خاص : ترجمة – محمد بناية :
أكد “پرویز إسماعیلي”، مساعد الاتصالات والإعلام بمكتب رئيس الجمهورية الإيرانية، أنباء زيارة الرئيس، “حسن روحاني”، إلى “بغداد” لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من الاثنين. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الإيراني، بمجرد وصوله “بغداد”، مباحثات ثنائية مع الرئيس العراقي، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، تتناول العلاقات بين البلدين والتعاون الإقليمي.
هذا بالإضافة إلى لقاء رئيس البرلمان العراقي، “محمد الحلبوسي”، وكذلك المشاركة في مؤتمر تجاري بحضور القطاعات الإيرانية والعراقية الحكومية والخاصة، ولقاء عدد من المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى.
كذلك سوف يلتقي “روحاني”، خلال الزيارة، مرجع التقليد، آية الله “السيستاني”.
وفيما يلي نص حوار “مريم سالاري”، مراسل صحيفة (إيران) الحكومية، مع “حسن دانایي فرد”، السفير الإيراني السابق في “بغداد”، بشأن أبعاد وموضوعات النقاش بين مسؤولي البلدين…
رسائل واضحة..
“إيران” : للمرة الأولى، خلال فترته الرئاسية، يزور الرئيس، “حسن روحاني”، بغداد، من أي الزوايا تحوز هذه الزيارة الأهمية في ضوء التطورات الإقليمية الراهنة والعلاقات بين البلدين ؟
“حسن دانایي فرد” : زيارة الرئيس، “روحاني”، في ظل الظروف الحساسة الراهنة، حيث تزداد الضغوط الأميركية على “العراق” بغرض فك الإرتباط مع “إيران”، إنما تحمل معاني الصداقة والتعاون وتعكس من جهة أخرى رسائل تفيد باستمرار وتطوير التعاون بين “إيران” و”العراق” في مختلف المجالات والقطاعات.
وهذه الزيارة المعلنة والبرامج الواضحة؛ هي إستجابة لدعوة المسؤولين العراقيين، وتعقب زيارة الرئيس الأميركي السرية إلى “العراق”. وشكل الزيارتين المختلف يحمل بين طياته جملة من الرسائل الواضحة.
لأسباب أمنية وليست سياسية..
“إيران” : لماذا لم يتوجه الرئيس، “روحاني”، لزيارة “العراق” قبلاً رغم العلاقات القوية بين البلدين ؟
“حسن دانایي فرد” : السر في عدم القيام بهذه الزيارة مسبقًا؛ يرتبط بأسباب أمنية قبل أن تكون سياسية. فقد كان “العراق” يصارع، حتى العام 2017، ضد (داعش) وتيار الإرهاب، ولذلك كانت زيارات المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى إلى “العراق” محدودة.
بينما كان بين الطرفين تنسيق محدد في نطاق مكافحة الإرهاب، حيث كانت “الجمهورية الإيرانية” بمثابة الصديق والمستشار لـ”العراق” في النضال ضد (داعش). مع هذا فقد شهدت نهاية الدورة الأولى من رئاسة السيد، “حسن روحاني”، إتخاذ التمهيدات والتدابير للازمة لزيارة “العراق”، لكن تأجلت الزيارة بسبب عدد من المشكلات التنفيذية.
رسائل إلى الولايات المتحدة..
“إيران” : ما هي رسائل الحكومة والمسؤولين العراقيين لـ”الولايات المتحدة” من خلال الاهتمام بزيارة الرئيس “روحاني” ؟
“حسن دانایي فرد” : كما أسلفت؛ تأتي زيارة الرئيس، “روحاني”، إلى “العراق” بعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس الأميركي السرية. تلك الزيارة؛ حيث تخوف المسؤولون الأميركيون من عمليات التأمين، وقد وجهت هذه الزيارة عمليًاً برفض المسؤولين العراقيين.
في حين يُستقبل وفود “إيران” من مختلف المستويات أثناء زياراتهم لـ”العراق”، بالأحضان وترحيب الأحزاب والتيارات والمسؤولين العراقيين، حيث تتسم المباحثات بالشفافية.
كذلك لم تكن هذه الزيارات تقتصر على ساعتين أو ثلاثة، وإنما كانت تمتد في بعض الأحيان إلى أربعة أيام على غرار زيارة، الدكتور “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية، الأخيرة إلى “العراق” والتي استمرت ستة أيام، زار خلالها مختلف الأماكن والتقى عدد من الشخصيات. وهذه الزيارات تحمل في ذاتها عددًا من الرسائل الموجهة إلى “الولايات المتحدة” تتعلق بمكانتها مقارنة مع “الجمهورية الإيرانية”.
كذلك يستطيع المخاطب، على الصعيد الدولي، المقارنة بين هذه الزيارات في الحكم على مستوى ومكانة العلاقات “الإيرانية-العراقية” وما تحمله من رسائل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
العلاقات “الإيرانية-العراقية”..
“إيران” : في أي الإتجاهات يمضي التعاون الأمني بين طهران وبغداد ؟
“حسن دانایي فرد” : آفاق العلاقات “الإيرانية-العراقية”، سواء على المدى المتوسط أو الطويل، واضحة تمامًا. ومؤكد أن “الجمهورية الإيرانية” تتخوف حيال الإجراءات الأميركية في “العراق” نظرًا إلى التوجه الأميركي الغامض في المنطقة و”العراق”.
فما تزال “الولايات المتحدة” تسعى، بالتعاون مع “الكيان الإسرائيلي”، إلى توتير الأوضاع الأمنية في المنطقة، لاسيما بـ”العراق” باعتباره من دول النفوذ الإيراني، وهذه العمليات قد تثير المخاوف الإيرانية، وهو ما يستدعي التنسيق والتعاون المستمر بين المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين بين “طهران” و”بغداد”. وهذا الموضوع بلا شك سيكون أحد المحاور الأساسية في مباحثات الرئيس، “روحاني”، مع المسؤولين العراقيين.