23 ديسمبر، 2024 7:32 ص

“داعش” في عام .. أبرز المحطات وما يمكن استشفافه من تجارب الماضي !

“داعش” في عام .. أبرز المحطات وما يمكن استشفافه من تجارب الماضي !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

على مدار 5 أعوام؛ بدأت منذ إعلان تنظيم (داعش) الجهادي الخلافة الإسلامية من “مسجد النوري”، بمدينة “الموصل” العراقية، خسر التنظيم آخر معاقله والمساحات الشاسعة التي فرض سيطرته عليها في “العراق” و”سوريا”، في آذار/مارس الماضي، وبعد هذا التاريخ بسبعة أشهر خسر خليفته أيضًا، “أبوبكر البغدادي”، ومع ذلك، فإن التنظيم كان قد تجهز، منذ فترة، لأي حادث من شأنه إنهاء حياة “البغدادي”، ويظهر ذلك من خلال السرعة الكبيرة التي تم اختيار خليفة “البغدادي” بها.

مر التنظيم، خلال العام المنقضي، بعدة محطات مهمة حددت مصيره، نستعرض خلال السطور التالية أبرزها…

إنتزاع “بوغاز” ورد الذئاب المنفردة..

23 آذار/مارس : تمكنت قوات “سوريا الديموقراطية”، بقيادة الميليشيات الكُردية السورية، في هذا اليوم، من إنتزاع “بوغاز”، معقل التنظيم شرقي البلاد، بدعم من “الولايات المتحدة” وطيران “التحالف الدولي”، ومع ذلك وصف هذا الانتصار بأنه رمزي أكثر من كونه حقيقي، لأن العدو لم يُهزم؛ وإنما تمكن التنظيم من التكيف وتعديل إستراتيجيته وعملياته بشكل تدريجي لتتناسب مع الفقدان الهائل لمساحات كبيرة كانت تحت سيطرته.

لذا، فإنه في “العراق” قام بتكثيف عملياته ونفذ العديد منها في نفس الوقت، كما أتبع أساليب حرب العصابات، خلال الأشهر الأخيرة، وكرر نفس السلوك في “سوريا”، كما تميز بانتشاره في أنحاء كثيرة من العالم، ما مكنه من مواجهة الخسائر التي مُني بها في مناطق الخلافة بعمليات فردية تنفذها “الذئاب المنفردة” في مناطق بعيدة من العالم، وبدا ذلك واضحًا أمام أعين الجميع من خلال الهجمات التي نفذها في “سيريلانكا”، بعد شهر واحدة، من إنتزاع “بوغاز” من قبضته.

21 نيسان/أبريل : كان هذا اليوم علامة فارقة لفهم إيديولوجية التنظيم، وهو الشهر الذي شهد استهداف 3 فنادق فاخرة و3 كنائس في أنحاء متفرقة من “سيريلانكا”، وأسفرت الهجمات عن مقتل نحو 260 شخصًا بينهم 50 سائح، وبينما أعلنت السلطات المحلية أن من نفذوا الهجمات ينتمون إلى “جماعة التوحيد الوطني”، أعلن (داعش) مسؤوليته عنها، ونشرت وكالة (أعماق) مقطعًا مصورًا يُظهر لحظة بدء العملية.

29 نيسان/أبريل : تابع العالم، في نفس الشهر، صدور تسجيل مصور يظهر فيه “البغدادي”، للمرة الأولى منذ إعلان الخلافة، في حزيران/يونيو من العام 2014، إعترف فيه بخسارة “بوغاز”، وقال إن التنظيم اليوم أمام معركة استنزاف للعدو، كما أثنى على العمليات التي نفذها عناصره في عدة مناطق في العالم، وخاصة في قارة “إفريقيا”، وتبنى هجمات “سيريلانكا”، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي يظهر فيها “البغدادي”، أو يعرف أي شيء عن مكان وجوده حتى مقتله.

مقتل “البغدادي” والخليفة الجديد..

27 تشرين أول/أكتوبر : أستيقظ العالم، في هذا اليوم، على تغريدة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، التي أعلن فيها مقتل “البغدادي” في “سوريا”، وبعد ساعات ظهرت تفاصيل جديدة؛ إذ تبين أنه فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه عندما فشل في الهرب، وأن إثنين من أبناءه كانوا بصحبته وقُتلوا أيضًا معه، وأن القوات الأميركية تمكنت من تحديد موقعه بفضل الدعم الاستخباراتي العراقي.

وكان تواجده في شمال “سوريا” من الأمور التي أدهشت الجميع، خاصة أن “إدلب”، هي آخر معقل في يد العناصر المتمردة وتسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، بقيادة “جبهة النصرة”، التي تعادي بشكل صريح تنظيم (داعش)، وبعد أقل من 24 ساعة على مقتل “البغدادي”، قُتل المتحدث باسم التنظيم، “أبوالحسن المهاجر”، خلال عملية لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، في “جرابلس”، شمالي “سوريا”.

31 تشرين أول/أكتوبر : لم يستمر فراغ السلطة طويلًا، وبعد 4 أيام على مقتل “البغدادي”، أعلن المتحدث الجديد باسم التنظيم، “حمزة القرشي”، اسم خليفته وهو، “أبوإبراهيم الهاشمي القرشي”، لكن لا يعلم حتى الآن أية تفاصيل عن هويته؛ فيما عدا المؤشرات التي تعطيها اسمه، بأنه ينحدر من نسل الرسول، لكن لا يخفى على أحد أن هذه الأسماء لا تكون في العادة حقيقية، كما لم تظهر صورته.

وتسبب هذا التعتيم الكامل على شخص الخليفة الجديد في شكوك بعض المحللين، الذين أكدوا أنه لا يوجد خليفة جديد من الأساس، خاصة أن التنظيم لا يتملك أي سيطرة على الأرض، ومع ذلك لم يؤثر كل ما قيل على شرعية الخليفة الجديد في أعين التابعين له، إذ بمجرد إعلان اسمه أقبل عدد هائل منهم على إعلان البيعة.

صدمة ورعب في أوروبا..      

29 تشرين ثان/نوفمبر : شهد هذا اليوم صدمة للعالم، وخاصة لـ”أوروبا”، إذ كان نذيرًا بعودة عمليات التنظيم الترويعية في القارة العجوز، وحذر خبراء من أن “لندن” ستكون أول محطة وسوف تتبعها محطات أوروبية أخرى؛ يتوقف فيها قطار القتل للحظات ويجمع معه عشرات القتلى، إذ نفذ الشاب، “عثمان خان”، عملية طعن على “جسر لندن”، قُتل خلالها شخصان وجُرح 3 آخرين.

وأعلنت وكالة (أعماق)؛ أن “خان” أحد المجاهدين التابعين للتنظيم، لكن لم يكن واضحًا في بيان الوكالة ما إذا كان الشاب قد نفذ العملية استجابة لأوامر قائد التنظيم أم بتخطيط شخصي.

واليوم، وبعد إنتهاء عام كامل شهد هزائم متتالية وخسارة كبيرة للتنظيم، لا يزال يحذر الخبراء من أن (داعش) لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا، وتؤكد تجارب الماضي هذا الأمر، إذ تمكن التنظيم من تجميع شتاته بعد مقتل مؤسسه، “أبومصعب الزرقاوي”، لذا فإن تكرار هذه التجربة ممكنًا، خاصة أن الأسباب التي سمحت بنشأته منذ البداية في “العراق” و”سوريا”؛ لا تزال قائمة دون حل، فالبلد الأول يعاني من أزمة سياسية كبيرة، كما أن الحرب في الثاني لم تصل إلى نهايتها، وبحسب بيانات “المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب”، فإن هناك نحو 14 ألف مقاتل في “العراق” و”سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة