خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في تصريحات تبدو متسرعة؛ قد تُحمل بمعانٍ شتى ليس أقلها بأنها محاولة للتنصل من أي مهمات عسكرية أميركية تحمل عبئًا اقتصاديًا جديدًا.. قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأربعاء الماضي، أنه قد يتم الإعلان الأسبوع المقبل، أن 100 بالمئة من الأراضي، التي سيطر عليها سابقًا تنظيم (داعش) الإرهابي، قد تم تحريرها.
وقال “ترامب”، في الاجتماع الوزاري لـ”التحالف الدولي” لمحاربة (داعش): “سيُعلن رسميًا في وقت لاحق، ربما الأسبوع المقبل، أنه سيكون لدينا 100 بالمئة، (أراضي محررة)، من الخلافة”.
لم يُهزم بعد..
فيما ردت المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، أمس الجمعة، على تصريحاته قائلة: “إن تنظيم (داعش) لم يُهزم بعد، وإنما يتحول إلى قوة قتالية غير منظمة بعدما خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا”.
وقالت “ميركل”: “من حُسن الحظ أن ما يطلق عليه (داعش)؛ طُرد من معظم الأراضي، لكن هذا لا يعني للأسف أن (داعش) اختفى … إنه يتحول إلى قوة قتالية غير منظمة، وهذا بالطبع تهديد”.
وذكرت “ميركل” أن مراقبة الأوضاع في “سوريا”، كانت إحدى أهم أولويات المخابرات الخارجية التي تشمل أيضًا رصد تهديدات الأمن الإلكتروني والأخبار الكاذبة التي تهدف للتأثير على الانتخابات الديمقراطية.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي، قال “ترامب”، في تغريدة، إن التنظيم “هُزم”.
وردت “ميركل”: “ما يزال الطريق طويلاً لتحقيق السلام في سوريا”.
يحاولون الزحف إلى دول إفريقية..
وعلى صعيد متصل؛ أكد وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، الخميس الماضي، أن مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي يحاولون الزحف من “سوريا” إلى دول إفريقية أو إلى شمال “ليبيا”.
وتقوم “الولايات المتحدة”، وحلفاؤها، بعمليات ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في “العراق” و”سوريا”، منذ عام 2014، ويوجد “التحالف الدولي” في “سوريا” دون إذن من السلطات السورية.
ويُذكر أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، كان قد أعلن في 19 كانون أول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأميركية من “سوريا” وعودتها إلى “الولايات المتحدة”، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم (داعش) في “سوريا”.
وهي خطة تثير قلق الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون من ظهور (داعش) مجددًا في “سوريا”، في ظل غياب خطة سلام ملموسة لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
لديه قدرة على شن هجمات مضادة..
فيما تنسف تصريحات “ترامب”، بشأن القضاء التام على التنظيم في “سوريا”؛ وبالتالي إعلانه سحب قواته من هناك، معلومات أفاد بها تقرير “لجنة العقوبات”، التابعة لـ”الأمم المتحدة”، بأن (داعش) لم يُهزم في “سوريا” ولا يزال يشكل خطرًا حقيقيًا.
وأشار التقرير، الذي قدمه فريق مراقبي العقوبات إلى “مجلس الأمن”، إلى وجود ما بين 14 ألف و18 ألف مقاتل من (داعش) في “سوريا” و”العراق”، بينهم 3 آلاف أجنبي، مضيفًا أنه رغم الضغط العسكري الكبير الذي تعرض له (داعش)؛ فإنه لم يُهزم تمامًا، ولديه القدرة على شن هجمات مضادة.
وأثار قرار “ترامب”، بالانسحاب، موجة انتقادات داخل الإدارة الأميركية ذاتها، وصدرت تصريحات تناقض تمامًا كلامه، منها تقييم مدير الاستخبارات الأميركية، “دان كوتس”، الذي أكد على أن (داعش) ما يزال يشكل تهديدًا قويًا في الشرق الأوسط وللغرب، ما دفع وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، إلى تجديد إلتزام بلاده بهزيمة (داعش)، لكن بإستراتيجية مختلفة عما كان متبعًا منذ سنوات.
وتناول التقرير الأممي مجموعة من التنظيمات والجماعات الإرهابية؛ مثل (القاعدة) وغيرها، معتبرًا تنظيم (داعش) الأكثر خطورة بينها، ومحذرًا من عمليات إرهابية قد يشنها في الخارج، خاصة وقد تحول، بعد خسارته لمناطق سيطرته، إلى شبكة سرية، لها تشعبات في بلدان عدة.
وأشار التقرير إلى اعتقال ألف مقاتل من التنظيم في كل من “العراق” و”سوريا”، مع وجود صعوبات في التثبت من جنسياتهم.
كلام غير دقيق..
تعليقًا على تصريحات “ترامب”، قال الخبير فى شؤون الجماعات الإرهابية، “ماهر فرغلي”، إن كلام الرئيس الأميركي عن تحديده لمدة أسبوع؛ كسقف زمني للقضاء على (داعش)، كلام يخلو من الدقة لأنه لا شيء على الأرض يشير إلى ذلك، فحسب الإحصائيات الأخيرة لبعض أجهزة الاستخبارات؛ هناك حوالي 20 في المئة من عناصر تنظيم (داعش) موجودون على الأرض في القرى والأرياف والصحراوات داخل “سوريا” و”العراق”.
وأضاف “فرغلي”؛ أن انتقال عناصر (داعش) للشمال الإفريقي، كما أشار “بومبيو”، أمر وارد؛ غير أنه أيضًا غير دقيق لأن شمال إفريقيا تحكمه دول قوية أمنيًا، والأكثر احتمالاً هو فرار عناصر (داعش) إلى وسط وغرب إفريقيا لتكوين خلايا نائمة والقيام بعمليات خاطفة.