24 أبريل، 2024 4:33 ص
Search
Close this search box.

دبلوماسي إيراني يحلل .. خطة دبلوماسية “ظريف” الإستراتيجية في “العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أجرى الدكتور “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني، في رحلته التي أستغرقت خمسة أيام إلى “بغداد وأربيل والسليمانية وكربلاء والنجف”، عشرات اللقاءات والمحادثات مع المسؤولين والشخصيات العراقية، وكذلك فقد أضطلع بتنفيذ الدبلوماسية الإقليمية الأكثر تأثيرًا؛ من خلال المشاركة في عدد خمس مؤتمرات اقتصادية.

وجاءت تلك الزيارة، بعد أسبوع، من استضافة قاعدة “الأنبار” العسكرية في “العراق”، الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وكذلك تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إلى “العراق”، وعدد من الدول العربية تستهدف تشكيل تحالف معادي لـ”الجمهورية الإيرانية”.

الدبلوماسية والإستراتيجية.. والعراق..

وتوجب دراسة الأهمية الدبلوماسية وراء زيارة “ظريف” إلى “العراق”؛ في الأهمية الإستراتيجية لـ”العراق” في هيكل السلطة الإقليمية. بحسب “سيد محمد حسيني”؛ السفير الإيراني السابق بالسعودية، في مقاله المنشور على موقع صحيفة (شمس يزد) الإيرانية الإصلاحية.

فالسياسة الخارجية؛ هي التدبير وإتخاذ القرارات التي تضمن تحقيق المصالح والأهداف الوطنية في محيط الصعيد الدولي، وما الدبلوماسية والإستراتيجية إلا أهم أدواتها.. فالدبلوماسية والإستراتيجية، (القوة العسكرية)، هي بمثابة جناحي تحقيق أهداف الدولة، وتتبنى “دبلوماسية الريادة” على صعيد مثل “سوريا”، ودبلوماسية تتخذ شكل الإستراتيجية على الصعيد العراقي؛ باعتبارها الأعلى كفاءة في العلاقات ما بين البلدين.

والأهمية الدبلوماسية الإيرانية بـ”العراق”؛ ضرورة في فهم هيكل القوة بالشرق الأوسط في مرحلة ما بعد “الربيع العربي”، عام 2011.

فما هي مكانة “العراق” في هيكل القوة بالشرق الأوسط؛ بعد التطورات العربية المعروفة باسم “الربيع العربي” ؟

يجيب السفير، “سيد محمد حسيني”؛ قائلاً: “بعد تطورات الربيع العربي، عام 2011، وبخاصة مع اندلاع الحرب السورية، ظهر هيكل ثنائي القطبية، مثل قطبي الحرب الباردة في الشرق الأوسط. تقف إيران وسوريا وروسيا وبعض حركات التحرير؛ مثل حزب الله اللبناني، وأنصار الله اليمنية في قطب ذو طبيعة سياسية-أمنية، بينما يضم القطب المقابل المثلث الإسرائيلي-الأميركي-السعودي؛ برفقة مصر والأردن والبحرين والإمارات، وهو ذو طبيعة تجارية استخباراتية بخلاف الماهية السياسية-الأمنية”.

العراق.. بين التقسيمات العربية الجديدة..

وفي هذا الانقسام؛ لم يصنف “العراق” و”تركيا” نفسيهما تحت أي قطب، وإنما يتعاون البلدان مع كلا القطبين حسبما تقتضي المصلحة والمكاسب الإستراتيجية.

على سبيل المثال؛ تعاون “العراق” و”تركيا” مع القطب “الأمني-السياسي” الإيراني والروسي؛ فيما يتعلق بمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي، بينما تعاونت البلدان مع القطب المناويء فيما يخص المعاملات التجارية والاستخباراتية.

ولأهمية الإستراتيجية العراقية والتركية في هذه اللعبة وجهان.. الأول: كان تحالف “العراق” و”تركيا” مع القطب المناويء لـ”الجمهورية الإيرانية”، سببًا في ظهور الثنائية القطبية بوضوح؛ متمخضًا عن نتائج أمنية بشكل كبير، إذ إزدادت في ظل هذه الأجواء المخاطر الأمنية ضد “إيران”. وطبقًا للتجارب التاريخية؛ فلن تبدي “روسيا” أي مساعدة لـ”إيران”.

الثاني: المحافظة على موازنة القوة بشكل فعلي، حيث أضطلع الدور العراقي والتركي بدور الموازنة بين القطبين، بالشكل الذي حد من التهديدات الإيرانية بل والإقليمية. وعليه تحوز “الدبلوماسية الإيرانية”، في “العراق” أهمية كبيرة، ومنها تنبع أهمية زيارة “محمد جواد ظريف” الإستراتيجية الناجحة إلى “العراق”.

الثالث: “إيران فوبيا” و”شيعة فوبيا”؛ بالتوزاي مع الحرب الاقتصادية ضد “إيران”، هي بمثابة جناحي خفاش “المشروع الأميركي” وحلفاءه الإقليميين ضد “إيران”، وتعتبر الدبلوماسية الرسمية والعامة أداة المواجهة والمكافحة ضد هذا المشروع.

وبخلاف الأهمية الهيكلية للدبلوماسية الإيرانية في “العراق”، التي سبقت الإشارة إليها، تحوز علاقات الجوار أهمية كبيرة. حيث تبدأ السياسة الخارجية للدول، من بداية العلاقات مع دول الجوار.

وقد وضعت عوامل الجذب الثقافية والحضارية القديمة؛ وهي الأهم بين سلوكيات الحكومات الإيرانية خلال القرون الخمسة الماضية، محل اختبار يعكس استعداد الحكومة الإيرانية على الإضطلاع بدور الجوار، لاسيما مع “العراق” من حيث :

1 – “إيران” و”العراق”؛ جاران من المنظور الجغرافي، وتربطهما من المنظور العرقي والثقافي والمذهبي علاقات جوار.

2 – في الأعوام الأخيرة؛ فرضت العلاقات التجارية المتزايدة، وإتساع نطاق زيارات “آل البيت”، وتعميق العلاقات التقليدية في الحوزات العلمية والجامعية في وضوح الدبلوماسية الرسمية للدكتور “ظريف”، في شكل الدبلوماسية العامة والعملية والتجارية والشخصية.

3 – زيارة الدكتور “ظريف” إلى “كُردستان العراق”، هي مبادرة عمل إيجابية تعكس أن الاتصال الثقافي بين “إيران” و”الأكراد” أقوى من أن ينهار بسبب الاستفتاء.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب