“دراسات طهران” يكشف .. المناورة العسكرية “المصرية-الصينية” تعبيّر عن استياء القاهرة من واشنطن

“دراسات طهران” يكشف .. المناورة العسكرية “المصرية-الصينية” تعبيّر عن استياء القاهرة من واشنطن

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تقوم “الصين” و”مصر”؛ منذ منتصف نيسان/إبريل الجاري، بإجراء مناورات جوية مشتركة تحت عنوان (نسور الحضارة)؛ هي الأولى من نوعها بحسّب مسؤولين من الجانبين، وتشمل برامج متعدَّدة مثل الدورات التدريبية، وتبادل الخبرات في مجال التكتيكات العسكرية، والطيران الجوي، والتمارين العسكرية المشتركة، بهدف تعميق العلاقات العسكرية وبناء الثقة المتبادلة، وتقريب العقائد العسكرية من خلال التدريبات النظرية والعملية. بحسّب “أحمد برواية”؛ في تقريره المنشور على موقع مركز (دراسات طهران) الإيراني.

وتتعامل “مصر”، التي تُعتبر مُشتري محتمل للأسلحة الصينية، مع هذه المناورات باعتبارها فرصة لتقيّيم فعالية الأسلحة الصينية. ولم يُعلن عن موقع إجراء هذه المناورات رسميًا، لكن مصادر غير رسمية تُشيّر إلى احتمال أن تكون قاعدة (وادي أبو ريش) الجوية، على مسافة مئة كيلومتر غرب “خليج السويس”، موقع المناورات.

وقد استفادت القوات الجوية الصينية في هذه المناورات من المقاتلات من طراز (J-10C) وطائرات التزود بالوقود جوًا طراز (YU-20) وطائرات الإنذار المبكر والتحكم طراز (KJ-500) في هذه المناورات.

تأزم العلاقات “المصرية-الأميركية-الإسرائيلية”..

تتزامن هذه المناورة مع تأزم العلاقات بين “مصر” من جهة، وكيان الاحتلال الصهيوني و”الولايات المتحدة الأميركية” من جهة أخرى، والخلافات حول قضايا مثل مستقبل “غزة”، وانتهاك الكيان الصهيوني اتفاقية (كامب ديفيد) للسلام.

وكان الكيان قد اتهم “القاهرة”؛ خلال الأشهر الأخيرة، بتسهيل تهريب الأسلحة لحركة (حماس)، وأعرب عن قلقه من تعزيز القدرات العسكرية لـ”القاهرة” وزيادة الوجود العسكري المصري في المناطق الثلاث من صحراء “سيناء”.

وقد دفع امتناع الدول الغربية، وخاصة “الولايات المتحدة”، تاريخيًا عن بيع أسلحة متطورة لـ”مصر”، خاصة في مجال القوات الجوية، “القاهرة” إلى السعي لتنويع مصادر توريد الأسلحة.

رسالة إلى واشنطن وتل أبيب..

من ثم يمكن القول، إن أحد الأهداف الفعلية لتلك المناورة هو توجيه رسالة إلى “واشنطن” و”تل أبيب” تعبيرًا عن الاستياء، كما تُعتبر نوعًا من رد الفعل القائم على تعدَّد الخيارات الاستراتيجية ومصادر السلاح في مقابل الوضع القائم.

وقد برز هذا الاتجاه بشكلٍ خاص في تصوير الإعلام المصري والعربي للتمرين الجوي “المصري-الصيني”. كما يبدو أن “مصر” تسعى من خلال هذا التمرين إلى تعزيز قدراتها العسكرية في ضوء احتمال تدخلها في منطقة “القرن الإفريقي” أو “حوض النيل”.

عبر البوابة المصرية..

وتُمثّل المناورة من المنظور الصيني، فرصة لتعزيز وجودها في القارة الإفريقية والعالم العربي عبر بوابة “مصر”؛ التي تلعب رُغم ما تُعاني من مشكلات متعدَّدة، دورًا بارزًا في استراتيجية “بكين” حيال العالم العربي وكذلك القارة الإفريقية، بالنظر إلى سوابقها الثقافية والحضارية وكذلك مكانتها الجيوسياسية.

وتأمل “بكين” أيضًا أن تُهيّء المناورة فرص زيادة مستوى التعاون العسكري مع “القاهرة”، وفي النهاية إيجاد طريق للوجود الاستراتيجي الصيني على “ساحل البحر الأبيض المتوسط” والحدود الجنوبية لـ (الناتو).

كما ترى “الصين” في “مصر”؛ مُشتّري محتمل للسلاح، وتعتزم التحول إلى أحد موردي السلاح إلى “القاهرة”.

وفي هذا الصدّد، ركز الإعلام الغربي على المخاطر المحتملة لتلك المناورات على أمن الغرب في ظل التوتر في العلاقات بين “بكين” و”واشنطن”، وكذلك الوضع المضطرب في المنطقة.

مناورات مصرية في مواجهة واشنطن..

ورُغم الجهود “المصرية-الصينية” للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية، يُقيّد الوجود الأميركي الشامل وطويل الأمد في “مصر”؛ وبخاصة في المجالات العسكرية، والمخابراتية والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، قُدرة “القاهرة” على المناورة في مواجهة “واشنطن”.

كذلك دفع الوضع الاقتصادي المتدهور، وأزمة الديون والحاجة إلى القروض الخارجية، “القاهرة” إلى المزيد من الارتباط بـ”الولايات المتحدة” للحصول على مصادر مالية وتجاوز الأزمة الاقتصادية، وهذه الخيارات سوف تُقيّد القدرات المصرية بشكلٍ أكبر.

وعليه من المتوقع ألا يتجاوز التعاون العسكري بين “مصر” و”الصين” حدودًا معينة على المديات القصيرة والمتوسطة. وعدم مشاركة (أو عدم إعلان مشاركة) المقاتلات الأميركية والفرنسية في المناورات، واستخدام المقاتلات من طراز (MiG-29) هو نموذج على هذه القيود.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة