خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
اتهم “يفغيني بريغوجين”؛ رئيس ميليشيا (فاغنر)؛ القيادة العسكرية الروسية، بتنفيذ هجوم مميت على معسكرات قواته.
“بريغوجين”؛ الذي يقود تمرد ضد الجيش الروسي، كان يوميًا ليس بالبعيد أحد حلفاء “فلاديمير بوتين” المقربين. ولأنه كان مسؤول عن إعداد طعام (الكرملين)، فقد لُقب: بـ”طباخ بوتين”. لكن بعد فترة تحول القرب والثقة إلى توتر وصراع بينهما، لدرجة أن “بريغوجين” اتهم أرفع القيادات الروسية بإساءة استغلال الحرب الأوكرانية، في حين استخدم الحرب في التحرك باتجاه “موسكو” وأعلن أنه سيكون للدولة رئيس جديد قريبًا.
وفي هذا الصّدد أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “عبدالرضا فرجي راد”، الدبلوماسي السابق…
تم تهميش دور “فاغنر” في الحرب الأوكرانية..
“ستاره صبح” : ابتداءً بتشكيل جيش خاص من المرتزقة والمدانين؛ بقرار “بوتين”، وحتى تمرد هذه القوات؛ ما الأزمات التي تواجه الرئيس الروسي ؟
“عبدالرضا فرجي راد” : بعد تشّكيل مجموعة (فاغنر)؛ تولى مسؤوليتها أحد الأوليغارشية الروس؛ هو: “يفغيني بريغوجين”، والذي قدمت الكثير من الخدمات للرئيس؛ “فلاديمير بوتين”. وقد وكّل بدور رئيس في احتلال كريمه والحرب الأهلية الروسية؛ حيث شارك “بريغوجين” في الحرب الأوكرانية؛ بعدد: 25 ألف كقاتل، أغلبهم من المدانين الروس وحصلوا على عفو للاشتراك في الحرب.
وقد قدم هؤلاء للرئيس الروسي الكثير من الخدمات. وقد كان من الطبيعي مع ازدياد قوة هذه الميليشيا، أن تدخل في مشكلات مع المنافسين من قيادات الجيش. ويمكن القول إن هذا الأمر سوف ينطبق قريبًا على؛ “رمضان قديروف”، وقواته الشيشانية.
والواقع أن الجيش الروسي لعب دورًا أساسيًا في الحرب الأوكرانية، بينما كانت (فاغنر) مهمشة بعكس الدعاية والضجة الكبيرة، لكن لم تقبل بالتهميش وطرحت ادعاءات كبيرة. وبدأت مشكلة “بوتين” مع (فاغنر)؛ منذ أعلن “بريغوجين”، قدرة هذه المجموعة على احتلال مدينة “باخموت”؛ وقال: “الجيش الروسي ترك المدينة خالية حتى تتمكن القوات الأوكرانية من استهدافنا”.
ومنذ ذلك اليوم احتدمت وتيرة الخلافات بين (فاغنر) والجيش الروسي. في غضون ذلك بدأ التنسيق بين قيادات الجيش الروسي على إقصاء هذه المجموعة، لكن “بوتين” لم يرد المواجهة الشخصية مع صديقه السابق، ووقف أمام وزير الدفاع، وعمل على نحو خلق تصورات عن وجود مشكلة بين وزير الدفاع و(فاغنر).
وبعد سّيطرة هذه المجموعة على مدينة “روستوف” ووضعوها على مسّار التحرك باتجاه “موسكو”، أدرك “بوتين” بشكلٍ جيد أن “روسيا” تواجه خطرين رئيسيين مع (فاغنر)؛ وأمر الجيش بقمع هذه المجموعة، لأن “روسيا” تقف اليوم على شفير حرب أهلية.
وقد تأثرت مكانة “روسيا” في الحرب على “أوكرانيا”؛ بعد هجوم (فاغنر).
الدعاية السلبية ضد “بوتين” وروسيا..
“ستاره صبح” : هل يمكن اعتبار تمرد (فاغنر) بمثابة تهديد حقيقي للجيش الروسي ومكانة “بوتين” شخصيًا ؟
“عبدالرضا فرجي راد” : الجيش الروسي أقوى من (فاغنر)؛ ولن يظل مقيّد لأن “بريغوجين” يعرف جيدًا لغة الخطاب مع المجتمع الروسي. وهو يمتلك الكثير من الأنصار داخل “روسيا” ويدعي العدالة والشعب الروسي. واتهم قيادات الجيش الروسي بالعمالة لـ”الولايات المتحدة”، وأن لا يمكن تحقيق النصر طالما لم تتقدم على الجبهات لفترات طويلة.
هذه هي نوعية خطابات “بريغوجين” والشعب الروسي يتقبلها. وهذه الأفكار تنتشر بشكلٍ جيد بين أوساط الشعب الروسي الساخط، ويبدأ في التساؤل حول أسباب إعلان الحرب بالأساس ؟.. ولماذا لا نستطيع الفوز رغم أننا نمتلك الجيش الثاني على مستوى العالم ؟.. فالشعب الروسي مسّتاء من الوضع الاقتصادي ومقتل الكثير من الشباب.
وفي ضوء تصاعد وتيرة الدعاية السّلبية ضد “روسيا” وشخص “بوتين”؛ تجاهل الشعب الروسي مسألة أن “روسيا” لا تقاتل “أوكرانيا” فقط؛ ولكن في الحقيقة السلاح الغربي في هذه الحرب العالمية.
وقد بلغ التضخم في “روسيا” مرحلة الغضب الشعبي، لاسيما في ظل غموض مصير هذه الحرب. من ثم يُدرك “بريغوجين” ماذا يفعل بالتحديد، وأنه لا يعتمد فقط في هذا التمرد على: 25 ألف مقاتل عناصر مجموعة (فاغنر)؛ لكنه يّراهن على الاستياء والغضب الشعبي.