دبلوماسي إيراني : التقارب “الإيراني-السعودي” سيؤدي إلى عزلة إسرائيل وصعود “الصدر” في العراق مقلق لـ”طهران” !

دبلوماسي إيراني : التقارب “الإيراني-السعودي” سيؤدي إلى عزلة إسرائيل وصعود “الصدر” في العراق مقلق لـ”طهران” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

يعتقد الكثيرون بعد تصاعد وتيرة دفء العلاقات “الإيرانية-السعودية” مؤخرًا، في أن تُفضي المباحثات بين مسؤولي البلدين إلى المصالحة، وأن تتبع باقي الدول العربية؛ وبخاصة الخليجية، نفس المسار سريعًا؛ وحينها سوف يتحول الشرق الأوسط إلى مكان مختلف تمامًا؛ وسوف تتغير مكانة “الكيان الصهيوني” أيضًا.

وحتى اللحظة؛ كشف المتحدث باسم “الخارجية الإيرانية” عن مجموعة تفاهمات بين الطرفين. كذلك تتحدث المصادر الدبلوماسية عن احتمالات إعادة فتح قنصليتي البلدين في القريب العاجل. ومن المتوقع تطبيع العلاقات سريعًا بعد إعادة فتح السفارات.

وفي حال أفضت المباحثات بين “إيران” و”السعودية” عن اتفاق سلام وعودة العلاقات بين البلدين بشكل كامل، فسوف يعني نهاية التحالف ضد “إيران”.

لكن تلاطم وتذبذب الشرق الأوسط، لاسيما بعد تقدم تيار “الصدر” في “البرلمان العراقي”، فالمتوقع بروز تحديات عراقية؛ وبخاصة في العلاقات مع “إيران”.

وفي هذا الصدد؛ أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية، الحوار التالي مع: “قاسم محب علي”، مدير عام وحدة الشرق الأوسط الأسبق بـ”الخارجية الإيرانية”…

عزلة “إسرائيل”..

“آرمان ملي” : ما هي أهم مزايا تحسن العلاقات “الإيرانية-السعودية” ؟

“قاسم محب علي” : كان الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، قد بدأ العمل على تشكيل محور ضد “إيران” وحلفاءها في المنطقة؛ من خلال الوصل بين العرب و”إسرائيل”. وكان لـ”السعودية”، في هذا المحور، دور حيوي، لكن لم تتقدم “السعودية” باتجاه التطبيع المعلن مع “إسرائيل”؛ بسبب اختلاف هيكل السلطة في “الرياض” عن الدول: كـ”الإمارات” و”البحرين”.

ومع غياب “ترامب”؛ بدأت عملية تهميش ملف التطبيع “العربي-الإسرائيلي”، واستبداله بتحسين العلاقات “الإيرانية-السعودية”. فإذا نجحت بالفعل جهود ترميم العلاقات بين البلدين، فأول ما سيترتب على ذلك هو القضاء على المحور المعادي لـ”الجمهورية الإيرانية” في الشرق الأوسط.

على سبيل المثال؛ اتخذت “البحرين”، خلال السنوات الأخيرة، مواقف مناوئة لـ”الجمهورية الإيرانية”، وتعتبر “إيران” تهديدًا مباشرًا. لكن إذا تحسنت العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ فسوف يتغير الموقف البحريني. وبالتالي؛ سوف تتعرض “إسرائيل” لعزلة محتملة وفشل كل مخططاتها ضد “إيران”.

فوز “الصدر” يقلق إيران..

“آرمان ملي” : هل يتسبب فوز تيار “الصدر” في الانتخابات العراقية، في تحديات إقليمية جديدة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية” ؟

“قاسم محب علي” : تواجه “إيران”، منذ مدة؛ تحديات كبيرة في “العراق”. وتدل الإشارة إلى أن العلاقات الإيرانية كانت مصحوبة بالتوتر باستمرار. في غضون ذلك رأينا مداخلات “الولايات المتحدة”، في “العراق”، وكذلك المساعدات الإيرانية لإسقاط، “صدام حسين”، لتشكل حكومة من الغالبية الشيعية في “العراق”.

وأحد الأحداث في تلك الفترة وحتى اللحظة؛ هو ظهور تنظيم (داعش) في “العراق”؛ والذي تحول بشكل عملي إلى تهديد للجمهوريتين: الإيرانية والعراقية، وهو ما تسبب في تحسن علاقات البلدين.

وبعد هزيمة تنظيم (داعش) تحول “العراق” إلى ساحة للمواجهات “الإيرانية-الأميركية”، غير المباشرة، وتدهورت الأوضاع العراقية، ما ترتب عليه انتشار المظاهرات في عموم البلاد.

وفي الانتخابات الأخيرة، ووفق النتائج المعلنة؛ حصل التيار المقرب من “إيران” على عدد مقاعد قليل في البرلمان. بينما حصل تيار “الحكيم”؛ الذي نأى بنفسه قليلًا عن “إيران” على عدد المقاعد اللازمة في البرلمان. وحصل تيار “الصدر” على أغلبية الأصوات، وهذا التيار؛ وإن لم يُعلن العداء الصريح مع “إيران”؛ لكنه يرى ضرورة عدم تدخل “إيران” في الشأن العراقي الداخلي؛ وعبر عن ذلك بشعارات من مثل المطالبة باستقلال “العراق”. وهي جملة بالتأكيد تشمل المخاطب الأميركي أيضًا.

المشاريع الأميركية تسقط في الشرق الأوسط..

“آرمان ملي” : أما تزال “الولايات المتحدة” تتبنى نفس السياسات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط ؟

“قاسم محب علي” : في العام 1998م؛ تحولت مسألة التحديث السياسي أو ما قدمته “الولايات المتحدة” باسم التنمية السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط أو “الشرق الأوسط الجديد”، إلى مناقشات حادة بين “الولايات المتحدة” والدول العربية، وبخاصة: “السعودية” و”مصر” ودول الخليج.

وكانت “السعودية” تتعلل بالقول: لا بديل عنا والبديل هو (القاعدة) و(داعش)، والتخلي عنا سوف يُزيد من نفوذ “إيران” في المنطقة.

والأنظمة الموجودة في الخليج تعتبر منتهية الصلاحية من منظور الديمقراطيات التقليدية، لأنها تفتقر إلى تداول السلطة والديمقراطية. بل لا يوجد حتى مفهوم باسم الدستور في “السعودية”، وإنما تُعتبر قرارات الملك قانونية.

في المقابل؛ تميل “الولايات المتحدة” إلى إقامة علاقات قوية ودائمة مع حلفاءها. لكن الأوضاع في الشرق الأوسط لها خصوصيتها، ومن غير المعلوم مدى فاعلية السياسات الأميركية بخصوص هذه المنطقة. فقد كان “جورج بوش”؛ يعتقد في تحويل “العراق” إلى نموذج للديمقراطية في الشرق الأوسط، وهو ما لم يحدث. وتدور مباحثات مشابهة بشأن “السعودية”؛ حيث تعتزم “الولايات المتحدة” إجراء تغييرات على هذا البلد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة