25 ديسمبر، 2024 4:13 م

دبلوماسي إيراني : نتائج المفاوضات “الإيرانية-السعودية” سوف تتضح في “فيينا” !

دبلوماسي إيراني : نتائج المفاوضات “الإيرانية-السعودية” سوف تتضح في “فيينا” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد أسبوع على إذاعة حوار “سعد الجابري”، المسؤول المخابراتي السعودي الأسبق؛ في حديث تلفزيوني إلى فضائية (C.B.S)، والذي أكد خلاله تخطيط، “محمد بن سلمان”، في العام 2014م، لقتل الملك “عبدالله”؛ للوصول إلى السلطة (!)، برزت الأزمة اللبنانية على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني؛ بخصوص فشل “السعودية” في “اليمن”.

ولم ينتهي غضب “بن سلمان” عند حدود هذه المسألة؛ لكنه علم أنه حتى لو شارك في اجتماع “قمة العشرين” فلن يستطيع اللقاء مع القيادات المشاركة رفيعة المستوى أو إجراء مباحثات.

وقد أشار “فيصل بن فرحان”، وزير الخارجية السعودي؛ إلى هذه المسألة بقوله: “الأزمة السعودية الراهنة مع لبنان؛ ترتبط بقوة (حزب الله)”.

وتطرق للحديث عن المفاوضات مع “إيران”؛ وأكد: “المباحثات وإن كانت أخوية، لكن لم تُسفر حتى الآن عن أي تقدم ملموس”.

وفيما يلي؛ تناقش صحيفة (آفتاب يزد) الإصلاحية الإيرانية، الدبلوماسي الأسبق: “قاسم محبعلي”، للحديث عن هندسة السياسات السعودية داخل النطاق الجيوسياسي الإقليمي والعالمي…

السعودية لا تريد تكرار تحالف الثامن من آذار..

يقول “محبعلي”؛ تعليقًا على الأزمة “السعودية” الراهنة مع “لبنان”: “السعودية لم تسمح بالنظر إلى إمكانياتها وقدراتها أن تتعرض للنقد من أحد. وتمتلك المملكة مصادر مالية وإمكانيات عربية ودولية، والدول الأخرى بحاجة إلى السعودية؛ لأنها تمتلك استثمارات في الكثير من الدول”.

وإنطلاقًا من الدعم السعودي للمجتمع السُني في “لبنان”، يبذل “آل سعود” كل جهودهم للحيلولة دون تكرار الأحداث السابقة، لاسيما بعد عجز تحالف “الثامن من آذار/مارس”، عن كسب الأغلبية في الانتخابات اللبنانية؛ بسبب الخلافات مع “إيران”.

من ثم تضغط المملكة للتخلص من حكومة، “نجيب ميقاتي”، المعتدلة. وعليه فالمشكلة الآن تتعلق بالأحداث التالية.

السعودية عرضة لتغييرات كبرى في أي لحظة..

يُضيف الدبلوماسي الإيراني الأسبق في “ماليزيا”: “هناك انقسام داخل الولايات المتحدة، بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ بسبب السعودية. ويتخوف، بن سلمان، من مساعي الديمقراطيون لإجراء تغييرات في السعودية بعد مقتل، جمال خاشقجي، ناهيك عن الخلافات بين الأمراء أنفسهم”.

ولا يرغب الديمقراطيون في العمل مع، “بن سلمان”، بعد تورطه في مقتل، “خاشقجي”، وعلاقاته القوية مع فريق “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي السابق، وربما يضغطون على “السعودية” لإجراء تغيير.

والسؤال: هل يحدث تغيير أم لا ؟!.. مسألة تحتاج إلى نقاش، لكن الأكيد يرفض الديمقراطيون الموقف السعودي من “اليمن”، وكذلك سياسات “بن سلمان” الداخلية بشان إقصاء التيارات المقربة من الديمقراطيين.

ما هي نتائج المباحثات “الإيرانية-السعودية” ؟

في نهاية الحوار؛ تعرض”قاسم محبعلي”، للمباحثات بشأن المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، وأضاف: “رغم انعقاد أربع جولات من المفاوضات الأمنية بين إيران والسعودية، لكن يقتصر الأمر على تبادل وجهات النظر؛ إذ لم تُسفر المفاوضات، حتى الآن، عن أي نتائج عملية مؤثرة”.

والطبيعي أن تُفضي المباحثات إلى نتائج عملية؛ حين تميل إلى الشق السياسي، وبالنسبة للحالة “الإيرانية-السعودية”؛ يتعين أن تكون المفاوضات على مستوى رفيع حتى تُفضي إلى نتائج.

وبالنظر إلى الأوضاع السعودية في المنطقة، فإنها تُريد تحقيق المزيد من الإنجازات في مواجهة “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” عبر الاستفادة من أداة الحوار مع “إيران”، وإجراء تغير في المنطقة على غرار “أفغانستان”.

وفي منتصف التسعينيات، حين وصلت (طالبان) إلى السلطة، كانت “السعودية والإمارات وباكستان” من أوائل الدول التي اعترفت رسميًا بحركة (طالبان)، وساندوها ودعموها، والآن احتلت “تركيا” و”قطر” مكانة “السعودية” في “أفغانستان”، وهو ما يعكس إحساس “السعودية” بإمكانية تأثير الأداة الإيرانية، إذ لا وجود لـ”السعودية” ولا لـ”الجمهورية الإيرانية” في الأحداث الأفغانية.

ويريد “آل سعود” بذلك الحصول على إمتيازات من الطرفين. وتُجدر الإشارة إلى أن المفاوضات مع “السعودية” تنطوي على عبء آخر وهو الشق النووي، فكلاهما يتقدمان معًا؛ بمعني أن التقدم على صعيد المفاوضات النووية والوصول إلى اتفاق مع “الولايات المتحدة الأميركية”، حينها سوف ترغب “السعودية” في الاستفاة من هذه المزايا من خلال تطبيع العلاقات مع “إيران”. ولذلك تنتظر “السعودية”؛ حتى ذلك الحين، وبناء سياساتها تجاه “إيران” وفق هذه القضية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة