17 نوفمبر، 2024 5:43 ص
Search
Close this search box.

“داعش” يستغل الأزمة السياسية فى العراق بعمليات متفرقة .. هل يتجسد الشبح من جديد ؟

“داعش” يستغل الأزمة السياسية فى العراق بعمليات متفرقة .. هل يتجسد الشبح من جديد ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع صدور معلومات بعودة تنظيم (دعش) الإرهابي لـ”العراق”، أصيب، أمس، 3 مدنيين في انفجار عبوة ناسفة جنوبي العاصمة العراقية، “بغداد”.

وأفاد مصدر عراقي أمني، بإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي “بغداد”، مشيرًا إلى أن عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب طريق في منطقة “المعالف” انفجرت، مساء اليوم، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح مختلفة.

وبالتزامن مع ذلك؛ أفاد مصدر أمني عراقي، أمس، بسقوط قتيلين وخمسة جرحى جميعهم من الجيش العراقي، بانفجار خمس عبوات ناسفة جنوب شرقي “الموصل”.

واستغلالًا للظروف الراهنة التي يمر بها “العراق”، أكدت تقارير استخباراتية عراقية وكُردية وأميركية أن تنظيم (داعش) الإرهابي، يحاول العودة مرة أخرى إلى الساحة، ويسعى لإعادة ترتيب صفوفه بعد عامين من خسارته للأراضي التي سيطر عليها في “العراق” و”سوريا”.

وحذر مسؤولون من عودة التنظيم الإرهابي للحياة مرة أخرى، ووصف أحدهم محاولات (داعش)؛ بأنها تشبه إلى حد كبير الطرق التي إتبعها تنظيم (القاعدة).

أساليبه أفضل من “القاعدة”..

وقال “لاهور طالباني”، المسؤول الكُردي في مكافحة الإرهاب؛ متحدثًا مع “هيئة الإذاعة البريطانية”، (بي. بي. سي)، إن تنظيم (داعش) لديه أساليب أفضل من (القاعدة)، ويمتلكون أموالاً طائلة، تمكنهم من شراء الأسلحة والمعدات الحربية المواد الغذائية اللازمة لأفراده.

مؤكدًا المسؤول الكُردي، على أن تنظيم (داعش) متطور من الناحية التكنولوجية عن (القاعدة)؛ وهو ما يمثل خطرًا محتملاً، لافتًا إلى أن التنظيم هو النسخة الأكثر تطورًا وذكاءً من (القاعدة) ما يجعل القضاء عليهم بشكل نهائي أمرًا صعبًا.

بقاء 500 جندى..

يُذكر أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، كان قد صرح مرارًا وتكرارًا بأن (داعش) قد هُزم، هذا التعبير هو حجته في قراره بسحب القوات الأميركية من “سوريا”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وبعد سحب عددًا من القوات الأميركية من شمال شرق “سوريا”، صرح “كينيث ماكنزي”، قائد القيادة المركزية الأميركية، للصحافيين خلال تواجده في “البحرين”؛ أن 500 جندي أميركي سيبقون في شمال شرق “سوريا” لتأمين المنطقة ودعم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يقودها الأكراد ضد (داعش)، وفقًا للسياسة الخارجية لـ”وشنطن”.

كما دافع “ترامب” عن قراره بسحب القوات الأميركية من “سوريا”، رغم الانتقادات التي وجهت له من الجمهوريين والديمقراطيين، لكنه أصر على قراره مؤكدًا نهاية تنظيم (داعش) الإرهابي في “سوريا”، وأن ما تبقى منه على القوى الإقليمية تحمل عبئه.

وتحتفظ “واشنطن” بما يقرب من 5 آلاف جندي في “العراق”، بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية.

البنتاغون” يقدم الاستشارات..

ويقول “جون ريغزبي”، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، لمجلة (نيوزويك)؛ إن لـ”الولايات المتحدة” مصلحة قوية في “عراق” آمن ومستقل ومزدهر قادر على الدفاع عن نفسه ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وضد أولئك الذين سيقوضون سيادة “العراق” واستقراره، مؤكدًا إلتزام “واشنطن” بدعم الشعب العراقي تحقيق هذه الأهداف.

وقال إن (البنتاغون) لا يزال يقدم الاستشارات والمساعدات لقوات الأمن العراقية كجزء من تحالف أوسع لدعمهم في القضاء على تنظيم (داعش).

وفي نهاية كانون أول/ديسمبر من عام 2017، أعلن “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي السابق، انتصار “العراق” على التنظيم الإرهابي داخل البلاد، ورغم إعلانه بنهاية (داعش) في “العراق”، إلا أن مسؤولي المخابرات في الإقليم وعدد من الدول الغربية، حذروه مرارًا وتكرارًا من احتمالية عودة التنظيم للحياة مرة أخرى في “العراق”.

بدأ في الظهور وتنظيم صفوفه..

وقال “سيروان بارزاني”، قائد قوات (البيشمركة): “إن نسخة جديدة من (داعش) ظهرت مؤخرًا، لا تريد السيطرة على أي من الأراضي حتى لا تصبح هدفًا، بل تسعى عناصرها المتشددة إلى العمل تحت الأرض في جبال حمرين في العراق، على غرار أسلافهم من تنظيم (القاعدة)”، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي، يبدو في تصرفاته الحالية كما فعل، قبل سنوات، قبل أن يظهر للضوء ويسيطر على مساحات شاسعة من “سوريا” و”العراق”.

وتابع قائد قوات (البيشمركة)، إنه بمقارنة 2019، بعام 2012، عندما بدأ تنظيم (داعش) في الظهور وتنظيم صفوفه وتنفيذ الهجمات في مختلف المناطق وتحصيل الضرائب من الأشخاص الذين يسكنون في المناطق التي سيطروا عليها، بمقارنة كل هذا وحال استمرار خطتهم التي يتعبوها حاليًا؛ فإن 2020 سوف تشهد عودتهم للحياة مرة أخرى.

ويستغل التنظيم الأوضاع المتدهورة في “العراق”، والأزمة بين الحكومة العراقية وحكومة “كُردستان”، خاصة بعد استفتاء الأكراد على الانفصال في 2017، ما سمح بوجود مساحات شاسعة خالية شمال “العراق”، بين قوات (البيشمركة) الكُردية والقوات العراقية، حسبما ذكرت (نيوزويك).

ستواجه من قِبل القوات الكُردية والعراقية..

وقال “وليام سيلي”، قائد القوات الخاصة الأميركية في “العراق”، في حديثه لـ (بي. بي. سي)؛ إن أي محاولات لـ (داعش) للعودة مرة أخرى أو إعادة تنظيم صفوفه ستواجه ردًا قويًا من القوات الكُردية والعراقية، “التي ندربها بشكل جيد”، مؤكدًا على إن القوات الكُردية والعراقية أكثر استعدادًا من 2014، حيث نجح وقتها التنظيم الإرهابي في السيطرة على ثلث الأراضي العراقية وسيطر على “الموصل” دون أي مقاومة تُذكر، على الرغم من إنها أكبر المدن العراقية.

وفي نهاية تشرين أول/أكتوبر الماضي، أعطى “ترامب”، الضوء الأخضر لعملية اغتيال زعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”، وأسفرت العملية عن مقتله وسط إشادة دولية بنجاح العملية، لكن لم تمضي سوا أيام قليلة قبل أن يختار التنظيم خليفة لـ”البغدادي”.

ولفت المسؤول الأميركي، إلى أن القوات العراقية، قد قامت بما يقرب من 170 عملية تمشيط نجحت في تدمير أكثر من 1700 جهاز تفجير بدائي الصنع، بين منتصف تشرين أول/أكتوبر ومنتصف تشرين ثان/نوفمبر الماضيين، مؤكدًا على أن عناصر التنظيم لا يتحركون في مجموعات كبيرة، قائلاً: “إن أكبر تجمع تم رصده خلال الـ 6 أشهر الماضية؛ شمل 15 مقاتل فقط”، مؤكدًا أن عنصر واحد من (داعش) يظل خطرًا على المنطقة.

وبحسب (بي. بي. سي)؛ فإن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم (داعش) يعيشون في الظلام وسط جبال “حمرة”، ويخرجون ليلاً لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ويفرون بعد عمليتهم إلى كهوفهم في الجبال مرة أخرى.

استغلال الوضع المتأزم في العراق..

حول المعلومات الاستخباراتية الأخيرة، يقول المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان “إقليم كُردستان العراق”، “طارق جوهر”: “أتصور أن ما تبقى من (داعش) هو خلايا نائمة، استغلوا الوضع المتأزم في العراق بعد المظاهرات التي شهدتها بغداد والمحافظات في جنوب العراق، ما أدى إلى تراخي في الحالة الأمنية في المناطق التي شهدت هذه المظاهرات”.

مضيفًا أن الفجوة الكبيرة التي حدثت، عام 2017، بعد الاتفاق بين الجيش العراقي وقوات (البيشمركة) و(الحشد الشعبي)، الذين دخلوا إلى المناطق التي تسمى المناطق المتنازع عليها، وأثر بترك فراغ أمني، ووجود فجوة بين القوات الأمنية العراقية وقوات (البيشمركة).

ويتابع “جوهر”: وبالرغم من مطالبة الإقليم بضرورة إعادة قوات (البيشمركة) إلى المناطق التي كانت تشغلها لحماية الأمن والاستقرار في هذه المناطق، إلا أن الخلافات السياسية لم تحل هذا الملف، والدواعش استغلوا هذه الفجوة وهذه الفراغات لإعادة تنظيم أنفسهم، والقيام بنوع من العمليات ضد المواطنين، والهجوم على النقاط الحكومية في هذه المناطق.

تدعمهم دول شرق أوسطية..

وعن مصادر التمويل التي يتلقاه تنظيم (داعش)، وإذا ما كان هناك مقاتلون جدد ينضمون إليهم، يقول “جوهر”: “بالنسبة للمقاتلين هم كانوا أعضاء في هذا التنظيم؛ وبسبب عدم وجود محكمة، والإفراج عنهم بسبب الكثير من الإجراءات القانونية وغير الدستورية، ربما لملمت هذه العناصر من جديد”.

ويكمل: “أيضًا بعض القوى التي كان لها دور في ظهور تنظيم (داعش)، كدول في الشرق الأوسط وغيرها، يقومون الآن بدعم وإعادة تنظيمه للاستفادة منه لأهداف سياسية وأمنية وإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وخلق نوع من الصراعات الجديدة في المنطقة).

يستغل الفراغ الأمني في المنطقة..

وعن التنسيق بين مختلف القوى في “العراق”؛ يقول “طارق جوهر”: “هناك تنسيق مستمر بين قوات (البيشمركة) والجيش العراقي، وهناك نوع من البرنامج لإعادة تنظيم المناطق التي كانت تتواجد فيها (داعش)، والآن يتم استغلال الفراغ الأمني في تلك المنطقة، وخصوصًا المتنازع عليها، من ديالى إلى محافظة نينوى إلى سنجار، التي تعاني من عدم وجود قوات قوية أمنية هناك”.

ويواصل: “سابقًا كان يتم الإعتماد على قوات (البيشمركة) في التصدي لعمليات (داعش) الإرهابية، لكن ربما الآن القوات العراقية لا زالت تعاني من فقدان القوة والسيطرة والتنظيم، وهي قوات غريبة في بعض المناطق، لذلك لا تستطيع السيطرة”.

ويضيف أن القوات العراقية بحاجة إلى إعادة (البيشمركة) إلى هذه المناطق، وأن يتعاونوا مع بعضهم في القضاء على (داعش)، إذا ما أرادت “بغداد” القضاء عليهم، لأن (داعش) لم ينتهي ويستغل الوضع الأمني وتدهور الوضع السياسي في “العراق”.

لا مؤشرات قوية على عودة “داعش”..

فيما رأى الخبير الإستراتيجي والمحلل العسكري، “أراز جوهر دزه يي”، بأن الأمر مبالغ به، ويكمل: “ليست هناك مؤشرات قوية، بل الأميركان دائمًا يصرحون بأن هناك مقاتلون لـ (داعش)، وهو نوع من التخويف فقط بسبب قيام (الحشد الشعبي)، الموالي لإيران، بتخويف القوات الأميركية، ومن أسباب البقاء الأميركي هو محاربة (داعش)، هناك فقط عدد قليل من الخلايا، تظهر في كركوك وفي الموصل، وعلى ما يبدو أن هناك تراخي أمني نوعًا ما”.

ويؤكد على أن الأسلحة موجودة لدى (داعش) وهي مخبأة، ولا يوجد هناك دعم بالأسلحة من خارج “العراق”، ويتابع: هي متوفرة وكل فترة تجد القوات مخبأ أو ما شابه، ومن الصعب جدًا إيجاد كل المخابيء، حيث أن معظمها يقع تحت الأرض، أما المقاتلون فهم من الموجودين داخل “العراق” ولم يتم القبض عليهم.

ويواصل: لقد خسروا الدعم من الخارج، وخاصة في “سوريا”، حيث وجهت لهم ضربة كبيرة من قِبل قوات التحالف الدولي والقوات الروسية التي لها دور كبير جدًا في القضاء عليه، ومن الصعب جدًا أن يتنقل المقاتلون بين “العراق” و”سوريا”، لأن القوات الكُردية تمنعهم من الوصول، إلا إذا كانت من المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية.

وكذلك يرى “أراز جوهر دزه يي”، ويبين: قوات (البيشمركة) متعاونة مع الجيش العراقي، وهناك بعض الفصائل من (الحشد الشعبي) تسبب مشكلات في بعض المناطق، “وبإعتقادي أن بعد إزاحة، عبدالوهاب الساعدي، من جهاز مكافحة الإرهاب، الذي كان يريد تطوير الجهاز في مكافحة (داعش) وغيره من التنظيمات الأخرى”. مضيفًا أن إزاحته تسببت في خلل لمنظومة مكافحة الإرهاب كبير جدًا، لأنه قائد عسكري محنك وأثبت شجاعته وقوته العسكرية، وتم إزاحته لأسباب سياسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة