7 مارس، 2024 2:10 م
Search
Close this search box.

«داعش» .. نار تحت رماد فساد حكومة العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أقيمت الاحتفالات، خلال كانون أول/ديسمبر الماضي، في العراق إعلاناً عن هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي، ومع ذلك أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجومين إرهابيين كبيرين في “بغداد” وبالقرب من “كركوك”، حيث تجرأ أفراد (داعش) على الظهور في كمين يرتدون الزي العسكري العراقي وتنفيذ عمليتهم الإرهابية، وحتى قبل إعلان تحرير البلاد من (داعش) كان من الصعب جداً التخلص من خلاياه النائمة في أطراف البلاد وإنهاء حالة التعاطف معه من قبل بعض السكان.

تعاطف بعض الأهالي يفسر الكثير..

قالت “آن سبيكارد”، أستاذ مساعد بقسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة “جورج تاون”؛ ومديرة “المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف”، والتي أجرت مقابلات مع أكثر من 600 إرهابي وأفراد أسرهم وأنصارهم في مناطق مختلفة من العالم، في مقالها بصحيفة (ذا هيل) الأميركية، أن هذه الهجمات الأخيرة في العراق تثير القلق والمخاوف المستمرة، حيث قد تستمر قيادة (داعش) في العمل بعيداً عن عيون الرقابة في ضوء تمرير الأوامر من القيادات الأكبر للأصغر؛ وتنسيق عمل الخلايا النائمة.

بالإضافة إلى أن (داعش) لا يزال يتمتع بدعم بعض المواطنين المحليين، وهو أمر ضروري لتعزيز إجراءاته الأمنية، والحصول على معلومات حيوية، وتوليد الظروف المناسبة للتخطيط للعمليات الجارية والمستقبلية للتنظيم على حد سواء، وقد يكون هذا أيضًا مفسراً لتأمين المتعاطفين والحلفاء الإيديولوجيين للتنظيم داخل البلاد.

وترى كاتبة المقال أن الهجمات تؤكد استمرارية وجود إرهابيين عتاة داخل العراق تمكنوا من البقاء على قيد الحياة والنجاح في المناورة عبر ساحات القتال في العراق وسوريا. في حالة (داعش) في العراق، فإن المجموعة لها جذور طويلة تعود إلى غزو التحالف الأميركي للعراق وظهور تنظيم (القاعدة) في العراق.

وفي مقابلاتها الثلاثين، حول كوادر تنظيم (داعش) المسجونين في العراق؛ التي تم إجراؤها من أجل مشروع مكافحة العلامة التجارية لـ (داعش) في “المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف”، وجدت الباحثة، “آن سبيكارد”، أن العديد من القادة تم تجنيدهم قبل فترة طويلة من وجود (داعش)، وشبكاتهم تعود لفترة قبل عشر سنوات على الأقل.

فساد الحكومة..

لا تزال الهجمات تثير مخاوف جدية حول قدرة الحكومة على منع الهجمات الإرهابية المستقبلية من قبل “الخلايا النائمة”، ومع ظهور الانتخابات في الأفق، فإن (داعش) لديها مردود مباشر في تشويه سمعة جهاز الأمن الحكومي والمسؤولين المرتبطين به، بما في ذلك كشف النقائص ونقاط القصور، لاسيما فيما يتعلق بالممارسات الفاسدة قبل الانتخابات.

وتضيف كاتبة المقال أن المسؤولين العراقيين لا يشعرون بالخجل من قدرة تنظيم (داعش) على تنقل الانتحاريين بسهولة عبر نقاط التفتيش الحكومية، كما أثيرت انتقادات فيما يتعلق بانتشار الفساد وعدم قدرة الحكومة على حماية أفراد الأمن من أجهزة الكشف عن المتفجرات التي لا تعمل؛ وكذلك أوجه الفساد في السماح بخروج مقاتلي (داعش) من السجون مقابل رشوة السلطات.

وفي الواقع، هناك إنعدام عميق للثقة العامة تجاه المؤسسات السياسية والإدارية العراقية، خاصة بين الشباب، حيث قال طالب عراقي: “لدينا فساد في جميع الوزارات. فقط أعضاء البرلمان يمكن أن يمنحوك وظيفة للعمل في قطاع الاستخبارات بمجرد خطاب توصية مقابل مبالغ كبيرة من المال؛ ولهذا السبب أجهزتنا الاستخباراتية وصل مستوى أداءها إلى الحضيض”.

تسلط الهجمات الأخيرة، لـ”الخلايا النائمة” في العراق، الضوء على التحديات الرئيسة التي تواجه القوات العراقية في التعامل مع الإرهاب بعد تحرير الدولة الإسلامية، رغم أنه بالنظر إلى تاريخ مثل هذه الهجمات في البلاد، يمكن للمرء أن يجادل بأن كوادر تنظيم (داعش) يتم تدريبهم وخبرتهم في المناطق النائية والحرب النوعية من حرب العصابات. ومع ذلك، يظل المسؤولون العسكريون والحكوميون العراقيون واثقين من قدرتهم على التعامل مع التهديد، على الرغم من استمرار الهجمات الإرهابية في البلاد. في الوقت الذي يتم فيه وضع تدابير قوية لمكافحة الإرهاب، فإن إدراك الفساد الحكومي، وكذلك التقدم التكنولوجي الذي يسمح للإرهابيين المحليين والأجانب بتجنيد الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ما زال يمثل تحديًا كبيرًا.

في كانون أول/ديسمبر الماضي، عقد “مؤتمر مكافحة بروباغندا وإيديولوجيات داعش في العراق”، الذي كان بمثابة منصة مهمة لمناقشة النجاحات المهمة الأخيرة ضد (داعش) في العراق، بحسب وصف الكاتبة، بما في ذلك تبادل الأفكار والخبرات والإستراتيجيات الإقليمية، حيث أكد العديد من الحاضرين، خلال المؤتمر، على إن إيديولوجية (داعش) تظل قوية، على الرغم من الخسائر الإقليمية الأخيرة في العراق، والتطورات الأخيرة في سوريا، وتجربتها الاجتماعية في إنهيار الدول، وتابعت قائلة أن إيديولوجية (داعش) تسربت إلى ذهن الكثير من الشباب العراقيين وأمتلكت أيضاً شبكات محلية أثبتت صعوبة في إجتثاثها، فضلاً عن انتشار دولي يستمر في إلهام المهاجمين في جميع أنحاء العالم، خاصة في ظل الإنهيار الاقتصادي لأغلبية دول المنطقة، الذي شجع التنظيم على بيع أمل زائف بأن الإرهاب الانتحاري يمكن أن يؤدي بهم إلى مكان أفضل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب