23 أبريل، 2024 6:21 م
Search
Close this search box.

“دحلان” البوابة المصرية إلى .. التضيق على قطر في قطاع غزة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبد العزيز :

لا زالت الأزمة بين “قطر” من جهة, و”السعودية ومصر والإمارات والبحرين” من جهة أخرى, تشغل المحللين وصناع القرار في المنطقة والعالم. وتتابع إسرائيل التطورات الأخيرة في منطقة الخليج كما تتابع أيضاً الدور القطري في “قطاع غزة” ومحاولات مصر للحد من التدخل القطري في القطاع الذي يمثل امتداداً للأمن القومي المصري. وفي هذا السياق نشر “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة” مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي “يوني بن مناحم” يقول فيه إن الأزمة بين قطر والدول العربية الأربعة ربما ستستمر لفترة طويلة, بعدما فشلت كل محاولات الوساطة التي بذلتها “الكويت” ووزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

الوساطة التركية لن تنجح..

يضيف الكاتب الإسرائيلي أن اعتزام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” القيام بجولة وساطة في المنطقة ستبوء هي الأخرى بالفشل, نظراً لأن الدول العربية المناهضة لقطر لن تسمح للرئيس “أردوغان” بتحقيق إنجاز سياسي. وحتى لو تحقق حل للأزمة مع قطر فإنه لن يُنهي حالة الكراهية الشديدة بين نظام الرئيس “السيسي” وقطر. فالرئيس المصري تعرض لإساءات كثيرة من زعيم قطر “تميم بن حمد”, الذي سعى – منذ اليوم الأول لتغيير نظام الحكم في مصر – لإسقاط حكم الرئيس “السيسي” والتحريض على مصر عبر استخدم قناة “الجزيرة” التي هي بوق النظام القطري.

موقف حماس تجاه قطر..

يرى “بن مناحم” أن قطر من أهم الداعمين لحركة “حماس”, وهي تستضيف قيادة الحركة في الدوحة وتقدم لها المساعدات المالية الضخمة. وفور انتهاء عملية “الجرف الصامد” قدمت قطر مبالغ طائلة بلغت مئات الملايين من الدولارات من أجل إعادة إعمار القطاع, كما أقامت قطر مشروعاً سكنياً جديداً في القطاع.

لكن بعد التطورات الأخيرة وفي أعقاب بدء صفحة جديدة في العلاقات مع مصر سيكون على حركة “حماس” أن تتخذ قراراً يتعلق بموقفها من استمرار الدور القطري في قطاع غزة. وهناك مصادر في القطاع تقول إن مصر تطالب قادة “حماس” باتخاذ موقف يخدم مصالح الحركة من خلال وقف التعامل مع قطر, مثلما أوقفت الحركة تعاملها مع التنظيم الموالي لداعش في شمال سيناء, وذلك من أجل تحسين العلاقات مع مصر وفتح معبر رفح وتخفيف الحصار عن القطاع. ولقد أعلنت مصر لحركة “حماس” أنها تعتزم زيادة حجم التبادل التجاري مع قطاع غزة بقدر كبير ليبلغ عدة مليارات من الدولارات سنوياً, وهو ما سيسهم إيجابياً في اقتصاد الطرفين.

محور جديد: مصر والإمارات و”دحلان”..

يؤكد “بن مناحم” على أن قطاع غزة سوف يتحول خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى ساحة مواجهات بين مصر وقطر. حيث اتخذت مصر قراراً استراتيجياً فيما يتعلق بإعادة التقارب مع قطاع غزة والتعاون مع حركة “حماس” بهدف زيادة النفوذ المصري في القطاع الذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري, ولذلك فإن مصر لن توافق على منح قطر أي “موطئ قدم” في قطاع غزة أو السماح لها بالتأثير على مجريات الأمور هناك. خاصة أن “محمد دحلان” يبغض قطر ويتحالف مع مصر, وهو حريص, فور عودته إلى قطاع غزة, أن يساعد مصر في التضييق على الدور القطري في القطاع.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن “محمد دحلان” قد وعد من جانبه “يحيى عياش” القائد الجديد لقطاع غزة, أنه سيوفر دعماً مالياً من دولة الإمارات ليكون بديلاً عن الدعم المالي القطري لقطاع غزة. كما وعد “دحلان” أيضاً أن تقوم الإمارات بتشييد محطة طاقة شمسية جديدة في قطاع غزة بالإضافة إلى إنشاء مستشفى جديدة.

وأول مهمة لمصر و”محمد دحلان” ستكون هي وقف النشاط المتشعب الذي يجريه المندوب القطري في رام الله, والذي تربطه علاقات قوية بقيادة “حماس” في القطاع وبالمسؤولين الإسرائيليين أيضاً. وهو يقوم من حين لآخر بدور الوساطة بين إسرائيل وحماس حول قضايا الحياة اليومية للقطاع كما يتنقل بحرية بين رام الله وغزة.

يشير “بن مناحم” إلى أن المخابرات المصرية بدأت مؤخراً إجراء اتصالات مع كل الفصائل الفلسطينية في القطاع لإطلاعها على الواقع الجديد, الذي سيحدث في القطاع بعد التفاهمات الأخيرة بين مصر وحماس و”محمد دحلان”. وهناك وفد من “حركة الجهاد الإسلامي” قد وصلت بالفعل إلى مصر, كما سيصل قريباً إلى القاهرة وفد من “الجبهة الشعبية”. وتود مصر أن تعمل بمشاركة جميع الفصائل في غزة حتى تعزز نفوذها وتزيد من تواجدها في القطاع.

في الختام يقول الكاتب الإسرائيلي إن حركة حماس يتوجب عليها أن تقرر ما إذا كانت ستواصل علاقاتها مع قطر أم أنها ستعمل مع المحور الجديد (مصر – الإمارات – دحلان), الذي يمكنه دعم الحركة والقطاع بشكل أفضل مما يمكن لقطر أن تقدمه. إن مصر لن تنتظر طويلاً لرد حماس, فمعبر رفح سيُفتح بشكل دائم بعد شهرين, ولا بد أن يصل رد حماس قبل ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب