26 ديسمبر، 2024 12:13 م

“داعش” يسيطر على جبال حمرين وطيران الجيش لم يستجب لطلبات انقاذ

“داعش” يسيطر على جبال حمرين وطيران الجيش لم يستجب لطلبات انقاذ

كشفت مصادر امنية رفيعة، عن سيطرة تنظيم داعش على كامل محيط سلسلة جبال حمرين الممتدة من ديالى الى كركوك، بسبب نقص الإمدادات والإسناد الجوي بالرغم من توفره.
واوجز مصدر امني في محافظة ديالى، طبيعة الظروف التي رافقت سلسلة العمليات المسلحة التي شهدتها المنطقة منذ نحو ثلاثة اسابيع بهدف السيطرة على محيط جبال حمرين الذي يعد بمثابة المنفذ الحيوي لهذه السلسلة الجبلية.
وقال المصدر وهو ضابط برتبة رائد في الشرطة الاتحادية لـ “واي نيوز” اليوم الأحد، ان “القيادات الامنية كانت تستعد لشن هجوم على بعض المنافذ الفرعية لجبال حمرين في ديالى لقطع الطريق على تنظيم داعش الذي تمركز بعد اندلاع العمليات العسكرية في صحراء الانبار”، مضيفا ان “القوات الامنية تسيطر في النهار على مفاصل مهمة من هذه الطرق الفرعية التي يسلكها الارهابيون لامدادهم لوجستيا بسيارات البيك اب رباعية الدفع وتمكنت من السيطرة على عدد من السيارات قبل نحو شهر”.
واستدرك بالقول ان “القوات الامنية كانت تعاني من صد الهجمات التي ينفذها التنظيم ليلا في منطقة جبلية تدربوا عليها جيدا، في حين قواتنا الامنية لا تقوى على صد أي هجوم فتضطر الى الانسحاب ليلا والعودة اليها نهارا”، مبينا ان “العادة جرت على انسحاب القوات الامنية مع غروب الشمس واستمرار امدادات التنظيم طيلة ساعات الليل وتوقفها مع بزوغ الفجر”.
وزاد المصدر الذي كان شارك في العديد من العمليات الامنية مع الشرطة الاتحادية ضد التنظيم ان “الجيش العراقي يمتلك الامكانات الجوية، ونطالبهم باستمرار بالتدخل لحسم الامر ليلا وقصف الاليات التي تمد التنظيم بالاعتدة والاسلحة والمعدات، لكنهم لا يستجيبون لنا”، مبينا “لم يكن امامنا خيار سوى الانسحاب ليلا لاننا لا نمتلك حتى الناظور الليلي، في حين يمتلكون هم كل ما هو معدوم لدينا من امكانات عسكرية”.
وشرح المصدر تفاصيل السيطرة النهائية لتنظيم داعش على المحيط بالقول “جرت هناك عمليات مسلحة في العديد من سيطرات الاسناد الواقعة بين المدينة ومحيط الجبال، وتمكنوا من مشاغلة السيطرات هناك وقطع الاتصالات بيننا وبينهم، وفي هذه الاثناء وعند انسحابنا من المنافذ الفرعية للجبال تعرضنا لهجوم عنيفا من مختلف الجهات، وخشية اعطاء خسائر من قواتنا الامنية اضطررنا الى التراجع عن منافذ المحيط”، مضيفا “لم يكن لدينا اي قوات اسناد او طيران جوي لذلك خسرنا منفذين عند المحيط وهم حاليا يسيطرون على جزء مهم من المحيط”.
وتابع أن “الجبال والمناطق المحيطة بها هي مناطق مأهولة بالسكان، وهي عبارة عن قرى وارياف واراض زراعية بعضها متروك وبعضها مستغل من قبل المزارعين، وقد تم تهجير العديد من هؤلاء السكان عنوة في حين هاجر البعض بعد اشتداد وتوسع محاور الاشتباكات بين الارهابيين والقوات الامنية”.
وفي حين رفضت وزارة الدفاع التعليق على الموضوع، بينت مصادر خاصة في الوزارة لـ “واي نيوز” أن هناك اسنادا منظم للقوات المتواجدة هناك، وعمليات عسكرية مخطط لها في منطقة جبال حمرين في ديالى، ما ادى الى انتقال التنظيمات الارهابية الى جبال حمرين الممتدة على حدود محافظة كركوك.
وقال مصدر مطلع ان “التمترس الحقيقي والامداد الطبيعي لتنظيم داعش المقيم في هذه الجبال يكمن في السلسلة الجبلية الملاصقة لمحافظة صلاح الدين، اذ تشير التقارير الاستخبارية الى ان حجم العمليات المسلحة في صلاح الدين توازي حجم العمليات المسلحة في ديالى”، متوقعا ان “يكون الجيش غير قادر على خوض معركة حاسمة في هذه الجبال حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية في الانبار، اذ لا يمكن ان يخوض الجيش حروبا متكررة، في توقيتات متقاربة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة