9 أبريل، 2024 3:15 م
Search
Close this search box.

“داعش” يختنق .. لوموند تكشف فقد التنظيم لأغلب مناطق نفوذه

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – ابتهال مخلوف :

مع تصاعد وتيرة أنباء معركة الموصل وأخبار اجتثاث “تنظيم داعش” من الموصل ثاني أهم المدن العراقية، تتلاحق أنفاس العالم سعيًا للإجابة عن سؤال هام: “ماذا تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتطرف؟.. وحجم البقعة التي تنحسر من تحت أقدام مقاتليه على خريطة الأرض العراقية والسورية منذ صعوده منتصف عام 2014؟”.

فى ملف تفاعلي تحت عنوان: “كيف تراجع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ 2014″، حرصت صحيفة “لوموند” الفرنسية على الإجابة عن هذا السؤال.

إنحسار الرقعة الجغرافية لداعش

يرصد ملف “لوموند” حركة تقدم وتقهقر القوى الفاعلة على أرض المعارك فى العراق وسوريا، ففي حزيران/يونيه عام 2014 كان تنظيم داعش يسيطر على مساحة أكثر من 136 ألف كيلو مترًا مربعًا تمتد من “الفلوجة” بالعراق حتى مشارف “حلب” بسوريا، وحقق التنظيم في تشرين أول/أكتوبر من العام ذاته ذروة تمدده على الخريطة، حيث امتدت مساحة نفوذه أكثر من 234 ألف كيلو مترًا مربعًا. وخلال آذار/مارس 2017 انحسرت هذه المساحة إلى نحو 162 ألف كيلو مترًا.

ومع إطلاق العراق في 19 شباط/فبراير 2017 “المرحلة الثالثة” من معركة الموصل، التي بدأت في تشرين أول/أكتوبر 2016، لطرد الجماعة المتطرفة من ثاني أكبر مدن العراق، يكابد تنظيم داعش، الذي تقدر عناصره بنحو 20 ألف مقاتل – وفقًا للمخابرات الأميركية – انحسار سيطرته على مناطق نفوذه بسوريا والعراق ومن ثم تبخر معه حلم التنظيم فى ترسيخ مشروعه الإقليمي للخلافة الإسلامية.

يتبين من الملف أن الرابح في رقعة الشطرنج الجغرافية هو من يسيطر على الممر الحضري (دمشق – حمص – حلب) فى سوريا، أو المحور الممتد على طول الرافدين دجلة والفرات فى العراق ويبدأ من “الموصل” مرورًا على “كركوك وإربيل وتكريت والفلوجة وبغداد والرمادي والنجف” حتى “البصرة”. وتعتبر تلك المناطق، حيث تتركز المدن الاستراتيجية ذات الكثافة السكانية وخطوط الإتصال والبنى التحتية، أكثر أهمية من الاستحواذ على المناطق الصحراوية الواقعة بين البلدين.

وبطبيعة الحال، فإن الأطراف الرئيسة الرابحة من تقهقر تنظيم داعش هى كل من النظام العراقى والنظام السوري وأيضًا – وفقًا للصحيفة الفرنسية – الأكراد بالبلدين، حيث كانت مناطق الأكراد فى سوريا في حزيران/يونيه 2014 نحو 58 ألف كيلو متر مربع، وفى العراق لا تتعدى 14 ألف كيلو متر مربع، بينما زادت مساحتهما تدريجيًا لتجاوز خلال شباط/فبراير المنصرم 60 ألف و34 ألف على التوالي.

فبعد أن بلغ نظام داعش ذروة تمدده فى تشرين أول/أكتوبر 2014، بعد أربعة شهور من إعلان الخلافة، خسر التنظيم سيطرته على 23 ألف كيلو متر مربع مع بداية شهر آذار/مارس 2017، أى أنه فقد 60 % من مناطق نفوذه شمال سوريا وداخل العراق.

فى العراق.. استعادت القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أكثر من ثلث مساحة الجانب الغربى لمدينة الموصل منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير المدنية فى 19 شباط/فبراير 2017. ويأتي ذلك بعد إعلان تحرير الشطر الشرقي من الموصل – الواقعة على نهر دجلة يوم 24 من كانون ثان/يناير 2017. ولا يدع سير معركة الموصل، التي اطلق عليها العراقيون معركة “قادمون يا نينوي”، مجالًا للشك أن تنظيم داعش يحاول التشبث بالمدينة، التي أعلن على أرضها “أبو بكر البغدادي” زعيم التنظيم إنشاء خلافته.

في سوريا.. دخلت “قوات سوريا الديموقراطية” في معادلة معركة الرقة، التى بدأت أوائل آذار/مارس 2017، لعزل المدينة، وهى عاصمة تنظيم داعش فى سوريا، عن معقلهم الثاني وهي مدينة دير الزور على بعد 140 كيلو متر جنوب شرق البلاد.

وتمثل “وحدات حماية الشعب” الكردية جزءًا بارزًا من قوات سوريا الديمقراطية.

الرقة والموصل.. المسمار الأخير في نعش داعش

يعكس تطور خريطة الحرب ضد داعش في المنطقة استراتيجية قطع خطوط الإتصال بين معاقل التنظيم ومناطق نفوذه فى كل من سوريا والعراق، عبر حصاره فى الموصل والرقة.

فهل تمثل المعركتان المسمار الأخير فى نعش التنظيم الإرهابي؟.. وهل يتبع التنظيم سياسة الأرض المحروقة في مركز عاصمة خلافته؟

يشير تقرير “لوموند” إلى أن تنظيم داعش لايزال يحتفظ، حتى اللحظة الراهنة، بقدرات عسكرية كبيرة فى “حمص ودير الزور” داخل سوريا وبوجه عام في منطقة “وادي الفرات” الممتدة على شكل هلالي بين الدولتين سوريا والعراق، الأمر الذي يشكل تهديدًا لجهود التخلص من التنظيم.

خاصة، أن هذه المنطقة قد تصبح قاعدة لفرار عناصر التنظيم إليها في المستقبل. هو مناورة تقهقر يطلق عليها التنظيم الجهادي “العودة للصحراء”. وكان “وادي الفرات” قاعدة تمركز تنظيم داعش ومن قبله تنظيم القاعدة منذ بداية الألفية الجديدة. وتعد هذه المنطقة الصحراوية مهد بزوغ الجماعة المتطرفة بداية من عام 2012، عقب هزيمة عناصر القاعدة في العراق الفترة بين عامي 2007 و2008.

من المؤشرات الهامة على قيام “داعش” بتغيير استراتيجيته في الحرب، ما أفرزته الأحداث الأخيرة من لجوء التنظيم لتكتيكات حرب العصابات والكشف منذ بضع شهور عن خلايا إرهابية في مدن عراقية رئيسة مثل العاصمة بغداد ومحافظة ديالي شمال شرق العاصمة العراقية. وسجلت السلطات العراقية ارتفاعًا في الهجمات الإرهابية التي تحمل توقيع داعش. ما أسفر عن مقتل 120 شخصاً خلال شهر شباط/فبراير 2017 فقط – مع استبعاد أرقام الضحايا من العسكريين ورجال الأمن – ولا تزال محافظة بغداد أكثرالمناطق العراقية التي تشهد أعمال عنف، إذ سجلت الشهور الأخيرة 451 قتيلًا من المدنيين تليها الموصل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب