16 نوفمبر، 2024 12:43 ص
Search
Close this search box.

“دراسات حديثة” : معضلة استخدام الأطفال للتكنولوجيا تكمن في الكيف وليس الكم !

“دراسات حديثة” : معضلة استخدام الأطفال للتكنولوجيا تكمن في الكيف وليس الكم !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في عصرنا هذا ما يلبث أن يولد الطفل إلا ونجد في يده هاتفًا خلويًا، وفي أحيان كثيرة تجد الطفل الذي لا يتعدى عمره عدة سنوات يجيد استخدام الأجهزة الحديثة بشكل أفضل من البالغين، رغم صغر سِنه، وبات مصطلح “إدمان الأطفال للهواتف” متادولاً بكثرة ويسبب أزمة للآباء على مستوى العالم.

وذكر تقرير صادر عن مؤسسة “إنفلوانس سنترال” للدراسات الاجتماعية؛ أن متوسط عمر الطفل الذي يحمل هاتفًا بلغ 3.‏10 عامًا فقط، كما كشفت دراسة أجرتها مؤسسة “دوكمو” اليابانية، على أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا وأولياء أمور، أن 70% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة يمتلكون هواتف نقالة مستقلة عن ذويهم.

تحذير من استخدام الأطفال للهواتف..

مع تزايد استخدام الأطفال للهواتف ومشاهدة التلفاز، انتشرت مؤخرًا دراسات بريطانية وأميركية تحذر من خطورة التكنولوجيا على الأطفال وتأثيرها على نموهم الجسدي والذهني والإنفعالي، (العاطفي)، والاجتماعي، وبعض الدراسات حددت ساعات معينة لتعرض الطفل للهاتف أو التلفاز بأنه يجب ألا تتعدى الساعتين طوال الأسبوع، إذ أن بعض الصغار يقضون يومهم أمام الشاشات ولا يشعرون بالرغبة في التفاعل مع العالم المحيط بهم.

الكيف وليس الكم..

بينما أظهرت دراسات حديثة خطأ النتائج السابقة، وأشارت إلى أن المعضلة ليست في الكم وإنما الكيف؛ أي أن عدد الساعات التي يستخدم فيها الطفل الهاتف الخلوي أو يشاهد التلفاز ليست النقطة الأساسية، وإنما الأمر يعتمد على طريقة تفاعل هؤلاء مع التكنولوجيا، وهنا يبرز دور الآباء في اختيار وتحديد ما يشاهده أبناءهم، ويمكنهم استخدام برامج التحكم الأبوي لتحديد الموضوعات التي تُعرض للطفل.

في هذا الصدد أطلقت شركة الإلكترونيات الأميركية، “آبل”، صفحة جديدة على موقعها الإلكتروني باسم “فاميليز” لمساعدة الآباء في مراقبة استخدم أطفالهم للهواتف الذكية؛ إذ تتيح لهم إمكانية تتبع الأطفال وتبادل المعلومات مع أفراد الأسرة.

الاستخدام السلبي والتفاعلي..

ويشير الباحثون في دراساتهم إلى ضرورة التفريق بين ما يُعرف بـ”الاستخدام السلبي” للتكنولوجيا؛ والذي يكون فيه الطفل متلقي فقط بدون إبداء أي تفاعل، و”الاستخدام التفاعلي”؛ والذي يتطلب تفاعل الطفل مع البرنامج مثل ألعاب المسابقات.

ويبدو أن الباحثين بدأوا في تغيير وجهة نظرهم إلى الشاشات سواء شاشات الهواتف أو التابلت أو الحاسوب، وباتوا ينظرون إليها لا بصفتها أجهزة قد تضر الطفل وإنما كوسيلة للتعلم، لكن هذا التغير في التوجه لا يعني أنهم أصبحوا يعتبرونها وسيلة جيدة في المطلق، وإنما يرغبون في إعطاء الألوية الأكبر لطريقة استخدامها وليس للمدة في حد ذاتها.

ولا شك أن الهواتف الذكية تعزز تطور الطفل وتسهل عملية التعلم وإكتساب المهارات لديهم، لكن على الجانب الآخر نجد أن الاستخدام السلبي خطير للغاية على الأطفال؛ إذ يتسبب في مشكلات ضعف النظر وصعوبة في الكلام والتعلم وإكتساب المهارات، بالإضافة إلى ضعف التواصل مع الواقع المحيط.

فرق بين الهاتف والتلفاز..

هناك فرق بين التلفاز والهواتف الخلوية يكمن في أن الهواتف توفر برامج قد تساعد الطفل على إنتاج محتوى بدلاً من أن يبقى هو المتلقي فقط للبرامج التي تُعرض، بالإضافة إلى إمكانية استخدام برامج التواصل الاجتماعي والمحادثات بالفيديو وتوفر فرص للتعلم استثنائية، كذلك يختلف تأثير التكنولوجيا باختلاف الأنشطة التي يقوم بها الطفل؛ فالطفل الذي يقوم بأنشطة مثل ممارسة رياضة معينة أو اللعب مع الأصدقاء يكون تأثير التكنولوجيا عليه أقل.

وفي النهاية نؤكد أنه لا يجب التركيز فقط على وضع حدود لاستخدام الأطفال للأجهزة الحديثة، وإنما علينا التأكد من أن يكون استخدامهم لها مفيد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة