15 أبريل، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

دبلوماسية الكاميرات .. خطوة واحدة داخل “كوريا الشمالية” تكشف “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

منذ أيام قليلة؛ التقى قادة “كوريا الشمالية” و”الولايات المتحدة الأميركية”، في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، واستمر اللقاء مدة 50 دقيقة؛ لم يحدث خلالها سوى التصافح والتقاط الصور التذكارية على الأراضي الكورية الشمالية، في حين استمر حوار الطرفين على أراضي “كوريا الجنوبية”.

ويعود آخر لقاء بين رئيسي البلدين، إلى نهاية شباط/فبراير الماضي، حيث توقفت عمليًا المباحثات بين الجانبين.

“دونالد ترامب”، الذي سجل اسمه كأول رئيس لـ”الولايات المتحدة” يطأ أراضي “كوريا الشمالية”، بعد عبوره خط الحدود بين الكوريتين؛ واصفًا ذلك الحدث بـ”الشرف العظيم”، ووجه الدعوة إلى نظيره الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أن”، لزيارة “واشنطن”، كاشفًا عن اتفاق الطرفين على استئناف المفاوضات، مدعيًا في الوقت نفسه بقاء العقوبات على قوتها !!

بدوره؛ وصف زعيم “كوريا الشمالية”، زيارة “دونالد ترامب”، باللحظة التاريخية المهمة. وسيكون، (حال تلبية الدعوة)، أول زعيم لـ”كوريا الشمالية” يزور “الولايات المتحدة الأميركية”.

وثمة ملاحظات مهمة حول اللقاء ورؤية “دونالد ترامب” في التعاطي مع أحد أهم ملفات السياسة الخارجية الأميركية، بحسب “محمد قادري”؛ الخبير الإيراني للشؤون الدولية، في أحدث تحليلاته التي نشرتها صحيفة (جام جم) الصادرة عن “هيئة الإذاعة والتليفزيون” الإيرانية، نعرض لها فيما يلي باختصار..

لاعب يريد تخطيط ملعبه !

الملاحظة الأولى : وكما توقع الكثير من المتخصصين في الشأن الدولي؛ مع بداية جلوس “دونالد ترامب” على كرسي السلطة بـ”الولايات المتحدة الأميركية”، ينطوي سلوكه، باعتباره سياسي واقعي، على عدد من السمات المهمة والتي قلما تتوفر في سياسي.

ويعتقد المحللون أن “ترامب” سياسي يستفيد بشدة من التقنيات الدعائية ويلاعبه منافسيه في الداخل وأعداءه في الخارج بهذه التقنيات. وتنتهى تحليلات سلوك “دونالد ترامب” إلى نقطة، لطالما أشار هو نفسه إليها في لقاءاته الانتخابية، وهي أنه ممثل يسعى للعمل بفاعلية وعدم السماح للآخرين بتصميم ملعبه.

وهو ما برز في التعامل مع ملوك وأمراء الخليج، أو كما بدا غير متكلف فيما يتعلق بملف “كوريا الشمالية”. وعليه يمكننا تقييم هذا النوع من سلوكيات، “ترامب”، الدبلوماسية بالتي تفتقر للقدرة الإستراتيجية من منظور مبادئي علم السياسة والعلاقات الدولية؛ وإنما تقوم على أنموذج “تجاري-دعائي”.

وإذ يسعى “ترامب” لتقديم نفسه على صعيد السياسة الخارجية الأميركية كصاحب عقيدة وتحويل “الترامبية” إلى مدرسة؛ مثل “الغاكسونية” و”الغفرسونية”، لكن المؤكد للجميع، وحتى الجمهوريين الأميركيين، أن الجزء الأكبر من لعبة “ترامب”، في حوزة العلاقات الدولية، لا تفتقر فقط إلى إستراتيجية واضحة؛ وإنما تضرب بجذورها في نفسية “ترامب” وشخصيته الخاصة.

الإيهام بتغيير السياسة الخارجية..

الملاحظة الثانية : تتعلق بدور “السياسة الخارجية الأميركية”؛ في انتخابات الرئاسية المقبلة، 2020.

وطبقًا لأحدث استطلاعات “جامعة كوينيبياك الأميركية”؛ فالسياسة الخارجية أحد أجهزة القياس التي تثبت تراجع شعبية “ترامب”، لاسيما في “الولايات الرمادية” والمحددة؛ مثل “بنسلفانيا” و”ميتشغان” و”يسكانسن” و”أوهايو” و”فلوريدا”.

من جهة أخرى؛ سوف يركز الديمقراطيون، في الانتخابات الرئاسية المستقبلية، على نقاط ضعف “دونالد ترامب”. وقد دعت هذه القضية، “ترامب”، إلى التفكير في “تغيير الوضع الراهن” على صعيد السياسة الخارجية الأميركية، أو بعبارة أفضل؛ إيهام الأميركيين بإجراء تغيير على السياسية الخارجية..

تخبط الإستراتيجية والدبلوماسية الأميركية..

الملاحظة الأخيرة؛ ترتبط تمامًا بلقاء الرئيس الأميركي، نظيره الكوري الشمالي.

يتنقل “ترامب”، بين “التهديد” و”المفاوضات”، مع “بيونغ يانغ”، وهو نفس الأسلوب الذي يريد إنتهاجه مع “إيران”.

وهذه المفارقة ليس فقط نتاج الإخراج الدقيق في حوزة السياسة الخارجية الأميركية، وإنما مأخوذة عن تخبط “ترامب” في تفكيك عناصر القوة الإستراتيجية والدبلوماسية الأميركية. ولن يُقضى على هذا التخبط الإستراتيجي حتى بخروج شخصيات مثل، “جون بولتون” و”مايك بومبيو”، من “البيت الأبيض”.

كذا يعاني “دونالد ترامب”؛ من هذا التخبط المزمن، حتى مع وجود “ريكس تيلرسون”، في وزارة الخارجية، و”ماك ماستر”، مستشار الأمن القومي الأميركي. من ثم سوف تغلب هذه المفارقة على “دونالد ترامب”؛ طالما هو على رأس المعادلات السياسية والتنفيذية لـ”الولايات المتحدة”، سواءً في 2020م أو 2024م.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب