزئيًا رغبة حفتر في إعادة تأكيد وضعه كرجل قوي” في البلاد. وأضاف: “إذا كان كثيرون يعتبرون الحملة الدامية لحفتر في بنغازي، (2014 – 2017)، نصرًا للمؤسسات الليبية على هيمنة الميليشيات والمتطرفين، فإن آخرين وخصوصًا الإسلاميين يرون أنها جعلت من حفتر تهديدًا وجوديًا يتعين القضاء عليه بأي ثمن”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب