“داعش” يتبنى استراتيجية الاختباء المؤقت .. وأوروبا متفائلة !

“داعش” يتبنى استراتيجية الاختباء المؤقت .. وأوروبا متفائلة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أزيلت أعلام تنظيم “داعش” الإرهابي من مدينة “الرقة” السورية لكن التهديد لا يزال مستمراً.. ويرى محللون أن فشل تحقيق الخلافة المزعومة في سوريا والعراق لا يعني بالضرورة نهاية التنظيم، وإنما قد ينذر بمرحلة جديدة سوف تشهد العودة إلى التمرد وتكثيف التكتيكات لضرب العالم كله.

وتلقى التنظيم ضربة في مقتل بخسارته مدينة “الرقة” السورية، التي كانت تعد معقله الأساس في سوريا، خلال معاركه مع “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، والقوات الموالية للحكومة السورية المدعومة من سوريا وإيران، كما أوقعوا به الهزائم في مدينتي “دير الزور” و”الميادين”، إذ استسلم منذ أيام 275 عنصراً من “داعش”، وهو الأمر الذي سهل إلحاق الهزيمة بالتنظيم في الرقة، وتم نقل العناصر الإرهابية إلى مدينة “دير الزور”.

الانحصار والاختباء المؤقت خطة “داعش” الجديدة..

صرح أحد الصحافيين المحليين لصحيفة “الموندو” الإسبانية، بأنه “لا يزال غير واضحاً إذا ما كان تنظيم داعش لديه استراتيجية للعودة أم أن ما نراه يمثل نهاية الخلافة التي حلم بها”.

وذكر المحلل العسكري السوري، “عمر أبو ليلى”، إن استراتيجية “داعش” تقوم على أساس الانحصار والاختباء في المناطق الصحراوية التي يعرفونها عناصره جيداً، وهي أرض قاحلة تبلغ مساحتها حوالي 130 ألف كلم مربع.

وأضاف “أبو ليلى”: “فكرة التنظيم تقوم على مبدأ أن يتركوا الحكومة السورية تسيطر على أرض ثم بعد ذلك يظهرون لها قوتهم”، وسوف يختبئون بين المدنيين للقيام بعمليات تجسس في المدن من أجل الحصول على معلومات حول أهدافهم، بعدها سوف يهاجمون من جديد بداية بالمناطق الريفية بدير الزور على مستويين؛ الأول بتفجير سيارات مفخخة وسط المدنيين والثاني بمهاجمة مواقع تابعة للجيش السوري.

توجه جديد لـ”داعش” منذ بداية العام الماضي..

قال المؤلف “حسان حسان”، الذي شارك في كتابة (داخل جيش الرعب)، الذي يعتبر أحد أهم الكُتب حول تنظيم “داعش”، إن عملية التحول من الرغبة في إقامة دولة موازية إلى التمرد بدأ منذ اوائل العام الماضي، موضحاً أن التنظيم بدأ في زيادة تكتيكاته بشكل تدريجي، وقام بتنفيذ عمليات إرهابية خارج منطقة سيطرته في مناطق لم يكن للتنظيم أن يصل إليها.

الاتحاد الدولي غارق في التفاؤل..

مع ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي غارقاً في التفاؤل، إذ أكد المتحدث باسم عمليات التحالف الدولي ضد “داعش” الكولونيل “ريان دليون”، على أن “داعش يخسر على كافة المستويات، لقد دمرنا شبكاته وقضينا على قاداته، كما سيطرنا على قدرته على تمويل عملياته من خلال قطع طرق تهريب النفط بنسبة 90%، وانخفض عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم من 1500 شهرياً إلى ما يقارب الصفر”.

ويحذر الخبراء من أن خطورة وقوع هجمات إرهابية جديدة في الدول الغربية أصبح أكبر، وصرح المحلل السياسي، “فابريك بالانش”، بأن “العمليات الإرهابية التي شهدتها مدن غربية مثل برشلونة ونيز لم تحتاج إلى تنظيم قوي وإنما إلى ذئاب منفردة”، مشدداً على أن المقاتلين العائدين من سوريا والعراق يشكلون خطورة كبيرة على بلدانهم، نظراً لخبرتهم الكبيرة في القتال.

انحصار النشاط الإعلامي..

يرى المتابعون لنشاط “داعش” في مجال الإعلام، أنه انحصر بشكل كبير، وكشف المحلل بـ”المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي”، “تشارلي وينتر”، أن التنظيم الجهادي نشر خلال شهر أيلول/سبتمبر من هذا العام ثلث عدد المواد التي نشرها خلال أيلول/سبتمبر عام 2015، كما لم تتضمن هذه المواد العبارات الرنانة التي اعتاد على استخدامها مثل “استعادة الأندلس” و”غزو روما” أو “دولة الخلافة”.

ومع ذلك لا تزال الخلافة موجودة إلكترونياً، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل “تليغرام”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة