داعش يحاصر 150 ضابطا وشرطيا بمقرين عسكريين وسط الرمادي

داعش يحاصر 150 ضابطا وشرطيا بمقرين عسكريين وسط الرمادي

هاجم تنظيم الدولة الاسلامية مقار القوات العراقية في مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار (غرب) السبت، غداة سيطرته على المجمع الحكومي فيها، بينما تحاول هذه القوات شن هجمات برية وجوية مضادة.
واعلن التنظيم بعد سيطرته على المجمع وسط المدينة الجمعة، شن هجمات انتحارية على “مقرات للجيش والشرطة الصفوية” في شمال الرمادي، بحسب بيانات تداولتها حسابات الكترونية جهادية.
وقال قائمقام الرمادي دلف الكبيسي لوكالة فرانس برس ان “القوات الامنية وبمساندة مقاتلي العشائر تمكنوا صباح اليوم، من صد هجوم لتنظيم داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) بواسطة ثلاثة مركبات مفخخة مدرعة يقودها انتحاريون حاولوا اقتحام مقر اللواء الثامن”.
واوضح المسؤول الذي ما زال في المدينة، ان القوات الامنية “تمكنت من صد الهجوم” باستخدام صواريخ مضادة للدروع، ما “اسفر عن تدمير تلك المركبات وقتل الانتحاريين”، واصابة خمسة جنود جراء عصف التفجيرات.
ويقع مقر اللواء الثامن في شمال الرمادي، ويفصله نهر الفرات عن مقر قيادة عمليات الانبار. ويعد الموقعان العسكريان من المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في الرمادي. وادى الهجوم الواسع للتنظيم في الرمادي بدءا من مساء الخميس، الى نزوح الآلاف من المدنيين من الاحياء التي تقدم الجهاديون فيها.
الى ذلك قال ضابط عراقي، السبت، إن مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” يحاصرون نحو 150 ضابطاً وشرطياً داخل مقرين حكوميين وسط مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار(غرب)، التي بات التنظيم يسيطر على معظم مناطقها بعد سيطرته على المجمع الحكومي ومناطق جديدة أخرى فيها أمس الجمعة.
وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، أوضح الضابط في مديرية مكافحة الإرهاب في الرمادي، اليوم السبت، أن مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” تمكنوا من محاصرة قصر العدالة (مجمع قضائي) ومديرية مكافحة الإرهاب في الانبار المجاورة له وسط الرمادي، وذلك بعد تقدمهم في مناطق جديدة في المدينة أمس الجمعة.
وأضاف الضابط أن اشتباكات متقطعة نشبت بين عناصر القوات الحكومية المتواجدين داخل المجمع القضائي والمديرية الأمنية وبين مقاتلي “الدولة الاسلامية” الذين يحاصرونهم داخلهما، حتى الساعة 14:54 تغ.
وطالب الضابط، الحكومة المركزية والقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية بإرسال تعزيزات عسكرية فورية لفك الحصار عن المقرين اللذين يتواجد فيهما أكثر من 150 ضابطاً ومنتسب للشرطة المحلية، وذلك لقرب نفاذ العتاد والذخيرة لديهم. ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الضابط من مصدر مستقل.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر منذ مطلع العام 2014 على احياء في الرمادي، وحاول طوال اشهر السيطرة الكاملة عليها، الا ان القوات الامنية وابناء العشائر السنية المناهضة له تمكنت من صد الهجمات.
الا ان التنظيم شن هجوما مجددا مساء الخميس على جبهات عدة في الانبار، وبات بعد سيطرته على المجمع الحكومي، على وشك السيطرة على كامل الرمادي، في ما يشكل ابرز تقدم ميداني له في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد في حزيران/يونيو.
وتعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الجمعة اثر اجتماع طارئ للقيادات الامنية، بالحاق “هزيمة منكرة” بالتنظيم، بينما اعلنت السلطات ارسال تعزيزات وبدء هجوم مضاد بمشاركة طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن وطيران الجيش العراقي.
لكن الكبيسي اشار اليوم الى ان القوات لا تزال تتخذ مواقع دفاعية.
وقال “القوات الامنية في مدينة الرمادي تتخذ مواقع صد امام هجمات تنظيم داعش وخاصة في مناطق المعلب ومقر عمليات الانبار”، مشيرا الى عدم “وجود اي عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي احتلها داعش”.
واعتبرت الباحثة في “معهد دراسة الحرب” جيسيكا لويس ان الحكومة العراقية ستدافع بقوة عن الرمادي، والتي ستصبح في حال سيطرة الجهاديين عليها، ثاني مركز محافظة بحوزتهم بعد الموصل (شمال).
وقالت لفرانس برس “القوات العراقية لن تسمح بسقوط الرمادي لصالح تنظيم الدولة الاسلامية من دون قتال هائل”.
اضافت “هي (المدينة) مفتاح ميداني. ليست فقط مركز الانبار، لكنها ايضا ثغرة عسكرية ضمن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظة”.
وتقع الرمادي على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة من الانبار، ابرزها الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) على الطريق بين العاصمة والرمادي، ومناطق في غرب المحافظة بين الرمادي والحدود مع سوريا حيث يسيطر التنظيم على مناطق في شرق البلاد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة