خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
خصص موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية”، الحلقة السادسة من سلسلة الندوات الإفتراضية للحديث عن أوضاع الشرق الأوسط وسياسات الإدارة الأميركية الجديدة، وكذلك مستقبل “إيران” ومكانتها في هذه المنطقة.
شارك في الندوة: “محمد جواد آسایش”، السفير الإيراني في “قطر” و”عُمان” سابقًا، و”أحمد دستمالچیان”، السفير الإيراني في “لبنان” و”الأردن” سابقًا، و”عبدالله نوروزي”، السفير الإيراني في “بلغاريا” و”السويد” سابقًا، و”محمد إبراهیم رحیم پور”، مساعد وزير الخارجية والسفير الإيراني في “النمسا” و”الهند” سابقًا. وطرح المشاركون ملاحظاتهم حول القضايا المطروحة على النحو التالي…
على الجمهورية الإيرانية تنسيق علاقاتها مع جيرانها..
في بداية الندوة؛ وصف “محمد جواد آسايش”، مستقبل دول الشرق الأوسط، وبخاصة دول الخليج، بـ”شديد التعقيد”، بسبب تفاوت مواقف ورؤى أطراف هذه المنطقة حيال التطورات، وقال: “حتى أن دول الخليج لا تتخذ موقفًا موحدًا إزاء القضايا المختلفة. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى سعى دول الخليج لإدارة المنطقة دون مشاركة إيران؛ وهذا مستحيل كما لا يمكننا إدارة المنطقة دون دول الخليج. لذا فالعلاقات الإقليمية تتسم بالخصوصية والتعقيد. ومستقبلًا سوف يلقي تطور العلاقات (الصينية-الأميركية) بظلاله على العلاقات بالمنطقة”.
وأضاف: “مع الأخذ في الاعتبار للدور والنفوذ الإيراني في التطورات الإقليمية، فقد نهضت الدول العربية الخليجية للمواجهة ضد إيران؛ وإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل. والأمر يستدعي أن تنسق الجمهورية الإيرانية علاقاتها مع جيرانها على نحو يحد من الدور التخريبي للدور فوق الإقليمي في تطورات الشرق الأوسط”.
أولوية الجمهورية الإيرانية القصوى تحسين العلاقات مع الجيران..
يؤكد “أحمد دستمالچیان”، أن منطقة غرب آسيا تحظى باهتمام القوى الكبرى، لأنها تنتج وتوفر أكثر من 60% من الطاقة العالمية، وأوضح: “جعل اتفاق، الملك عبدالعزيز، الأمني مع الولايات المتحدة، منطقة الشرق الأوسط شديدة الحساسية. وقد استتبع تردد الأساطيل العسكرية المختلفة على المنطقة، منذ الاستعمار البريطاني وحتى اللحظة، (حيث تسعى أميركا للتجول بالمنطقة)، تدخل الأجانب في شؤون هذه المنطقة وهو ما ترتب عليه نوع من الاضطرابات وانعدام الاستقرار”.
وأضاف: “سعت الجمهورية الإيرانية، منذ انتصار الثورة، إلى تأسيس علاقات جوار أخوية مع الجميع، وحتى اللحظة، ورغم مرور هذه السنوات؛ ماتزال الجمهورية الإيرانية تؤسس لمثل هذه العلاقات في سياساتها الخارجية. وعليه فالأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية؛ هي تحسين العلاقات مع دول الجوار. لكن ما يحوز الأهمية هو تصور بعض دول المنطقة المغلوط بشأن توفير الأمن عبر صفقات السلاح واستقدام الأجانب، وهو ما أضحى السبب الرئيس في التوتر والاضطراب بمنطقة الشرق الأوسط”.
التنافس الرئيس بالشرق الأوسط يرتبط بالمواجهة السرية بين الصين والولايات المتحدة..
تحدث “عبدالله نوروزي”، عن سابقة تواجد ونفوذ القوى فوق الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “لا يجب أن نقصر أهمية الشرق الأوسط على النظرة الأميركية فقط، حيث شهد القرن الماضي، على الأقل، تقسيم الشرق الأوسط عقب سقوط العثمانيين بين إنكلترا وفرنسا. وماتزال الدولتان تتقاسمان النفوذ؛ وبالتالي المصالح في الشرق الأوسط. ولكن لم يُعد الشرق الأوسط يحمل نفس الأهمية السابقة، بالنسبة للبيت الأبيض، بسبب إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة، مع هذا يحظى الشرق الأوسط باهتمام الولايات المتحدة بسبب دور هذه المنطقة في تأمين الطاقة بالنسبة لدول أخرى كالصين. من ثم فالمنافسة الأساسية في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة والصين على تحديد القوة الاقتصادية الأكبر في العالم. من ثم لو تراجع إرتباط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، من حيث إنتاج النفط والطاقة، لكن اعتماد منافسين الولايات المتحدة على منتوجات الشرق الأوسط من الطاقة جعل من هذه المنطقة أداة ضغط بين يدي واشنطن لتقيد منافسيها. ومن ثم فقد تحول استقرار المنطقة إلى نوع من ألعاب السياسات الأميركية”.
البحث في أهداف الأطراف الفاعلة بالمنطقة..
واعترف “محمد إبراهیم رحیم پور”؛ بطبيعة التطورات الراهنة في غرب آسيا، باعتبارها نوع من الإرتباك المنتشر في المنطقة وبعضه بسبب التراخي الأميركي في اتخاذ القرارات، لاسيما بعد إنتهاء فترة، “دونالد ترامب” الرئاسية، ورغم أن دول الخليج جزء من الشرق الأوسط، لكن الشرق الأوسط بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” يرتبط بـ”مصر، وإسرائيل، وسوريا، والأردن والعراق” نسبيًا.
فإذا كنا نبحث عن دور ومكانة “الجمهورية الإيرانية”، في مشهد تطورات الشرق الأوسط والمعادلات الآنية؛ فإن علينا تقييم جميع الأطراف الإقليمية وفوق الإقليمية الفاعلة، والبحث في أهدافهم ومصالحهم وغيرها من المحاور اللازمة في التحليل النهائي.